بيتي
حسام الدين أحمد محمد خليل/ج م ع الفيوم
[email protected]
رأيـت الـشـعر لي بيتا
إذا مـا زرتـنـي يـوما
أثــاث الـدار ألـفـاظ
فـيـعـلـو بـينا جرسٌ
فــيـعـدو كـل ذواق
أزيـنـهـا بـقـافـيـة
وفـي الـبـستان ينساب
وأنـغـام لـهـا عـطر
وبـالأعـجـاز تـورية
وفـوق الـصدر مكتوب
بـيـتـي لا أرى بـيـتا
سـكـنـت عـلى معانيه
فـرب الـعـرش خلاق
غـروب الشمس يجذبني
وتـسبح في الفضا عيني
وأخـلـو فـي حمى جبل
وأصـعـد فـوق قـلـته
فـيـأتـي كـي يداعبني
لـيـحـمل شوق محبوب
وأسـمـع مـن يخاطبني
وألـمـح طـيـف أمنية
وأقـرأ مـا بـعـيـنيها
وأنـثـر شـعرها شعرا
بـريـشـة طـائر يشدو
ويـحـلو الكون في عيني
وأسـرد كـل مـا يجري
وأغـدو راكـبـا فرسي
أجـوب الـحزن والسهل
وأرجـع قـاصـدا بيتي
إلـى بـحـر يـراودني
خـريـر زلالـه يجري
وعـذب حـديـثه يسري
يـفـيـض غـديره شهدا
ولـكـنـي أرى عـجبا
وهـاج الـمـوج يسألني
ومـا لـطـيـوركم تهفو
أمـا عـنـدي لـكم زاد
وراح يـفـور مـكـتئبا
ويـهـجـو فـي تـدفقه
عـقـيـم مـا له ضرب
وحــر مــا لـه أدب
وآخـر يـكـره الـشعر
يـقـول(الـشعر مفسدة)
إذا مـا جـاءنـي يـوما
وأبـدو شـارد الـذهـن
فـلا تـقـربـه واستغفر
ألا اسـمـع يـا أبا جهل
صـهـيـلا يمتطي عزما
سـأحـيـا شـاعرا أبدا
وأنـسـج مـهجتي شعرا
ويـصـنـع لـلبلا وتدي
وأُدفـن فـي ثـرى بيتي
ويـعـدو قـائـلا شعري
غزوا بي الكفر في صرحه
فـردوا الـكـفر مدحورا
خـلـيـلـي يا أبا أحمد
وفــاء لـلـذي أرسـىبـبـيـت الـشعر تلقاني
تـرى في البيت وجداني
أرتـبـهـا بـمـيـزاني
يـشـد الـقاص والداني
إلـى صـور بـجدراني
وأنـقـشـهـا بـألواني
جـنـاس بـيـن أفـنان
شـذاه أريـج ريـحـاني
وتـشـبـيـه بـإتـقان
بـبـيـت الشعر عنواني
كـبـيـت الـشعر آواني
فـهـز الـبـيت بنياني
ورب الـبـيـت سواني
فـأنـسـى كـل إنـسان
وأشـرد بـيـن أقـراني
عـلـى أطـراف غيطان
وأجـلـس بـين أغصان
نـسـيـم هـادئ وانـي
إلـى مـحـبـوبه الثاني
بـصـوت خـافت حان
أعـانـقـهـا بأحضاني
ومـوج الـبـحر يغشاني
عـلـى أوراق بـستاني
عـلـى أنـغـام ألحاني
فـأرقـبـه بـإمـعـان
بـتـفـعـيلات أوزاني
وأسـعـى بـيـن وديان
وآلامــا لأوطــانـي
لألـفـظ فـيـه أحزاني
عـلـى جـنبيه شطران
عـلـى أشـعـار ديواني
يُـسـرّي كـل حـيران
فـأدلـي فـيـه أشطاني
وأسـمـع صوت غضبان
أعـفّ الـنـاس مرجاني
عـلـى أوكـار جيراني
أم اسـتـبـقيت إحساني
يـئـن بـقـلـب غيران
حـديـث عروض خلان
ومـا ألـفـتـه عـينان
يـطـيـر ولا جـناحان
فـيـأمـرنـي ويـنهاني
يـمـس الـعـقل كالجان
أصـاب الـسـهد أجفاني
وأصـحـو غـير يقظان
فـهـذا وحـي شـيطان
لـكـعـب أو لـحـسان
لـيـعـلـي هدي قرآني
إذا مــا الله أحـيـانـي
وأبـدع قـدر إمـكـاني
مـع الأسـبـاب أكفاني
فـيـرثـيـنـي وينعاني
حـمـاة الـحق فرساني
وكـان الـفـكـر ميداني
يـفـر أمـام إيـمـاني
إلـيـك عـظيم عرفاني
بـحـورا بـيـن شطآن