لندن : القمة الرباعية من أجل سورية التي وددنا أنها تنعقد

انعقدت بالأمس الثلاثاء 3/ 12/ 2019 القمة الرباعية من أجل سورية . وحضر القمة كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمضيف البريطاني بوريس جونسون والمستشارة الألمانية ميركل ثم الرئيس الفرنسي ماكرون .

وعلى الرغم أن أكثر من طرف علق على القمة بأنها كانت " جيدة " أو " مفيدة " إلا أنه يكفي أن نعلم أن القمة قد استغرقت خمسين دقيقة فقط لنقول إن القمة لم تنعقد أصلا. وإن الخمسين دقيقة لو وزعت على الرؤساء الأربعة بالتساوي لكانت قليلة لتغطية الجوانب البروتوكولية ، ولشرب كأس شاي بالنسبة للرئيس التركي وكأس غيره بالنسبة لغيره .

ولقد كان المشهد السوري بكل حيثياته بحاجة حقيقية إلى قمة كالتي تم التداعي إليها ، وهذه ليست المرة الأولى التي تعقد قمة في هذه الدائرة وعلى هذا المستوى ، ولكن حالة التشنج الصارخ التي تسود العلاقتين التركية - الفرنسية ، هي التي وأدت ربما الجهود لخروج برؤية تركية - غربية؛ تساعد على شيء من التوازن في تحرير المشهد السوري من القبضة الروسية الأحادية ، أو المتواطئة مع القبضة الأمريكية .

كسوريين نرقب المشهد العام نستشعر الحاجة الماسة لمثل هذا الدور ، دون أن ننسى

الموقف الفرنسي الفاعل سلبا في المشهد السوري منذ 1920 .

ومع إدراكنا لكل جزئيات المشهد ، وخلفياته ، والتصعيد غير المسبوق ، والمفهوم في سياقه ، والذي شنه الرئيس الفرنسي ، وشركاؤه الأوربيون على عملية نبع السلام ، وهو هجوم على الشعب السوري أكثر منه على حليف الناتو التركي تبقى الحاجة إلى الدور الأوربي الغربي قائمة وملحة ، وتحتاج إلى إنجاز .

إن الذي يجب أن يدركه كل السوريين ، ولاسيما الذين يفكرون في " حل سياسي " منهم . أن الحل السياسي لا يمكن أن يكون على الطريقة الروسية فقط . وعبر المنصات الروسية ؛ ولن يستقيم .

ويجب أن ننظر إلى فشل القمة الرباعية على أنه خطوة تراجعية أخرى ..وانتصار إضافي للسياسة البوتينية على كل مكونات المنطقة ومكونات الشعب السوري.

لم نكن نؤمّل من القمة الرباعية الكثير ، ومنذ عقود أصبح الدور الأوربي الغربي أقل تأثيرا في الشأن الدولي والإقليمي ، ولكن يجب أن لا ننسى أن الدور الأوربي الغربي هو دور " جارنا التاريخي " اللدود ..

وأنه كان يكفينا منه في هذه المرحلة أن يقول الزعماء الأوربيون الثلاثة مع الرئيس أردوغان : إننا حاضرون ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 853