التاريخُ المشرقُ

د. حامد بن أحمد الرفاعي

التاريخُ المشرقُ

د. حامد بن أحمد الرفاعي

التاريخُ المشرقُ الآمنُ لِلأممِ..لا تكتُبهُ بحالٍ من الأحوالٍ طلقاتُ البنادقِ وأسلحةُ الدمارِ وتكنولوجيا الموت والهلاكِ..التاريخُ المُشرّفُ المتألقُ المنتجُ في مسيرةِ الأممِ..بكُلِّ تأكيدٍ تَكتُبهُ الكلماتُ الطيباتُ..وتشيد شوامخ صروحه القيمُ الآمنة البناءة..وتؤكدُ رسوخه ثقافةُ احترامِ قُدسيةِ حياةِ الإنسانِ وكرامتِه وحريتِه..وتحقيقِ مصالحِه وصون سلامة بيئته بشقيها المادي والمعنوي..بكل تأكيد يومٌ واحدٌ من الضياءِ والرحمةِ والمحبة في تاريخ حياةِ الأممِ..يَعدلُ الحياةَ كُلَّها مُتلّفِعة ومتشحة بالكراهيةِ والعدوانِ والظُلمةِ والضلالِ..فدعونا نَعملُ معاً ولنتنافس معاً في نشرِ الضِياءِ والرحَمةِ والمودَةِ في حياةِ الناسِ..دعونا نُخاطبُ كُلَّ أولئك الذين يَقتُلون ويُشعلون الحروبَ باسم الله بغير حق..لِنُذكِّرَهم ونؤكد لهم أنَّ السلامَ اسمُ اللهِ..وأن اللهُ سُبحانه يَدعو إلى دارِ السلامِ..ولِنُذكّرَ تُجّارَ الحُروبِ وسَماسرةَ الأسلحةِ وصُنَّاعَ الموت والدمارِ..بأنَّ الحربَ لنْ ترحم أحداً..الحروب دمار وهلاك فهي رحلةُ اللاعودةِ بسلام..وعليهم أنْ يَعلموا ويُدركوا تًماماً..أنَّ الربحَ الآمن والدائمَ والأنفّعَ يكون مع تِجارةِ إقامةِ الحياةِ..وأن الخسارة كل الخسارة..والندم كل الندم يكون مع تجارة وصناعة الموت والدمار والهلاك..ودعونا نُخاطبُ المتدينين من كلِّ مِلّةِ ودين لِنقُولَ لهم..الحياةُ في سبيلِ اللهِ من أجلِ عَمارةِ الأرضِ وإقامةِ الحياة والعدلِ وتحقيقِ مَصالحِ الناسِ..هي السبيلُ الصحيحُ والمعيارُ الأسّلمُ والأرشدُ والأضمنُ للموتِ في سبيلِ اللهِ وتحقيق مرضاتِه..فهلا أقمتم تربية أجيالكم وأتباعكم على ثقافة صناعة الحياة..وهلا حذرتموهم من الانزلاق في متاهات صناعة الموت والدمار والهلاك..وهلا صغتم ذهنية وسلوكيات أجيالكم على الحب والمودة والتراحم مع الآخر..لتقوم في ضمائرهم ثقافة التعايش والتعاون والتنافس في الخيرات مع الآخر في ميادين البناء والنماء..هلا علمتم أجيالكم ونشأتموهم على أن الحرب خيار استثنائي مكروه..ينبغي أن يزول مع زال مبرراته..لأن الحب والأمن والأمان والسلام أصل العلاقة بين الناس أفراداً ومجتمعات..وأن الرحمة والتقوى والعدل والإحسان وصون قدسية حياة الإنسان قوانين ربانية ملزمة في الحرب والسلم..وأن الضلال كل الضلال مع اتباع الهوى والبعد عن هدي الله تعالى وتعاليمه.