كيف يتعامل العربي مع الصراعات العربية العربة؟ وكيف يتعامل الغربي مع النزاعات الغربية الغربية؟

 

  1. مازال صاحب الأسطر يقرأ وباستمرار قول الكثير من العرب، والمسلمين الأعاجم: لماذا تحلّ النزاعات بين الدول الغربية بطرق سلمية ولو كانت خطيرة. ولا تقطع العلاقات فيما بينهم مهما بلغت العلاقة من توتر. وعليه أجيب:
  2. لابدّ من التذكير أنّ حربين عالميتين اندلعتا بين الدول الغربية وفي فترة وجيزة جدّا، وخلّفت من دمارا هائلا من القتلى، والثكلى، والأرامل، والأيتام، وأصحاب الحاجات الخاصّة. والأرقام الرهيبة متوفّرة وليست من أسرار الدول المعنية لمن أراد أن يعود إليها. وقد تقاتلت أوروبا فيما بينها في قرون سابقة، وأحدثت تدميرا، وغزوا، وحرقا، ونسفا.
  3. الاوروبي لايقطع علاقاته الدبلوماسية مع الأوروبي في حالة نزاع، ولا يدخل في حربه ضدّه لأنّ كلاهما لايستعين بالأخ ضدّ الأخ، ولا يستعين بالجار ضدّ الجار، ولا يستعين بالعدو ضدّ أخيه وجاره، ولا يستعين بالصهيوني ضدّ أخيه وجاره.
  4. الأوروبي لايخوض حربا بالوكالة. ولا يقطع العلاقات نيابة عن طرف من الأطراف يحرّكه كيف شاء.ولا يغزو جاره لأنّ وكيله يريد ذلك
  5. الأوروبي لايبرّر اختلافاته مع الاوروبي باسم الدين، ويحصرها في الجانب المادي، أو الدولي، أو الاقتصادي، أو الاجتماعي ولا تصبغ بالجانب الديني.
  6. المجتمع الأوروبي لايبرّر لقادته احتلال أخيه وجاره، ولا قطع العلاقات معهم، ولا احتلال الاخ والجار باسم الدين.
  7. هذه المظاهر المذكورة تمنع الأوروبي من أن يتمادى في علاقاته مع أخيه الأوروبي حين تصاب بخلل، أو تصل لدرجة التوتر. فتعالج في حينها، وبأقلّ الخسائر الممكنة، وتحاصر في أضيق الزوايا، وفي مدّة زمنية قصيرة ومحدودة.
  8. الظاهرة المذكورة أعلاه تتعلّق بالأوروبي مع الأوروبي، والغربي مع الغربي. ونظرة الغربي للغربي تختلف تماما وجذريا عن نظرة الغربي للعربي، ونظرة الغربي المسلم الأعجمي. فالغربي في هذه الحالة يتحوّل إلى محتلّ، ولصّ، ومغتصب، ومؤجّج للصراع بين الإخوة العرب والمسلمين، ويدعم الطرفين بالسّلاح لمزيد من الدمار والدماء، ويكون مشرفا على تسيير الحرب وزيادة منسوبها من النيران، والدمار، والهلاك.
  9. أمّا فيما يخصّ الصراعات العربية العربية، ولماذا تقطع العلاقات، وتثار الحروب، وتغلق الحدود، ويستدعى السفير، وتفرض الشروط التعجيزية لعودة العلاقات فيعود -في تقديري- إلى كونهم: يعتمدون على العدو، والصهيوني، والغريب لغزو وحرق وتدمير الأخ والجار. ويعتمدون في ذلك على آيات بيّنات وأحاديث نبوية، ووقائع تاريخية لتبرير قطع العلاقات، وغزو الأخ والجار. ويخوضون حروبا بالوكالة نيابة عن من يقف إلى جنبهم من عربي، أو مسلم أعجمي، أو غربي، أو صهيوني. فيشتد حينئذ الصراع، ويصعب حلّه، ويزداد خطورة ودموية مع مرور الأيّام.
  10. أفراد المجتمع العربي، والمسلم الأعجمي هو من يبادر إلى تبرير حكامه إلى قطع العلاقات مع الأخ والجار، واحتلال الأخ والجار باسم الدين، والوقائع التّاريخية التي يتم استحضارها لتبرير قطع العلاقات، وغزو الأخ، وحرق الجار.
  11. اجتمع الحاكم الغربي مع أفراد المجتمع الغربي في حلّ النزاعات فيما بينهم بالطرق السّلمية، والسّريعة، والنّهائية، وغير المكلّفة. وفي الوقت نفسه اجتمع الحاكم العربي، وأفراد المجتمع العربي، والحاكم المسلم الأعجمي، وأفراد المجتمع المسلم الأعجمي على قطع العلاقات فيما بينهم، والاستعانة بالعربي، والمسلم الأعجمي، والغربي، والصهيوني وكلّ عدو لغزو الأخ، وحرق الجار. والتبرير للقطيعة، والعدوان باسم الدين، وإعادة استحضار الوقائع التّاريخية فيما يعزّز الحرق والدمار.
  12. الدول الغربية لاتقطع العلاقات فيما بينها، لأنّها لاتستعين بالعدو على بعضها بعضا. والدول العربية تقطع العلاقات فيما بينهما، لأنّها تستعين بالغربي، والصهيوني، والعربي، والمسلم الأعدمي ضدّ الأخ والجار.

وسوم: العدد 949