لافروف مخاطبا دول الغرب: لا تطعموا اللاجئين فتعرقلوا عودتهم!!

كيف ستكون عودة اللاجئين طوعية؟؟؟

في لقاء له مع سكرتير الفاتيكان، رئيس الأساقفة، حث لافروف الغربيين أن يتوقفوا عن عرقلة عودة اللاجئين إلى سورية. وقال: إن جمع الأموال لمساعدة اللاجئين يعني تشجيع اللاجئين على البقاء في مهاجرهم. وأن الأموال يجب أن تجمع لدعم الأسد!!

اللقاء بين لافروف وبين رئيس الأساقفة الكاثوليك في حاضرة الفاتيكان، هو لقاء باعتبار ما، بين الكنيستين الأعظم في العالم " الأرثوذكس والكاثوليك" وعلى الرغم من التطابق بين مواقف الكنيستين على الخطوط العريضة في سورية، إلا أن لافروف يقوم بزيارته ولقائه ينشد لكنيسته مساندة أكبر..!!

تتلخص النظرية الروسية بشأن عودة اللاجئين فيما يلي: ضيقوا على اللاجئين في مهاجرهم، تضطروهم إلى العودة إلى بيت الطاعة الأسدي. وساعدوا في تمكين بشار الأسد، ينفذ لكم كل ما تشتهون في رقابهم وحرماتهم. حتى ليكون نمرودكم الذي يقول (أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ)

ولقد مثل عنوان: "إعادة اللاجئين وإعادة الإعمار" الخطاب الاستراتيجي الملغوم للمحتل الروسي منذ سنين.

 فبعد الاحتلال الروسي لسورية بسنة تقريبا، رفع بوتين اصبعيه بعلامة النصر، على طريقة بوش الابن يوم احتل العراق، ومن يومها حمل وزير خارجيته لافروف على كاهله ملفين متداخلين من خلال هذا الإعلان: الحرب في سورية انتهت. بشار الأسد انتصر. وسورية بحاجة فقط إلى بعض الإصلاحات الدستورية، وقد تكفل بها قوم من الصم البكم العمي، ثم هي بحاجة إلى إعادتين؛ إعادة اللاجئين، وإعادة الإعمار ..!!

والملف الأول يسيل له لعاب الكثيرين حول العالم. وعند الملف الثاني يجف ريق أقوام.

ورغم أن كل التقارير العالمية الأمنية والإنسانية والاقتصادية والصحية تصنف سورية في حالتها الراهنة من أسوأ بلدان العالم صلاحية للعيش البشري، ويكاد يتبعها بعد أيام إلى الترتيب نفسه توأمها الصغير لبنان؛ فإن بإمكان السياسي أن يتجاهل كل تلك التقارير ليقول ما يشتهي، وليس فقط ما يريد.

كل الخراب الذي يسود العراق وسورية ولبنان، تم بقرار دولي علوي بضم العين، كان الولي الفقيه وبشار الأسد فيه من المنفذين؛ وفحوى القرار: يجب أن تكون العراق وسورية ولبنان خرائب لا يستطيع العيش فيها غير البومان والغربان ..!! سكان الهلال الخصيب هذا يجب أن يكونوا من الميليشيات فقط، يدفع غفارتها الولي الفقيه وبعض...وأستحيي أن أقول..

الدعوة إلى عودة أو إعادة اللاجئين، واهتمام الدول التي تتحمل بعض أعبائهم على محاور مختلفة، بالتخفف منهم، ومع أن كثيرا من التقارير العلمية الاقتصادية والاجتماعية تؤشر على آثارٍ إيجابية للاجئين حيث حلوا. إلا أنهم يكادون يكونون/ وبفعل توجيه الآلة الإعلامية العالمية التي يتحكم بها من تعلمون/ سببَ ثقب الأوزون، وارتفاعَ درجة حرارة الأرض، والتصحر، وتلوث البحار، بسبب جيف اللاجئين وجيف أطفالهم الغرقى، حتى الحفر في شوارع الدول المضيفة حول العالم تسببت بها أقدام اللاجئين الحفاة، التي تدوس اسفلت الشوارع بملمسها الخشن .. ويسجل بعض من يدعون الغيرة على أوطانهم طول الزفير الذي يطلقه اللاجئون السوريون، فهم مع كل زفرة حسرة ، كفيلة بأن تحرق وأن تغرق ..وهم يملؤون رئاتهم بالاوكسجين بجشع في محلات إقامتهم التي يقيمون. والأغرب أن وسائل إعلام إنسانية كبرى، تهتم بهذا وتوثقه، وتدندن حوله، وتطنطن أيضا، في تعليقات وتقارير تخزى بها إنسانية الإنسان. وحفظ لنا التاريخ أن بطن عمر رضي الله عن عمر: كانت تقرقر من الجوع !! وكثير من الذين يسمعون لا يعلمون..

يتباكى الكثيرون على الطفولة السورية تبيع قوارير المياه على تقاطعات الطرق. ولكن الذين لا يبيعون أكثر...!! الذين يحسبهم الجاهل، وتجمد في العين الدموع. داخل سورية وخارجها أقوام: يحسبهم الجاهل مثل لافروف وقرناه..

ومع كل ما سبق، ومع أن كل التقارير الأمنية والبشرية والتنموية التي تؤكد أن سورية في ظل حكومة الطغمة أو الزمرة أو العصابة ـو المافيا الأسدية التي تعتاش على صناعة وتصدير "الكبتاغون"، وزراعة الحشيش والأفيون، هي بلد طارد للبشر الحقيقيين.. إلا أن هناك رجالا ونساء، وحكومات وهيئات، وجمعيات وأحزابا، وساسة واجتماعيين يتحدثون عن إعادة طوعية للاجئين إلى حضن الأعمام الثلاثة بوتين والولي الفقيه والعم بشار...لا تنسوا أن الذي تولى الرئاسة تحت السن القانوني، وبتعديل الدستور، قد قارب اليوم الستين، وإن كان ما زال بحلم العصافير..

سأشرح لكم كيف يمكن أن يعود اللاجئون طوعا إلى سورية ..

حولوا المخيمات إلى معتقلات..!!

سدوا في وجوه اللاجئين السبل، وأقيموا في طرقهم العقبات ..

جميل جدا أنكم تكرهونهم على الرضوخ بشأن جوازات سفرهم إلى قبضة بشار ...يجب أن يكون لكل سوري أذن أسدي إذا غدا في مهجره أو راح.

قننوا على اللاجئين حقهم في الاكسجين، وركبوا على كل أنف عداد، روسية مستعدة لتمويل ذلك وستطلب مساعدة العرب الخيرين الأفذاذ.

ولتكن فاتورة الكهرباء والماء بالنسبة للاجئ السوري بتسعيرة سياحية ..

وليكون لرغيف الخبز تسعيرة أخرى..

وليكن ...وليكن ..وليكن...كل أولئك ليتأدب السوريون، وليتعلموا حكمة الركون والسكون في بيت الطاعة، ولكي يعلموا أن حلمهم بالحرية والكرامة كان من تلبيس إبليس، ومن وساوس شياطين الإنس والجن...

يجب أن يعود السوري إلى وطنه ولكن طواعية، ويجب عليه في مثل هذه الظروف أن يختار ..

وكان العالم المتحضر منذ نصف قرن فقط وحتى ستينات القرن الماضي، وفي أكثر دوله تحضرا وأعتاها؛ يكتب في واجهات محلات ذوي السيادة والريادة " ممنوع دخول السود والكلاب "!! بتعديل بسيط سيكتبون اليوم ممنوع دخول اللاجئين و ... ممنوع دخول السوريين و ...

وأفظع شيء مر بنا أنهم لم يصادروا علينا دنياهم فقط ،فقد خرج مفتيهم يصادر علينا أخرانا أيضا " لن يصلي على اللاجئين إذا ماتوا أحد"

شكرا لكل الذين أحسنوا ...

بؤسا للأشرار أينما كانوا

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 954