اخلعْ هُنا نعليكَ يا وطني

اخلعْ هُنا نعليكَ يا وطني

رائد عبد اللطيف

[email protected]

اخـلـعْ  هنا نعليكَ يا iiوطني
غـسِّـلـهـمُ..  كفنهمُ iiخجلاً
وانـعاهُمُ- بعد الصلاةِ- iiأسَىً
واذهـبْ إلى فِرْعونهمْ iiغضِباً
أنـتَ الـذي مازلت iiتحضنُهمْ
يـا يـوسـفُ المُرْمَى iiبجبِّهِمُ
كـتَّمتَ صوتاً في الحشا عَرِماً
تـأسـى،  إذا قدَّسْتَ iiعِترتَهُمْ
كـانت جبالُ الأرضِ iiقبضتَها
والـلـؤلـؤُ  المَرجانُ iiزينتهَا
صارتْ  جبالُ الأرضِ iiملجأَها
شنقيطُ(1)،  لبْيا، بل iiجزائرُها
لا مـصـرَ.. لا عمَّانَ iiمنزلُها
يـا  لـيـتَ لو بدَّدتُ نطفتَهمْ
لـكـنَّـكَ  القلبُ الرؤومُ iiبهِمْ
فـاغضبْ وقَطِّبْ حاجِباً iiهَرِماً
لا تـبـكـينَّ العُربَ يا iiوطناً
واكـتبْ  على حيطانِ iiتربتهِمْ

















وادخـلْ عـليهمْ حُجرةَ iiالكفنِ
خـلّـصْـهُمُ من عُقدةَ iiالرَّسنِ
حـنِّـطهُمُ  في صفحةِ iiالزَّمنِ
طـهِّـرهُـمُ من سُلْطةِ iiالوثنِ
خـانـوا، وأنتَ العهدَ لم iiتخُنِ
بـاعـوا  ونالوا أبخسَ iiالثَّمنِ
كـالـبحر يكتمُ صرخةَ iiالسُّفنِ
ويْ  إنـهـا كانتْ.. ولم iiتكنِ
فـي  الـشامِ في بغدادَ واليمنِ
في القدس في بيروت في عدنِ
والـجـدولُ العريان من iiوهنِ
المغربُ، الخرطومُ.. وا حزني
فـالـيـومَ شاخت عِزَّة iiالمدنِ
شـرَّدتُ  فـيهم رضعةَ iiاللبنِ
تـرعـاهُـمُ  سرَّاً عنِ iiالعلنِ
مـن شـدِّةِ الـهزَّاتِ iiوالمِحَنِ
وادفنهُمُ  في ساحةِ العطنِ ii(2)
هـنَّـا  يُـسجَّى باعةُ iiالوطنِ

              

(ا) شنقيط: كناية عن مورتانيا

(2) ساحة العطن: مربض الغنم