جريمة كبرى أن يساعد خبراء مصريون أميركا في سرقة نفط سوريا وغازها !

لا حدود ولا محرمات في خيانة العرب بعضهم بعضا ، وصدق ونستون تشرتشل رئيس وزراء بريطانيا الأسبق الذي قال : " إذا مات العرب ماتت الخيانة " . بعد أن علمنا بحسرة محرقة أن أميركا وإسرائيل تسرقان نفط سوريا وغازها في  شمالها الشرقي ؛ ها نحن نعلم بحسرة وصدمة لا حدود لهما أن شركة أرامكو السعودية أرسلت بعثة إلى حقل العمر النفطي في ريف دير الزور الشرقي ، وأنها ستوقع عقود استثمار للحقل مع الحكومة الأميركية التي تسيطر قواتها على أكثر النفط والغاز شمال شرقي سوريا . واتسعت حسرتنا وصدمتنا حين علمنا بعد ذلك بيومين أن خبراء نفط وغاز مصريين وسعوديين وصلوا إلى المنطقة ، وأن مروحيات أميركية نقلتهم إليها في حماية القوات الأميركية . عادة لا نتفاجأ بأي خيانة من النظام السعودي مهما تألمنا منها ، ومهما كانت خطورتها وغرابتها لعلمنا الثابت أن هذا النظام ما أوجدته بريطانيا بداية ، ورعته أميركا تاليا إلا ليفعل كل ما فيه نفع الغرب والصهيونية ، وكل ما فيه ضرر العرب والمسلمين . وكان دائما وفيا لهذه الوظيفة المارقة مراوحا بين النفاق والتخفي ، والصراحة والمجاهرة حسبما تسمح به الحال . ومكنه تدهور حال العرب في السنوات الأخيرة من الانتقال الكلي إلى المصارحة والمجاهرة مفارقا للنفاق والتخفي . حسرتنا الحارقة ، وصدمتنا الكبيرة أن يساعد خبراء مصريون أميركا في سرقتها لنفط  سوريا وغازها . الشعب المصري لبث نقيا ووفيا لأمته ، وصدم توقعات إسرائيل مدى 40 عاما في تحول سلامها الرسمي مع مصر إلى سلام شعبي . ومع رداءة النظام المصري الحالي ، وإدارته ظهره للقضايا العربية والإسلامية الحقيقية ، وتهشيمه لدور مصر في كل الساحات التي كانت الفاعل الأكبر والأهم فيها ؛ تظل حسرتنا وصدمتنا كبيرتين من مشاركة خبراء مصريين في جريمة سرقة أميركا للنفط والغاز السوريين . يمكن الزعم أن هؤلاء الخبراء سلكوا ما سلكوا من ذواتهم ، وأن جهة رسمية في مصر لم تأذن لهم بهذا السلوك المنكر ، حتى لو كان سلوكهم فرديا ذاتيا فلاشك في كونه جريمة وطنية وقومية مفارقة لوفاء الشعب المصري لأمته ، ولنقائه الوجداني في الالتزام بهمومها وقضاياها . أي طعنة مصرية لسوريا هي كبيرة مهما صغرت ومهما اتصفت بالفردية . ومن أخطاء مرسي التي لا تبررها حتى إخوانيته أنه قطع علاقة مصر الدبلوماسية مع سوريا ، ويومها كتبت مستنكرا فعلته أنا الذي رحبت بانتخابه رئيسا بوصفه توجها ديمقراطيا . مصر وسوريا كانتا على مدى التاريخ المسطور توءمين في السراء والضراء ، في السلم والحرب ، في الثقافة والفن ، وفي كل ما نفع العرب والمسلمين . وكبير جارح أن يضل بعض أبنائها في فعل ما فيه إضرار بسوريا واعتداء على سيادتها . النظام السعودي لم يأبه لهذه السيادة حين أذن لأرامكو ، درة اقتصاده وغناه ، بأن توقع مع أميركا المعتدية على سوريا عقود استثمار لسرقة نفطها وغازها ، وهذا ليس مفاجئا منه وفق دوره الذي رسمته القوى الاستعمارية له . أما في حال مصر فهذا منكر مدان حتى على المستوى الفردي لمفارقته لكل ما يميز الشعب المصري من وفاء خالص لأمته مهما كانت رداءة النظام الرسمي .

وسوم: العدد 855