قصص قصيرة جدا 877

clip_image002_fb3e7.jpg 

سوء ظنّ

جلس بجانبها في الحافلة، لم تلفتت إليه، كان إهتمامها مركزا في جهازها الذكي، فجأة ألقى برأسه على كتفها، ويده على حجرها،صرخت مذعورة، هرع إليه الرّكاب ليلقنوه درسا في الأدب، أمسكه أحدهم من كتفه وهزّه

 بعنف، تجاوب معه بارتخاء دلّ على أنّه قد فارق الحياة.

سراب

تلك المرأة الدّميمة قرّرت أن تنتقم من رجالٍ لم يلقوا إليها يوما نظرة إعجاب، أو كلمة استحسان، جلست ترقب صفحتها على "العالم الإفتراضي" شامتة من أؤلئك الرّجال الذين غدوا يمطرونها بالإعجاب، وكلّ صور الحبّ والإشادة بما يخطه قلمها السّاحر ـ وهي نفسها تعلم أنّها مجرد خربشات تصدر منها كيفما تيسّر، وتسخر من كلّ طلبات الصداقة التي تنهمر عليها من كلّ حدب وصوب، وكل شهادات وألقاب التكريم التي تتلقاها، ذلك كله كان بسبب صورة الغلاف التي وضعتها لصفحتها، صورة غادة حسناء طالما تمنّت أن تكون هي.

الخبز الحافي

مدّ بصره من كوة خيمته، ينظربانشراحٍ للقمر بدرا، وافته الخواطر مسرعة، تلحّ عليه بقصيدة ....قطع حبل أفكاره رغيفا خبز سقطا على صدره من نفس كوة القمر.

أقزام

دخلت الأم لاهثةً، تحملُ صورةً كبيرة، قالت لأبنائها بعد أن علّقتها على صدر البيت،هذا جدُّكم الأكبر، وبدأت تروي لهم عن بطولاته وصولاته وجولاته حتى موته، وأبناؤها يهزُّون رؤوسهم بإعجاب بلغ حدّ التّقديس.

لم يكن البيت كبيرا ولا الصّورة كبيرة ولا الأمّ وأولادها... فالقصّة كلّها دارت في جُحر فأر وأبطالها فئران.

بوار

ضرب بيده على صدره، واعدا الجمهور الملتف حوله بالتحرير.

 حين خلا بأسياده، توسَّل اليهم ألاّ يؤاخذوه بكلماته النارية المنبعثة من لسانه فقط.

ضمائر

قائد المقاتلة النفاثة، ألقى حمولته من المتفجرات على مستشفى الأطفال، وعاد سريعا ليحتفل بإطفاء الشمعة الثانية لميلاد ابنه مع زوجته الحسناء.

غدر

تلك الأفعى التي تقطر أنيابها سما، تلتف بعنف حول قبتنا الذهبية لابتلاعها ،حين هرولنا تجاه إخوة لنا لحمايتها..وجدناهم يحتضنون بيض الأفعى وذيلها.

أنانية

في المعرض الذي يغصُّ بالزوار، نجح في التعليق على كل تلك اللوحات التي أبدعتها فرشاتها، وحملت توقيعة...فقط تلك اللوحة، هي التي نسي التعليق الذي أملته عليه، ماز غيظا، بعد فشل كل محاولات الاتصال بزوجته عبر هاتفه المحمول.

أقصوصتان

لجوء-ق.ق.ج.

في تلك الليلة إشتدّ البرد ، تساقط الثلج، وعوت فيها الريح،استمر بكاء رضيعها،كانت تلقمة ثديها الذابل حتى يسكت، وحين لا يجد فيه ما يسد رمقه، يعود للبكاء من جديد،هدأ فجأه، أخذتها سنة من نوم،انتقلت فيها الى جنات وأنهار، وصوت يهتف بها...أهلا بكم في الجنة، جاء مسؤولو المخيم صباحا، فوجدوا تمثالا من جليد لامرأة تحتضن طفلها بقوّة.

جليد- أقصوصة

انتظار وقلق يعلو وجوهنا ،ونحن نستمع الى النشرة الجوية ،التي تشير الى تساقط الثلوج على المنطقة بغزارة ، عصراً السماء تدلهم والخوف يزداد ، فجأة سمعنا مكبرات صوت المسجد تعلن عن فتح مدرسة القرية القريبة لأهل المخيم خلال فترة الثلوج، شعرنا جميعا بالإرتياح ،وبالهم عن صدورنا ينزاح، توجهنا الى المدرسة واحتمينا بغرفها ـ كان المدير الجديد قد أمر الأذنة بتشغيل سخانات الماء وأنارة جميع الغرف ـ أخذت أنا وزوجتي وأولادي غرفة، لمعت عينا زوجتي وهي تقترح فكرة الغطاء الجماعي بحيث تقسم البطانيات الى قسمين ، قسم لي ولها، وقسم للأولاد، بعد أن نام الأولاد بدفء ،فركت زوجتي يديها وأصدرت فحيحا تشكو به من البرد، ودخلت في الفراش والتصقت بي بشدة تطلب الدفء ، في اليوم التالي كان الغسيل يملأ شرفات المدرسة ،وورقة إقالة تضاف لملف مدير المدرسة الإنسان.

وسوم: العدد 877