كان يوماً تعيساً

رجل جالس في إحدى المقاهي  ينظر الى محتويات الكاس أمامه أكثر من نصف ساعة

فجأءة دخل سائق شحن محبٌّ للمشاكل ، وجلس قريباً منه  ، ثم اختلس الكأس وشربه دفعة واحدة  ، فبدأالرجل المسكين يبكي ، 

عندها قال له السائق: ويلك يارجل إني أمازحك ، سوف اشتري لك غيره ، توقف عن البكاء ،،، أرجوك ،،، فأنا لا أحتمل بكاء رجل .

  أجاب الرجل: أنا لاأبكي لأنك شربتَها ، لكن هذا اليوم أتعسُ يوم في حياتي .... ثم بدأ يقول :  

نمت الليلة الماضية متأخراً ، فأدى ذلك  إلى التخلف عن موعد عمل مهم ففاتت الشركةَ صفقةٌ تجاريةٌ رابحة ، فغضب صاحب العمل فطردني من الشغل .

عندما غادرت المكان إلى موقف السيارة لم أجد سيارتي لأنها سُرقتْ ، فاستأجرت سيارة أجرة ، ونسيت محفظتي فيها بعد أن دفعت الأجرة ، ولم أكتشف ذلك إلا بعد أن غادرت السيارة .

 لما دخلت البيت وجدت زوجتي تخونني مع عامل الحديقه ، فضاقت بي الدنيا ، وجلست هنا أفكر في الانتحار ، فجئتَ أنت وشربت الكاس الذي وضعت فيه السم

......

جحظت عينا السائق ، ثم ابتسم ابتسامة صفراء ، وضاق نفـَسُه ، وقال : كانت أمي تقول لي دائماً : في العجلة الندامة وفي التأني السلام ، وها أنذا أخسر كل شيء . وداعاً يا صاحبي ..

ثم قفز بسرعة ، ووضع يده في فمه وتقيّاً ، وشرب ماء كثيراً ثم وضع يده في فمه ثانية وتقيّأ .. وقال للرجل : أسرع بي الآن إلى المستشفى ، وهذه محفظتي .

غاب السائق عن الوجود ، ثم وجد نفسه ممدّداً على أحد الأسرّة ..

كان الرجل إلى جانبه يبتسم .

ملاحظة  

لم أحتمل انتهاء القصة بشرب السائق السم ، - وهي من القصص القصيرة التي يتحفني بها بعض الأصدقاء ، وكنت وقتها أشرب كأساً من شراب التوت البريّ . نظرت إلى الكأس ، فأصابتني قشعريرة ، ورأيتني أتقمص شخصية السائق ، وأخفف من " تراجيديتها " .. ولا أدري أكنت موفقاً أم متسرّعاً ؟ وعزائي في هذا أنني أنقذت السائق المسكين ، وأفرحت الرجل التعيس .

وسوم: العدد 845