المفهومات المختلفة ، عند الكبار والصغار، حول الكبَر والصغَر!

للكبَر والصغَر، مقاييس عدّة ، يختلف كثير منها ، بحسب الظروف والأحوال والبيئات .. مِن أهمّها :

السنّ : أحد المقاييس ، التي يقاس بها الكبَر والصغَر؛ فيقال : فلان صغير السنّ ، أو فلان كبير السنّ ! لكن ، لا يُحدّد هذا ، إلاّ عند الحاجة إليه ! فيقال ، مثلاً : الشافعي حقظ القرآن ، وهو صعير السنّ ، ابن سبع سنين.. وعبد الله بن عبّاس ، كان يجلس في مجالس الكبار، وهو صغير السنّ ، لِما وهبه الله ، من علم .. وهكذا !

وينسب إلى أبي جهل قوله ، في معركة بدر:

ماتَنقمُ الحربُ العَوانُ  منّي        بازلُ عامَين صغيرٌ سِنّي

                   لمِثل هذا وَلدتني أمّي

الشهرة : قد تكون مقياساً ، فيقال  ، مثلاً : فلان كبير ، وفلان صغير، استناداً إلى  شهرة الشخص !

المنزلة : الاجتماعية والسياسية والعلمية ..  من أبرز مقاييس الكبر والصغر، فيقال، عند وصف رجل عالي المنزلة : إنه كبير .. وعند وصف شخص آخر، متدنّي المنزلة : إنه صغير!

الصفات الخُلقية : كذلك ، من مقاييس الكبر والصغر، فيقال ، مثلاً : فلان كبير؛ عند الحديث عن أخلاقه .. وفلان صغير؛ أيْ أن أخلاقه سيّئة ، أو أن طباعه رديئة ! 

المؤهّلات : مؤهّلات الناس ، التي يشتهرون بها ، من ملكات عقلية ومواهب ، قد تكون أحد المقاييس ، التي تقاس بها أقدارهم ، فيقال : فلان كبير، وفلان صغير!

وتختلف – بالطبع -  نظرات الناس ، إلى الكبر والصغر، بحسب مستوياتهم العقلية، وثقافاتهم ، ومؤهّلاتهم ؛ فمحدودُ الفهم ، قد يصف شخصاً ما ، بأنه كبير؛ لمجرّد ان له منزلة معيّنة ، اكتسبها ، من خلال جمع المال الحرام ، بالسرقات والرشاوى ، والاعتداء على حقوق الآخرين !

 وفي مثل هذا السياق ، قد يصحّ الاستشهاد ، بقول المتنبّي ، حين طلب منه أحدُهم ، أن يمدحه ، فأعرض عنه المتنبّي ، فهجا ذلك الرجلُ ، المتنبيّ ، فقال المتنبّي ، مخاطباً إيّاه :

صغُرتَ ، عن المَديح ، فقلتَ : أُهجَى ..! كأنّكَ ماصَغُرتَ عن الهِجاءِ!

وسوم: العدد 877