زفرة ألم

زفرة ألم

للشيخ الشاعر الطبيب سعيد طه عبدان (1930-2004م) رحمه الله:

محاجرُ الكون غرقى في مآسيها

وزفرة الألم الدامي تُفشّيها

ما للأنين طغى تيّاره وربا

يجيش من مقلة الدنيا فيذكيها؟

وللزمان جئيرٌ من كوارثه

ولليالي زئيرٌ من دواميها

واللاتُ! ما لِجباه القوم قد سجدت

لها وعبّ دماء القوم باغيها؟

وطفلةٌ ضرعتْ تهمي مدامعها

لمّا وَؤودٌ أهال التربَ يُرديها

طلعْتَ يا كوكبَ الدنيا وزينتها

فانجاب مُظلمُها وانفكَّ عانيها _

وأشرق الكون بسّامًا تضاحكه

شقائق الروض سكرى في روابيها

لما تبدَّيتَ خرّ الظلم منصدعًا

ودولة الجور دُكّتْ من صياصيها

دعوتَ مكّةَ للرحمن فانصرفتْ

عن هدي ربّكَ لما كنتَ داعيها

وجاوبتكَ شموسُ الهدْيِ ساطعةً

من نور يثرب وضّاحًا معانيها

شُمٌّ صناديدُ من بطحائها اعتنقوا

روحَ العقيدة واستلّوا مواضيها

وقال مقدادهم في وقعةٍ سلفتْ

غرّاءَ كالفجر والتاريخُ يرويها

إنّا أشدّاءُ يا طه إذا اشتعلتْ

نار المعارك أو نادى مناديها

دعوَتنا بسنا مجدٍ ومكرمةٍ

ودعوةُ الحق بالأرواح نفديها

أشكو إليك رسولَ الله داهيةً

شديدةً مثّلت فينا مآسيها

أصابتِ الأُمّة الشمَّاء فانصدعت

أركانُها وطحت تهوي مغانيها