أَهْلاً بِكَ يَا شَهْرَ الصِّيَام
أَهْلاً بِكَ يَا شَهْرَ الصِّيَام
يَاسِر الحَمَدَاني
Yasser_Elhamadany@hotmail.comأَطَلَّ عَلَى الْكَوْنِ شَهْرُ الصِّيَامْ كَمَا عَوَّدَ النَّاسَ في كُلِّ عَامْ
وَأَوْقَـدَ رَبـيِّ مَـصَـابِـيحَهُ فَأَوْمَتْ إِلَيْنَا السَّمَا بِابْتِسَامْ
هِـلاَلُـكَ فِـيـنَا أَهَمُّ هِلاَلٍ وَأَنْتَ بِصَدْرِ الشُّهُورِ وِسَامْ
يُـتَـابِـعُ رُؤْيَـتَـهُ المُسْلِمُونَا بِكُلِّ اشْتِيَاقٍ وَكُلِّ اهْتِمَامْ
يُـحَـيِّـرُنَـا رَصْـدُهُ كُـلَّ عَامٍ كَأَنَّ بِهِ خَجَلاً وَاحْتِشَامْ
وَيَـخْـتَـصِـمُ الْفُقَهَاءُ عَلَيْهِ مَعَ الْفَلَكِيِّينَ أَحْلَى اخْتِصَامْ
فَـإِنَّ الـشُّـهُورَ كَمِثْلِ النُّجُومِ وَشَهْرُ الصِّيَامِ كَبَدْرِ التَّمَامْ
وَتَـزْدَادُ فِـيـهِ المَسَاجِدُ حُسْنَاً وَتَمْتَدُّ بِالخَيْرِ أَيْدِي الْكِرَامْ
وَتَسْهَرُ فِيهِ الْقُرَى وَالْبَوَادِي وَتَخْلَعُ في اللَّيْلِ ثَوْبَ الظَّلاَمْ
وَيَـلْـتَـمِـسُ الـنَّاسُ مِن خَيْرِهِ لِذَلِكَ يَزْدَادُ فِيهِ الزِّحَامْ
وَيَـشْـبَـعُ فِـيهِ الْيَتَامَى الَّذِينَ يَبِيتُونَ لاَ يَجِدُونَ الإِدَامْ
وَيَـنْـسَـى الْـعِبَادُ بِهِ كُلَّ بُغْضٍ وَيَلْتَحِمُونَ أَشَدَّ الْتِحَامْ
فَـلِـلْـمُذْنِبِينَ بِهِ فُرْصَةٌ لِتَرْكِ المَعَاصِي وَهَجْرِ الحَرَامْ
يُـرَبِّـيِ النُفُوسَ عَلَى الصَّالِحَاتِ فَإِنَّ الصِّيَامَ لَهَا كَاللِّجَامْ
وَفي ضَبْطِ وَقْتِ الطَّعَامِ يُرَبِيِّ عَلَى دِقَّةِ الْوَقْتِ وَالإِلْتِزَامْ
وَيَـنْـتَـظِـرُ الْكُلُّ بَعْدَ الْعِشَاءِ صَلاَةَ الْقِيَامِ وَرَاءَ الإِمَامْ
وَمَـهْـمَـا تَكَلَّمْتُ عَنْ فَضْلِهِ فَلَنْ يُوفِيَ الحَقَّ فِيهِ الْكَلاَمْ
فَمُذْ كَانَ شَهْرُ الصِّيَامِ عَظِيمَاً لِذَا فِيهِ تجْرِي الأُمُورُ الْعِظَامْ
لَـقَـدْ كَانَ شَهْرَ انْتِصَارٍ لَنَا لِمَا أَصْبَحَ الْيَوْمَ شَهْرَ انهِزَامْ
* * *
أَرِيـحُـواْ الْـبُطُونَ قَلِيلاً بِهِ وَلاَ تُطْلِقُواْ لِلأَيَادِي الزِّمَامْ
شَـرَاهَـتُـنَـا ففِيهِ لِلأَكْلِ شَيْءٌ يَفُوقُ التَّشَفِّيَ وَالإِنْتِقَامْ
فَـفِـي الأَكْلِ إِسْرَافُنَا قَدْ أَحَا لَ شَهْرَ الصِّيَامِ لِشَهْرِالْتِهَامْ
فَـلاَ هَمَ لِلنَّاسِ يُذْكَرُ فِيهِ سِوَى طَبْخِ كُلِّ صُنُوفِ الطَعَامْ
أَنَـا لَـمْ أَقُـلْ فِـيـهِ لاَ تَأْكُلُواْ وَلَكِن أَقُولُ كُلُواْ بِانْتِظَامْ
لِـمَـا بَعْدَهُ يَهْجُرُ الدِّينَ قَوْمٌ كَأَنَّ اعْتَرَى طَبْعَهُمْ الاِنْفِصَامْ
كَـمَـا يَفْعَلُ الطِّفْلُ مِنَّا رَضِيعَاً فَأَبْغَضُ شَيْءٍ إِلَيْهِ الْفِطَامْ
لِـذَلِـكَ نُـوصَـفُ في كُلِّ وَادٍ بِأَنَّا شُعُوبٌ كُسَالىَ نِيَامْ
إِذَا نَـحْـنُ لَـمْ نَحْتَرِمْ دِينَنَا فَكَيْفَ سَنَحْظَى إِذَنْ بِاحْتِرَامْ