الفَرَحُ الحزين (1)
23آب2008
فيصل الحجي
فيصل بن محمد الحجي
قدّر اللهُ على أُسرتي أن تغترب عن وطنها إلى مدينة الرياض ..! فاستسلمنا لأمر الله ورضينا بقضائهِ وقدره ... ومع مرور الزمن بدأت الأسرة تتبعثر في أحياء مدينة الرياض ، ثم في أنحاء المملكة ، ثم في بلاد العالم ....!
ومنذ سبع سنوات غادرنا ولدي / البراءُ / إلى بلاد الغرب للدراسة ... وواجهته هناك بعض الصعوبات ، وكنا ندعوه للعودة لنزوَِّجه بابنة الحلال ولكنّ ظروفه لم تسمح له بذلك ... وأخيراً وفقه الله للعودة ... ونحن الآن في ليلة عُرسه – والحمد لله - :
وعْـدٌ تـمـيَّـز أمرُهُ بينَ ولـقـدْ سـهرتُ له الليالي واجماً ولـكَـمْ دعـوتُ اللهَ أرجـو عونهُ شـطـتْ مـنـازلُنا وشقَّ مَزارُنا مِـنْ بَـعـدِ مـا كُنا بمجْمَع ِ أيْكةٍ يـتـطـلـعُ النائي إلى النائي فلا والـشـوقُ مُـشتعِلُ الأُوار ِ وعينهُ والـقـلبُ تعصِرُهُ طواحينُ الأسى لا بـأسَ ! والـرحمنُ يحفظُ عبدَهُ هـذا الـبـراءُ هو العريسُ وحولهُ * * * يـمشي الزمانُ فلا يسيرُ إلى الوراءْ فـي عُـمْق ِ ذاكرتي مَعالِمُ صُورةٍ طـفـلٌ تألقّ كالجُمان ِ..فإنْ مشى وإذا تـبـسَّـمَ فـالـنجُومُ تلألأتْ وإذا تـحـرَّكَ فـالـقلوبُ تحَرَّكتْ ونـمـا الغلامُ على الأمانةِ والتقى يـسـعـى لِـما يسعى إليهِ بهمّةٍ واجـتـازَ آفـاقَ الـدِّراسـةِ كلها قـدْ غـرّدَ الـحَـسُّونُ في بُستانِهِ قـرَّتْ عُـيُـونُ الوالِدَيْن ِ بعُرسِهِ فاللهَ نـسـألُ أنْ يُـديـمَ سُرورًنا * * * يَـهفو الشبابُ إلى الأماني الزاهِرةْ ويَـرى الحياة َ كأنها صَيْدٌ هو الصَّ قـلْ : هـكـذا كـنا شباباً .. إنما نـسـعى ونطمَحُ للعُلا بعزيمةٍ ونـذوقُ في الدَّرْبِ المراراتِ التي لا خـيـرَ فِيمَنْ هابَ أسْبابَ العُلا قـد جـاءَ دَورُكَ يـا بَراءُ فقمْ لها و الـقَ الـعَـنـا مُـتفائِلاً مُتبسِّماً سِـرْ لِـلـعُلا نمِراً تسلقَ صَخرة ً الـيـأسُ مـاتَ.. وهذهِ الآمالُ عا * * * يـا إخـوتـي ! بقدومِكم طابَ اللقا جَـمْـعٌ تـوحّدَتِ القلوبُ بهِ على طـافـتْ قلوبُ الحاضرينَ بروضةٍ تـجني مِنَ الثمر ِ الحلال ِ وقد أبَتْ وبـظِـلَِّ عاصِفةِ السُّرور ِ يشدُّني كـمْ كـانَ يُسْعِدُني ويُثلِجُ خاطري لـوْ ضـمَّ حَـفلي إخْوة ً وأحِبَّة ً سَـيـدومُ نزْفُ الجُرْح ِ مهما طبَّبُوا نـهـفـو إلـى مَهْدِ الطفولةِ بَعدما مـا لي عزاءٌ غيرَ أنْ يَرضى الذي | الوعودْوعـدٌ صـبرتُ له طويلاً كيْ أتـرقـبُ الآمـالَ فـي ثوبٍ جديدْ لـيَـشُـدَّ أزري حينَ تنهارُ الجُهُودْ وتـبـعثرتْ أرحامُنا خلفَ الحُدودْ كـالـجـيـدِ تحضنُهُ أفانين العُقودْ يـلقاهُ مِن خلفِ الحواجز ِ والسُّدودْ تـرنـو إلـى لقيا الأحِبَّةِ مِنْ بَعيدْ فـكـأنها الصحراءُ والعاني وحيدْ ! فـهو الكريمُ هو الرحيمُ هو الوَدودْ أخـيارُ أحْبابي .. فهذا اليومُ عيدْ ! * * * دَرْبُ الزمان ِ هو الصُّعودُ هو النماءْ هيَ صورة ُ الطفل ِ المدثر ِ بالبَهاءْ فـكـأنـهُ ظبيٌ فريدٌ في الظباءْ وإذا شـدا فـهوَ الهديلُ ..هو الغِناءْ حُـبَّـاً لـهُ.. فهو الحبيبُ بلا مِراءْ وعـلـى العزيمةِ والكرامةِ والإباءْ وإرادةٍ نـحْـوَ الـعُـلا و الإرتِقاءْ فإذا هو الرجلُ الذي يُدعى : البراءْ وتـفـتـحَتْ أزهارُ أفراح ِ الرَّجاءْ فـرَحـاً..كما قرَّتْ عُيُونُ الأصدقاءْ وسُـرورًكـم وسُرور ِ كلِّ الأوفياءْ * * * وتـغـرُّهُ دَومـاً قـواهُ الـظـافِرةْ يّـادُ يـقـنِـصُـهـا بـأيْدٍ ماهِرة نـأبـى الـرذائِلَ والفِعالَ الجائِرةْ شـمّـاءَ طـاحِنةِ الحواجز ِ باترة لابُـدَّ مـنـهـا.. فالحياة ُ مُغامرة أو هـانَ إذ يـبكي بعَيْن ٍ صاغرة وانـهـضْ ولا ترجعْ بكفٍّ خاسِرة وابْحَثْ عن ِ الجَدْوى بعيْن ٍ ساهِرة وسِـلاحِـهُ عَـزْمٌـ وأيْدٍ قادرة ئِـشـة ٌ لـديْكَ معَ الحياةِ الزاهرة * * * وغـدا الـمساءُ مِنَ المَسرّةِ مُشرقا نـهـج ِ الإخـاءِ فـسَـرَّنا وتألقا غـنـاءَ تـجْـني ما أراحَ و شوَّقا مـا خـالـفَ الـنهْجَ الكريمَ الأليَقا قـلـبٌ إلـى عِطر ِ الشآم ِ تشوَّقا لـوْ زارً حَـفـلِي قارة ً أو جلقا غـابـوا كـما غِبْنا غِياباً مُرهِقا بـعِـيادَةِ الأفراح ِ جُرحي المُحْرقا عَـمَّ الـمَـشِيبُ ذؤابَتي و المَفرقا خـلـقَ الـجنانَ ..لسرَّنا فيها اللقا | يَعودْ
(1) ألقيتْ هذه القصيدة بمناسبة حفل زفاف ولدي/ البراء على كريمة الأخ الأستاذ / محمد أمين حَسُّون وذلك مساء يوم السبت 1/8/1429ه الموافق 2/8/2008م في قاعة / أبراج السعادة في مدينة الرياض .