دعامة

عصام الدين محمد أحمد

هطل الليل، الصالة تزدحم بمدرس الأنجليزى وزميل حسام، لم يراع حسام ضيق الشقة وأتفق على حضور المدرس كل اثنين، يتبدل حالنا؛ أصطحب الشيشة إلى غرفة النوم، أدخن حجر معسل فى عقب آخر، الفحم مشتعل نصف أشتعال، أشد النفس وكأننى فى نزعى الأخير، ها هى الدنيا تتمرجح أمام ناظرى، يتحرك الدولاب من مطرحه، يقترب، تعدو التسريحة لتعترض طريقه، نسمة فوق السرير نائمة، الجدران تأبى الثبات، وكأنها ملتصقة بالأثاث المتحرك، موسيقى الأدوات النحاسية ترن، تخترق أذنى، ما بال حجر المعسل لا يدمع دخانا، فى الليل أنس فرفشة، لماذا لا تبلع الحبة الزرقاء، وتمثل دور الفارس المغوار الذى لا يشق له غبار مع النساء؟ سكون، طرقات النحاس تأده، يتحرك البسشاط صعودا وهبوطا، دقات القلب تزن، تعلو، تخفت، رنينها يأز كطائرة تهوى، أقع جوار الشيشة، صخب الموقف يتلاشى، أجرب النهوض، أفشل، بصوت واه أصيح على نسمة، لا أدرى متى أستيظت من سباتها! تخلع عنى الجاكت، بأنامل وجلة تدلك صدرى، تبللنى بالماء، أسافر إلى الصعيد، ماجدة تشير إلى، شعرها المتطاير يخلب جوارحى، تهمس فى أذن زميلتها، بحديث تصحبه الأبتسامات، أرغب الحديث معها، لا أدرى لماذا أنطفأت صورتها، أعرج إلى أم الرضا، أقصد(أبو الفتوح)، زوجة حسن تبيع البيرة، أهرول إلى عشتها، أشرب زجاجات البيرة، يهمد جسدي تماما، أرانى أحمل مئات العدايات فوق كتفى، تتراص سيارات النقل فى طابور لا نهاية له، تمر السنون والطابور لا ينفد، يعترينى الصمت، ما الذى حدث لى؟ مازالت أصابعها تهدهد جسدى المسجى، أغيب ، تجدنى فى أم قصر بالبصرة، أحمل أوراق الجرد، أهرول خلف القلابات، وفجأة قلاب عملاق يطاردني، يفتش عن جسدى المختبئ وراء أجساد العراقيين، يلمحنى منحرفا بزاوية تتيح لبدني بالأنفراد والأنعتاق من الأجساد، سائق القلاب يدوس على البنزين، يشدنى كريم العراقى لارتمى فى حضنه، والسيارة فص ملح ذاب، ألج سوق روض الفرج، أعرج إلى ثلاجة الشامي، أحمل عشرات أقفاص الكمثرى، السوق شغال، والسحب على أشده، ناء كاهلي بالحمل الثقيل، أفتح عينى ودموع نسمة تبلل وجهى، لا أملك كلاما، هاأنا فى تابوتي فوق الأعناق، الوجوم والحزن يرسمان وجه الأولاد، لا يدركون أدبيات الموقف، أيبكون؟ أيصمتون؟ يحمل وجه كل منهم الأمارات، ونسمة تائهة زائغة النظرات بين النساء، رحل عكازها فى الحياة، تولول:أين الطبيب؟ يحاولون أنزالى من الفراش، مازلت أملك قدرا من الصمود، لا أتحرك، أتشبث بالوسادة، وكأن الطبيب يمتشق مشرطه ليشق صدري، أهمس:لا أريد طبيبا؟ دعوني برهة وستركبنى العافية ثانية.

لم تتملكهم الشجاعة لحملى عنوة، آه..أيها الزمن التعس، أتتركنى هكذا لسند أنامله رخوة! ينقضي الليل، جسدي مضعضع وكأنني عائد من سفريات قطار بين الكهوف، تدفن نسمة رأسها فى عبها، أسألها:

-ما الذي حدث؟

تغلبها دموعها، تنطفئ حروفها، أنهض، أضطجع ثانية، أنهض ثالثة، أردد:

- أتدركين الآن أن الفقر نعمة كبرى؟

تهزمه النهنهات، لا أكاد أبين ملامح صوتها:

- دعنى وحالى.

- كيف؟

-أتموت لتتركنا؟

- الموت حق.

- ونحن ألسنا حق؟!

يوم كامل مر، لم أذهب للطبيب، المسألة هينة وستمر كغيرها، يتأزم صدرى أكثر وظهرى يتفصد، وبعد ألحاح وتزايد شعور التعب ذهبت إلى ممارس عام، أحتار فى التشخيص، لم أدعه

يمارس شعوذته، طلبت منه كتابة أمبول لتسكين الألم، حقنة وحيدة لا تأتى بالأثر المخفف للوجع، فأتبعتها بالثانية والثالثة.

كالمعتاد ذهبت للعمل، وفى العاشرة والنصف لاحظت إيمان فقدانى القدرة على الحركة، بادرتنى بالسؤال:

- ما لك؟

- لا شيئ ؛مجرد (شوية) تعب، لم أستطع النوم منذ أول امس.

- هات ورقة وقلما.

تكتب أسماء تحاليل كثيرة، ندهت وليد، وبعد سؤاله عن صحة الوالد، طلبت تقرير من والده بالتحاليل، أسألها:

- كيف تحفظين مسميات كل هذه التحاليل؟

- شغلتى، كثرة أمراض عائلتي أسبغتنى بالخبرة.

وفى اليوم التالي استخرجت خطابات بالمطلوب بإحدى المراكز الشهيرة، الأشعات سليمة والتحاليل نسبها غير طبيعية، وفى المساء ذهبت إلى طبيب قلب، هالته صور الأيكو، يطلب رواية ما حدث، فى دقائق معدودة تقيأت الحكاية، عقب منفعلا:

- ألم تمت؟

- ومن أمامك الآن؟

- أحمد ربنا أنك نجوت بسلام.

- الحمد لله.

- أتدخن؟

- أدخن النارجيلة بشراهة.

هز رأسه، خط أدوية كثيرة، أعد تقريرا لأعتمده من جهة عملى، أعود فور الاعتماد، يقول لى:

- لا بد من القسطرة وتركيب دعامات؛فالشريان التاجى مسدود.

- ألا تفيد الأدوية دون جراحة؟

- ليست جراحة كما تظن، مجرد ليلة بالعناية المركزة وتعود إلى بيتك.

- أذا كان الأمر سهلا كما تصف، فلا مان من تركيب دعامات الآن.

- غدا بمستشفي الصفوة العاشرة صباحا.

الحبوب التى تناولتها أنامتنى كالحمل المتعب، زوجتى وأولادى الثلاث يتعجلون الخروجحتى لا نتأخر، ما بالهم يتعجلون وكأنهم يتخلصون منى، بصراحة ندمت على قرارى غير المدروس، فالأولاد مازالو فى مقتبل العمر، لم أزوج أحدا، لم يعمل أحدهم بدخل وظيفى ثابت، الأسرة فى حاجة ملحة لراتبى، وإلا كانت فضيحتى بجلاجل، أنتفضت خارجا حتى لا تقعدنى الهواجس، نصعد تاكسيا إلى شبرا، الوقت يشير إلى التاسعة، فتاة الأستقبال تأخذ الأوراق، تقول:

-أنتظر حتى يأتى الدكتور.

أجد مقعدا فارغا، أحتله، يواجه باب المستشفى، تحيط بى الأسرة، مقهى فى مواجهة الباب، روادها كثر والأدخنة تتدفق من الأفواه، كيف أفلت من القيد؟ لأهرب وأتموضع فوق إحدى مقاعد المقهى، وأدخن كالآخرين، تراودنى مشاهد مسيرتى والتى تجاوز ثلاث وخمسين سنة، طالت الرحلة، كثرت المدن، تزاحمت الوجوه، الوجوه متعبة، كالحة اللون، أركسها المشوار فى دورق الألوان الباهتة، المرأة الجالسة أمامى تحمات صفاقتى كثيرا، أزجرها، أشتمها، تبتسم، كيف الخلاص منها؟ فلتغادرنى بلا رجعة، صحبتها تكبل جنوحى، تبتر لهاثى خلف النساء، الفرصة مواتية الآن للهرب من شرنقتك، لن أغادر المبنى إلى البيت ثانية، لا أدرى ما الذى يدور فى ذهن الأولاد، يخشون تجربة حملى على الأكتاف ومواراتى التراب، منهم من يحفظ لى جمل العزاء المعهودة، ومنهم من يلومنى على اعلان التعب، فالرحلة تعوزها أياد العون، ولا ينقصهم السقوط فى دوامة المستحقات المالية المؤجلة والأرث والعناية بالأم، ومنهم من يحملنى فشله الدراسى وأنفضاض سوق العمل، فى كل عقل حكايته، تبا للمآسى! ألم أقل أن التدخين هو الحل الأفضل، وأمبول الدواء الموصوف لك، ساعة أو بعض ساعة وتنط كالقرد؛مجرد دعامة لقلبك حتى لا ينهار، عشرات المرا اسقطتك الإغماءات ولا أحد يدرى، هاهو الدكتور يدخل المستشفى، نصف ساعة وتصيح عليك فتاة الأستقبال، بضع توقيعات لا غير، توجهك للصعود إلى الدور الرابع، تصعدون، بضع خطوات ويحتجزون الأسرة، ها أنت وحيدا وعاريا فوق الفراش، يلبسونك كيس بلاستيك خفيف وشفاف، يغرزون حقنة فى الوريد، تفقد الوعى تماما، يهرب منك الأحساس، تتسرب الدنيا؛كل الدنيا، يعود الوعى على زيطة؛ثلاث أطباء وخمس ممرضات يلتفون حول مقامك، مدد يا سيدى، بركاتك يا خالع اللباس، يقول الطبيب:

- أتخفى أمراضا تعانيها؟

- لا أخفى شيئا، لكن لا أتحمل مشاهدة الدماء.

يزفوننى لغرفة الجراحة؛متسعة، يتوسطها جهاز عملاق أبيض، ذراعاه طويلتان، يتوسطهما سرير، ينقلوننى بين أيديهم لأتوسط السرير، يمدون يدى على أستقامتهما بمحاذاة رأسى، أيادى تعبث بجسدى، يدفسون أشياء فى شريانى الرئيسى الأيمن ما بين فخذى، ألمحهم يتحركون كالأضياف، مرت نصف ساعة وذراعاى يتعبان، أحاول تحريكهما، يزجرنى الطبيب، يزعق فى الممرض آمرا إياه بالنفخ، يسألنى:

- أصعيدى أم بحراوى؟

- صعيدى جوانى.

- أتدخن معسل سلوم أم قص؟

- سلوم ولكن لماذا؟

يحرك ذراعى الجهاز بعنف، يقول:

- ها أنتهينا من الدعامة الأولى.

- أهمس:دقائق وتنتهى المسرحية.

- أترنم:أقول وقد ناحت بجوارى يمامة:أيا جارتا هل بات حالك مثل حالى؛معاذ الهوى ما ذقتى طارقة النوى ولا خطرت منك الهموم ببال.بصدرى وفخذى الأيمن، تشد الشرائط الشعر فتنسحب روحى، أتذمر فيتركنى، يغافلنى ثاني

يعلق الطبيب:

- أترثينا؟!

- لا ولكنها خواطر الذاكرة المأزومة.

يسأل:

- ما اسمك؟

تتوه المعانى، أفقد القدرة على أمساك الحروف؛ما تخيلت أننى سأموت مثل هذه الميتة الرخيصة، الحركات يزداد صخبها، صوت حاد:

- بالونة (كمان).

يداى يا بوى؛أين ذهب أبى؟ أسفل التراب، أى تراب؟ لم أتذكره، منذ متى؟ شيعته الأعناق، لماذا أخاف ذكره؟ أتخشى اللحاق به؟ حتما ستلحق به، يعلن الطبيب عن نجاحه فى تركيب الدعامة الثانية، أيها القلب الموؤد ألا تكفيك دعامتان؟ مللت النوم، الممرضة تعصر أقمشة الدماء، أنظر لأعلى حتى لا أرى الدماء، الأضياف تذهب وتجئ، أسأل:أين الطبيب؟ يأتى صوته من بعيد:أنا موجود.يستطرد:جلطة قديمة تسد الشريان، سأحاول تسليك الشريان.يعود للجهاز، العنف- هذه المرة- يسيطر على الموقف، يحركنى يمينا ويسارا، يقول:

- ألم تشعر قبلا بالأغماءات؟

- دعنى فى حالى؛زهقت.

صمت ما بعده صمت، خشخشة نبرات هامسة، أنفاس محبوسة، يداى يصرهما الألم، ألم ينتهوا بعد؟ همهمات وجلة ، الأوامر تتلاحق:بالونة..بالونة.صيحات الأعجاب تعلن عن نفسها، يصفق البعض ويستحسن البعض الآخر بعبارات الأطراء، يجرونى لغرفة العناية المركزة، يصلون صدرى بجهاز كمبيوتر، ريقى جاف، يدثرونى بالملاءة، الجو صقيع ولكننى لا أشعر بالبرد، الساعات تمر كالسلحفاة، تزورنى الأسرة والأخوة، أنظر إليهم نظرات شاردة، تائهة، منطفئة، لا تستوعب ما يحدث، التوتر والقلق يرتسمان فوق الوجوه، دقائق ويخرجون من الغرفة، تتابع الممرضة رسومات الكمبيوتر، وبعد ست ساعات ينزعون شرائط لاصقة بصدرى وفخذى الأيمن، تشد الشرائط الشعر فتنسحب روحى، أتذمر فيتركنى، يغافلنى ثانية وهكذا دواليك طوال ساعات الليل، ينتزع أمبول حقنة طويلة من الشريان، ما هذا العته؟ أهذا الأنبوب الضخم كان بداخلى؟ يلف منطقة أتصال البطن والساق بأربطة مهولة؛شاش وبلاستر، يلف ويربط، أسأله الذهاب إلى دورة المياه فيحضر لى مبولة، أحضر لى طعاما، لم أتناول شيئا، تفصلنى الستائر عن الذى يجاورنى، لك برهة يستدعى الممرض، يشكو البرد وقلة الطعام، يسأل:هل كتب لى الطبيب خروجا؟ ما هى إلا لحظات ويتبرز فوق الأرض والفراش، يحملونه عنوة للحمام، يعود وضحكاته صاخبة وكأنه لم يفعل شيئا، يطلب طعاما ثانية، يتركونه ولا يلبون حاجته، يسب أولاده، كيف تركوه هكذا؟ لا أحد منهم يزوره، قال الممرض:يمكنك التحرك الآن.

أنزع الأسلاك الملتصقة بصدرى، أنزل من الفراش، أعبر الأسرة، حوانيت الموت مضاءة، ألبس كيس بلاستيك فوق رأسى، أجساد مربوطة بالأجهزة ولا يمكنها تغيير وضعها، لا همسات ولا أنفاس؛توابيت مفتوحة، ألج دورة المياه، أنظر فى المرآة، إلى متى ستنظر لهذا الوجه؟ شحوب يعلوه شحوب، ليس شحوب بل دعة وسكون، متى يغادرنى هذا الوجه؟ الفجر على الأبواب، ساعة أو بعض ساعة وتخرج من تابوتك، أسفل التراب ستتعفن، تنهشك الديدان، أصوات ترجك:

- ما اسمك؟

يعلمون الاسم، ولكن هكذا تستهل المحاضر، لا تملك القول:

- اسمى كرسمى.

ولا مجال أيضا للفلسفة، لا تملك الأجابة، فالأستجواب مؤجل حتى ترد المظالم، ومن الذى سيردها؟ فالأولاد لا يعلمون أنك لص وسارق، أسقطتك الغواية، فغرفت من أموال حمادة الكثير والكثير، أعملت عقلك؛مائة جنيه لن تكتشف من عشرات الألوف، تتراكم السرقات مع الأيام، الكاتب يسوى الحسابات مقابل نصف المبلغ، مائة جنيه لن تؤثر فى ثروة تاجر تتناهشه الأيادى، ماذا جنيت؟ تبدلت ماركة السجائر، تبدل طعامك، عهدت اللحوم طريقها إلى الثلاجة، ملابسك أضحت جديدة وغالية، أجنيت شيئا آخر؟ لا..لا..لم أجن شيئا، تبخرت الأيام، وتلاشى حمادة، أدين له بآلاف الجنيهات، لم أفعل شيئا مستهجنا، لم تمسك يداى الجنيهات قبلا، والدى يخطب فى الناس:

- هذا حرام وذاك حلال.

- أكل الناس حرام؟

- لماذا تؤول كلامى خطأ؟

- أريد عملا.

-أنهى دراستك أولا.

- ثم ماذا، العدو بين دهاليز الأرباب ولا أحد يلتفت.

- يا بنى الرازق لا يعتزل مهامه.

- ما أجمل الكلام المعسول فى دنيا الخبل.

- لا تكفر.

- ما أنا بكافر، ولكن أليس لى الحق فى الحياة؟

- كل إنسان ميسر لما خلق له.

- لماذا أقضى العمر فى عسر؟

- يا بنى لاتعسر علينا.

- لماذا تفصلون الدين عن مسار الحياة المتغير؟

- الدين مكارم أخلاق.

- الظالمون يستأثرون بالحياة دون غيرهم.

- مقاومتهم فرض.

- لماذا لا تدعون لمقاومتهم؟

- أدعو ولكن بالحسنى.

- لماذا الحسنى ونبراسهم القسوة والسطوة؟

- هكذا أمرنا الرسول الكريم.

- لم يأمركم بشيئ يناهض العدل والقسط.

- يا بنى رفقا بحالك.

- ستموت ولن يتبق لى سوى تسول الحياة.

- لا تقنط.

- ربما أسرق أو أقتل، وربما تغيبنى السجون، وربما أفترش الأرصفة!

- لن أتركك تسقط فى دياجير النفس.

- أنت لا تملك فى نفسك شيئا، ربما تفاجئك المنية اليوم أو غدا.

- أتعبتنى يا ولد ؛نغصت على المواجع والمآسى.

- لا تلومنى يا والدى؛فالغد مطموس المعالم، والحساب سيكون شاقا قاسيا، سينهشنى العقاب وتعصرنى الثعابين ولن أملك خطابا.

ما أمتثلت لنصائح والدك، ذهب دون أستئذان، ما أجمله وهو يتلو القرآن! يرتعش جسده، يتبدل حاله، تبلله الدموع، تنظر إليه بأستخفاف، تحمله آثام العالم بأسره، ليس بيد الرجل شيئ، موظف يتقاضى أجره، ذهب الأمام، عاد الأمام، يتقاضى جنيهات لا تفى بحاجات الطعام والشراب، يتحمل السخافات، أتملص من مصاحبته للمسجد، يشتغل مدرسا جانب عمله، وفى غفلة من الزمن يخطفه المرض، وحيدا أناطح الحياة؛المسارات كثيرة ولكنها مليئة بالمطبات، لا بد من ذعونك لأصحاب السطوة، أسرق كما يسرق الآخرون، كيف تتزوج وما كان أبوك وزيرا أو مديرا للأمن؟! أمام مسجد ينشر مواعظه على الناس فى المساجد، الأفراح، وفى المآتم، يستدعى لتجميل الصورة وتأطيرها بمسوح مقدسة، تبا لك أيها التعس؛النار مثواك والفقرحياتك.

وسوم: العدد 760