لنقرأ التاريخ المشترك بين إيران واوروبا..

يتطرق التعليم المدرسي الموجه في ايران وبشكل مقصود وبكثير من التفصيل  الى أسماء الأباطرة ومنجزاتهم وحروبهم، مع تنبيه الطلاب إلى المناطق التي كانت تحت سيطرة الفرس، وكأنها عملية غسيل ادمغة  للطلاب وهم في المرحلة الابتدائية بأن البلاد العربية هي ملك لهم وينبغي عليهم استعادتها مذكرين الطلاب بسيطرتهم على أربع عواصم عربية ، وهذا هو برنامج دراسي يومي ، رغم أن هذه العواصم هي الأسوأ للعيش والأكثر فساداً وسوداوية، ليس فقط على مستوى المنطقة العربية، بل على مستوى العالم كله، ويكفي أن نعلم أن بيروت التي كانت منذ زمن ليس ببعيد باريس الشرق، تعجز اليوم في ظل سيطرة ميليشيا حزب الله حتى عن جمع القمامة من الشوارع. و ان العراق وسوريا تعجزان على توفير حتى الحد الادنى من العملة الصعبة لشراء الاحتياجات الاساسية للشعبين.ورغم ذلك تحوي كتبهم على تضخيم كبير لكل انتصار صغير ان وجد ،وكأنهم لا يريدون أن يقرأوا أن بلاد فارس كانت خاضعة حينها للحكم العباسي،ورغم ذلك يحاولون اقناع طلابهم أن الفرس كانوا الأساس في الحكم العباسي ، فلولا أبو مسلم الخراساني لما انتصر العباسيون، ولولا الفرس لما انتصر المأمون على أخيه الأمين، ولولا البرامكة لما عرف العباسيون كيف يديرون شؤون الدولة المترامية الأطراف. والغريب العجيب هو أن نظام الحكم الإسلامي في إيران يعلّم التلاميذ في كتبهم المدرسية أن الفتح الإسلامي لإيران كان اجتياحاً واحتلالاً !!! في حين أن الاجتياحات المتتالية التي كان يقوم بها الصفويون لأفغانستان وغيرها من البلاد المحيطة بفارس يعتبرونها فتحاً! والأغرب من هذا كله هو تصريح اسفنديار رحيم مشائي المستشار الأول للرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد والذي يقول فيه " النبي محمد لم يكن عربياً.. بل كان إيرانياً.. وأستطيع أن أثبت ذلك"،.

وحتى نظهر العلاقة المتينة بين الغرب وايران  ، فلا بأس ان استعين بمثال عن تركيا اتاتورك فعندما اراد اتاتورك ان يظهر خضوعه للاوروبيين وجه كل تماثيله باتجاه الغرب وغير بسرعة الحروف العربية واغلق تسعين بالمئة  من الجوامع وامر بإقامة الاذان باللغة التركية.

اما عن ايران فالعلاقة مع الغرب تبدو اكثر وضوحاً، فلم تكن ايران اصلا تعرف بهذا الاسم ، فهي منذ الاذل دولة فارس.وبالرجوع  لكتبهم ومنها كتاب "صورة العرب في الكتب المدرسية الإيرانية" 

"فسنلاحظ  ببساطة  من خلال هذا الكتاب تركيزه على أن نظام الجمهورية الإسلامية يتعمق كثيراً في تاريخ إيران القديم الزردشتي، مشدداً على أن الإيرانيين ينحدرون من العرق الآري، في محاولة منهم للتقرب من الأوروبيين وان جذورهم واحدة، وهي محاولات بدأت منذ بداية القرن العشرين، لذلك تم تغيير اسم بلاد فارس وأصبحت إيران، حيث ايران مشتقة من كلمة العرق الاري الاوروبي .

 وهذا يكشف حتى للمواطن البسيط أن كل الشعارات والجعجعات التي كان يقولها هذا النظام المتخفي وراء لحيته  عن الإسلام والوحدة الإسلامية وعداوته للغرب ، كانت تقال على سبيل "التقية"، التي تعني في إحدى تعريفاتها أن تقول شيئاً وتفعل ضده.

اعزائي القراء.. 

مما ورد اعلاه يتبين لنا الروابط القوية بين الاوروبيين وبين الايرانيين وتحالفهما الخفي ضد الامة العربية والاسلامية. 

وتحالف الصفوييون مع اباطرة اوروبا لهزيمة الدولة العثمانية امره معروف ومسجل تاريخياً

فهذا مستشرق بلجيكي يظهر امتنانه لدور الدولة الصفوية والشاه اسماعيل الصفوي مؤسسها في إعاقة تقدم قوات الخلافة العثمانية بأوروبا فقال:

"لولا الايرانيين لكنا نقرأ القرآن في بلجيكا"

كل هذا التاريخ لاينساه الغرب للايرانيين ، فمهما قيل اليوم عن خلاف مع الغرب وامريكا و اوروبا انما هو محض افتراء . فخطوات حسن النية التي قدمها بايدن لملالي طهران والحوثيين تدل على ذلك .

ولكن تبقى النقطة المرعبة لهم هي خوفهم من حصول تركيا على السلاح النووي فور اعلان ايران من الحصول على سلاحها ،  ولولا وجود تركيا اليوم قوية  لكانت ايران دولة نووية وبدعم غربي منذ زمن ، وهذا هو السبب الحقيقي والوحيد لمحاولة الغرب اضعاف الدولة التركية .

تركيا درست التاريخ القديم والحديث وهي مصممه على ان تكون الرقم واحد في المنطقة بالفعل وليس بالخطابات .

ومازالت الحروب الخفية في منطقتنا العربية مستمرة..

وسوم: العدد 916