المؤامرة ... والانطلاق جنوباً

اعزائي القراء 

قبل اكثر من مائة عام تمركزت بريطانيا في الجزيرة العربية  بواسطة رجل مخابراتها الملقب "بلورنس العرب" جامعاً حوله قبائل عربية للانطلاق شمالا  نحو بلاد الشام والعرب خلفه سائرون لتنفيذ ثلاث اهداف هي:

- انهاء الخلافة العثمانية.

- تاسيس الكيان الاسرائيلي تنفيذا لوعد بلفور.

- تقسيم بلاد الشام الى دول اقليمية بموجب مقررات سايكس بيكو .

هذه تذكرة  حتى نتبين اليوم ان المؤامرات لم تنته ولكن اتجاهها اليوم هو اتجاه عكسي اي الانطلاق جنوباً.

لورنس لم يعد موجودا ً اليوم ولكن  بريطانيا والغرب والكيان الاسرائيلي موجودون ، وبنوا الف لورنس .

فالبهرزي هو لورنس 

وحسن نصر الله هو لورنس 

وملالي طهران هم لورنس 

وبعد التنسيق بين هؤلاء ادخلوا وامام اعين الجميع  

ميليشيا الحشد الشيعي العراقية إلى محافظة درعا للمشاركة إلى جانب ميليشيا أسد في الهجوم العسكري "الطائفي" على حوران ، مما يظهر توغل الإيرانيين في المنطقة الجنوبية رغم الاتفاقات الدولية والتعهدات الروسية!!.

وذكرت مصادر أن ما يعرف بـمجموعة "الحاج نبهان" القيادي في ميليشيا "فوج الرسول الأعظم" دخلت محافظة درعا ايضاً  بعدتها وعتادها لمساندة ميليشيا "الفرقة الرابعة" بالهجوم على أحياء درعا البلد.

كما أن الميليشيا العراقية المعروفة بـ "اللواء30" في صفوف "الحشد الشيعي" أرسلت رتلا عسكريا من نقاط تمركزها بمحافظة حلب شمالا للمشاركة في معارك درعا،

وبدأت هذه المليشيات ومنذ اواخر حزيران الماضي تشن عملياتها العسكرية باسلوب وخز الابر ، اي بضربات  متكررة وعلى مراحل  متباعدة لارهاق اهل حوران وجعلهم يغادرون موطنهم شمالا لتفريغ المحافظة من سكانها او يستسلمون.

اذن وبناءاً على هذه التطورات وبالرغم من التهديدات الاسرائيلية بضرورة ابتعاد مليشيات ايران ١٠٠ كم  شمالاً  والتي تبين ان تصريحاتها لم تكن يوماً جادة ، وبالرغم  ايضاً من مسرحيات الروس  بطرح تسويات لوقف الهجوم الطائفي على درعا ، فان الهجوم الطائفي لم يتوقف بمشاركة الميليشيات الإيرانية رغم الضمانات الروسية الموقعة مع إسرائيل والتي تنص بإبعاد إيران وميليشياتها عن الحدود الإسرائيلية. لكن تلك الميليشيات زادت توسعها بشكل لافت.

ورغم المحاولات الروسية الهزلية لوقف الهجوم على درعا بطرح تسويات تنهي الحصار والمعارك، إلا أن ميليشيات أسد وإيران تصر على دخول المنطقة واقتحامها عسكريا لارتكاب المجازر الطائفية بحق المدنيين وتفريغ سكانها.

لماذا هذا الاصرار؟ 

 ومن يدعمه خفية ؟

ولماذا اسرائيل تعالج هذا الوضع الخطير  بالتصريحات فقط ؟

يتبين لنا من كل هذه الاسئلة ان اعادة السيطرة على درعا  وراءه مؤامرة دولية شبيهة بمؤامرة بريطانيا في الحرب العالمية الاولى ولكن بإسلوب مختلف .هذه المؤامرة هي توطئه لخطوات قادمة بالاتجاه جنوبا ً بزرع الفتن بالاردن اولاً  لخلخلة وضعها بصمت اسرائيلي وصولاً الى الجزيرة العربية  من الشمال ، بينما مليشيات الحوثي تنخر  بالجزيرة العربية من جهة الجنوب 

اعزائي القراء ..

هذا هو المخطط المرسوم لدرعا ، فلقد تغيرت اسلوب الحروب عما كانت عليه في عهد "لورنس العرب"  فاصبح العملاء هم من يقوم بمهمة تفتيت الامة العربية حتى يتمكنوا من الوصول للمدينة المنورة ومكة المكرمة  وهذا هو هدفهم النهائي  لاعادة ما فعله اجدادهم القرامطة  عندما وصلوا الى الكعبة المشرفة في عام (317هـ - 908م) حينما أغاروا على المسجد الحرام وقتلوا من فيه وسرقوا الحجر الأسود وغيبوه 22 سنة، حيث قام أبو طاهر القرمطي، ملك البحرين وزعيم القرامطة، بغارة على مكة والناس محرمون، واقتلع الحجر الأسود، وقتل عددا كبيرا من الحجاج، وبلغ قتلاه في مكة لوحدها اكثر من ثلاثين ألفاً.

فهل تفهم الشعوب والحكام ما وراء الاكمة وتنصر الثورة السورية بكل والوسائل، ام ستظل نائمة واصابعها على الروموت كونترول تقلب الاقنية الفضائية من محطة الى اخرى ، بينما  حكام العرب يقضون اجازاتهم الصيفية في منتجعات اوروبا وامريكا؟

وسوم: العدد 944