لا وقت للصدق
خلف دلف الحديثي
[email protected]لا وقْتَ للصّدقِ كلُّ الوقتِ للكذْبِ
ولا مكانَ لمَنْ لمْ يمتدَحْ أشِراً
لا وقتَ للصدْقِ فالكذّابُ قد رَبحَتْ
دجِّلْ وزوِّرْ تَعِشْ ناراً على علَمٍ
لا وَقتَ إلا لمَنْ لا هَمُّ يُشْغِلُهُ
لا وقْتَ يُعْرَفُ والأوقاتُ ضائعةٌ
يا موطني وأرى أوروكَ قدْ رَحَلتْ
واستصْرَخَتْ أكدٌ بُقيا حضارتِها
لو كانَ ظلّ لدى مَنْ باعَ عزُّتَهُ
فكلّهُمْ في هَوى الدُّولارِ قد سَقطوا
وكلّهمْ ما درى الأطفالَ قد دُفنوا
تكشَّفي يا ثيابَ العارِ واحْترقي
مضى فكفّنَ في أحْداقِهِ وَطناً
سيُلْعَنونَ وتبْقى صرْخةٌ صعَدَتْ
يا مَنْ سعَيْتُمْ إلى تشْتيتِ وَحْدتِنا
يا مُترفينَ وهذي النّاسُ في سَغَبٍ
أمَا يهزُّكُمُ مَرْأى لجائِعةٍ
غداً سيَلْعَنَكُمْ تأريخُ أمَّتِكُمْ
هُنا الأُطيفالُ ناموا في مُهودِهِمُ
يجْترُّهُمْ عَطشٌ برْدٌ يطيحُ بهِمْ
إنّا بدَأنا وَما خُنّا حواضِرَنا
هُنا الغيارى هنا الأنبارُ فاعْتصبي
لبَّيكِ وانتفضي صِيحي على عَجلٍ
وأرْضعي الطِّفْلَ من ثدْي الرّصاصِ لظىً
سَيُولَدُ الفجْرُ من خلفِ التّلالِ غداً
شُدّي خيولَ الدّما فالواعدونَ أتَوا
(لقد سَعَيْنا فلمْ تَضْعُفْ عزائِمُنا )
نحْنُ امتطيْنا خيولَ اللهِ مُسرجةً
يا غارةَ اللهِ قدْ جئْنا مصارِعَنا
لنْ نسكتينَ وتخبو نارُ ثوْرتِناولا سبيلَ بأنْ ترْقى سِوَى السلْبِ
وأنْ يمُدّ يداً من بؤْرةِ النّصْبِ
أموالُهُ وبنى مَجْداً منَ النّهْبِ
فدوْلةُ الكذْبِ تحْمي دولةَ الرُّعْبِ
وفيه يَسْعَرُ طبْعُ الكلبِ والذئْبِ
ما بينَ حَشْدِ الدُّمى أو رقصةِ الكَعْبِ
بثوْبِ بابلَ تدْعو صوْلةَ القُضْبِ
لو كانَ ظَلَّ من التّاريخِ ما يُصْبي
بعْضَ المُروءةِ أو شيئاً منَ العُجْبِ
وكُلّهمْ سارَ مَجْرورِ منَ العِقْبِ
بينَ الرُّكامِ بنارِ القصْفِ والضّرْبِ
وَكشِّفي مَنْ سَعى عَنْ أهلِهِ يُنْبي
فاعْشوْشبَ الحِقدُ حتّى جاءَ بالثلْبِ
إلى السّماءِ تُناجي رهْبةَ الغيْبِ
حَسْبي إلى الله مِمّا نَابَنا حَسْبي
مَنْ ذا سَينْقذُكُمْ منْ صوْلةِ الشَّعْبِ
أو صوْتُ والدةٍ صاحَتْ منَ النُّكْبِ
وَتُرْكلونَ كَمِثلِِ الشّاةِ والكَلْبِ
وفاهُ واحدِهمْ من جُوعِهِ (يَحَْبي)
فمَنْ يحُنُّ على أبنائِنا الزُّغْبِ
ومَا ركبْنا قطارِ الذمّ والسّبِّ
فلّوجةَ العِزِّ نحْوَ المُلتقى هُبّي
ما غيْرُ درْبِ الفِدا للنصْرِ من درْبِ
وللمروءاتِ في مهْدِ العُلا رَبّي
واللصُّ يَمْضي يُحابي خيْبةَ الخِبِّ
وبالجحيمِ على جيْشِ العِدا صُبّي
عن الكفاحِ ولن تلوى يدُ النُّجْبِ
لنُصْرةِ الحَقِّ مُذْ حادوا عنِ الرَّكْبِ
وما احْتمَينا فشُبّي للظى شُبّي
إمّا الشّهادةُ أوْ نصْرٌ منَ الرَّبِّ