ردنا على بيدرسن المندوب الأممي لتمرير الجريمة الدولية على الشعب السورية

لم نكن  أبدا في حرب أهلية ولن نكون

في مطالعته بالأمس  22/ 11 في مجلس الأمن الدولي قرر المندوب الأممي ، للمضي في مخطط الاحتواء لثورة الشعب السوري ، أنه ما يزال يعمل مع المنصات المشتبكة معه والمتواطئة جميعها على ثورة الشعب السوري وحريته واستقلاله على إخراج السوريين من الحرب الأهلية التي دخلوها منذ ثماني سنوات ....

باسم كل السوريين الذين عرفتهم وألفتهم وخبرتهم وحاورتهم على مدى خمسين عاما من مكونات وأطياف وطبقات الشعب السوري .. أسجل هذا الموقف حقيقة ثابتة على جبين التاريخ ، ولعنة خالدة تلاحق كل الطغاة والمتآمرين والمتواطئين ..

لم يكن ما جرى ويجري في سوري حربا أهلية ..

بل كان ثورة شعب حر أبي ضد زمرة من الطغاة المستبدين الفاسدين ..

وإذا كانت مواقف بعض السوريين قد تباينت في الانخراط في الثورة ، فلم يكن ذلك نتيجة اختلافهم على ضرورتها وأهميتها ؛ وإنما كان ذلك نتيجة جبلات بشرية متفاوتة في الشجاعة وأخيها ، والجرأة وضدها ، فما حبس الكثير من الناس عن الاشتراك في الثورة  منذ انطلاقها إلا بعض ما حبس جميع الفرنسيين عن الاشتراك في الثورة ضد الباستيل في القرن الثامن عشر أو ضد النازيين في القرن العشرين ..

وقد كان لبطش الطغاة ، المغطى والمدعوم  دوليا ، دوره في منع جميع المواطنين السوريين من الانخراط في ثورة الحق والعدل والحرية ..

دون أن ينفي ذلك أن يكون كما هو الحال في كل المجتمعات لشركاء السلطة والثروة والفرصة والنهزة موقفهم في معاداة الثورات عموما والثورة السورية خصوصا ، وهؤلاء أيضا يتمايزون ويختلفون في موقفهم بإعلان العداء حسب جبلاتهم وظروفهم .

إن الذي يجب أن لا نتوقف  - نحن السوريين السوريين - عن تكراره هو أن الثورة السورية لم تكن حربا أهلية أبدا ، وما مر ذلك في خلد السواد العالم من السوريين ..

لم تكن الثورة السورية حربا أهلية على خلفية دينية

فهي لم تكن ثورة ضد المختلف الديني من مسيحي وأزيدي أو صابئ ..

لم تكن الثورة السورية حربا أهلية على خلفية مذهبية

فهي لم تكن أبدا ضد العلوي ولا الدرزي ولا الإسماعيلي ..

لم تكن الثورة السورية حربا أهلية على خلفية عرقية

فهي لم تكن ضد الكرد ولا التركمان ولا الشركس ولا الآشور ولا الكلدان ولا الأرمن..

لم تكن الثورة السورية حربا أهلية على خلفية فكرية

فهي لم تكن ثورة يسار ضد يمين ولا إسلامي ضد علماني ,,

كانت فقط ثورة ضد الظلم والظالمين ، ضد الاستبداد والمستبدين ، ضد الفساد والفاسدين ومع العدل والحرية والكرامة للجميع ومن أجل الجميع ..

إن إصرار بيدرسن وفريقه والمتواطئين معه على نبذ الثورة السورية واتهامها ، وجعل هذا الاتهام مسلمة تلقى على المنابر ويصمت عنها المجرمون والمتواطئون هو جريمة إضافية مثلها مثل كل الجرائم من قتل وتعذيب وتهجير وتدمير ..

( وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ )

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 852