المجلس الإسلامي السوري الثوري يدحر مجلس الأبالسة المجوسي الروسي البشاري

كانت صفحةً من أشدّ صفحات الصراع بين الحق والباطل قسوةً، في سورية الصابرة المجاهدة، أن ينبري المجرم الخائن بشار بن حافظ القرداحي، إلى تحقيق مآرب الفاجرين المجوس والروس، في مخطط السعي لتغيير الهوية الإسلامية السورية، وهم الذين يعملون، بدأبٍ ومكرٍ وخُبثٍ، لإحكام طوق العدوان على المسلمين، في سورية التي احتلّوها، ودمّروها، وقتلوا أحرارها وحرائرها، وهجّروا شعبها المسلم، وأهلكوا زرعها وضرعها. 

لقد كان ما يسمى بالمرسوم الجمهوري رقم (28) وتاريخ (15/11/2021م)، القاضي بإلغاء موقع الإفتاء العام للدولة، وتشكيل مجلس الأبالسة، بأكثريةٍ مجوسية، وعصابةٍ من المنافقين النفعيّين، وهو المرسوم الذي صدر باسم بسطار المحتل المدعو بشار بن حافظ القرداحي.. كان هذا المرسوم تتويجاً لانكشاف الهدف الحقيقي من احتلال سورية المسلمة، وهو الهدف الذي طالما حلم به المجوس الفرس والصليبيون الروس، ومن ورائهم كلُّ عدوٍّ للإسلام والمسلمين. وكان الرد الشرعيّ يوم أمس (السبت في 20/11/2021م) الذي قام به المجلس الإسلاميّ الثوريّ السوريّ، تصدّياً مُكافئاً لعدوان الفاجر والفاجرين، وتعبيراً عن تطلّعات الشعب السوريّ المسلم، وتأكياً على هويته الإسلامية الثابتة، وإصراراً على المضيّ في طريق الثورة الشعبية المباركة، لتحرير سورية من الخونة والفاجرين والمنافقين والمحتلين الظالمين السفلة. 

*     *     *

لعلّها مناسَبة للاطّلاع على جوهر المخطّط التآمريّ الفارسيّ المجوسيّ، الذي كشفت عنه بعض الأوساط الإيرانية منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي، بعد اندحار المجوس وهزيمتهم في الحرب العراقية الإيرانية. 

فقد نشرت حينئذٍ مجلةُ البيان الإماراتية في عددها رقم (78) تحت عنوان: *(الخطة السرّية للآيات في ضوء الواقع الجديد)*، نشرت نصَّ رسالةٍ موجَّهةٍ من ما يُسمى بـ *(مجلس الشورى للثورة الثقافية الإيرانية)*، إلى المحافظين في الولايات الإيرانية، وذلك في عهد الرئيس الإيرانيّ (خاتمي)، وقد كانت المجلة قد حصلت على تلك الرسالة الخطيرة من *(رابطة أهل السنة في إيران – مكتب لندن)*، التي عرضها وعلّق عليها: *(الدكتور عبد الرحيم البلوشي)*.. ومما جاء في تلك الرسالة:

*[لقد قامت، بفضل الله، دولة الاثني عشرية في إيران بعد عقودٍ عديدة، وبتضحية أمة الإمام الباسلة، ولذلك، فنحن -بناءً على إرشادات الزعماء الشيعة المبجَّلين- نحمل واجباً خطيراً وثقيلاً، هو (تصدير الثورة)، وعلينا أن نعترفَ بأنّ حكومتنا -فضلاً عن مهمّتها في حفظ استقلال البلاد وحقوق الشعب- فهي حكومة مذهبية، ويجب أن نجعلَ تصدير الثورة على رأس الأولويات، لكن نظراً للوضع العالميّ الحاليّ، وبسبب القوانين الدولية -كما اصطُلح على تسميتها- لا يمكن تصدير الثورة، بل ربما اقترن ذلك بأخطارٍ جسيمةٍ مدمِّرة.. ولهذا، فإننا وضعنا (خطةً خمسينيةً) تشمل خمس مراحل، مدة كل مرحلةٍ عشر سنوات، لنقوم بتصدير الثورة (الإسلامية) إلى جميع الدول المجاورة، لأنّ الخطر الذي يواجهنا من الحكّام ذوي الأصول السنيّة، أكبر بكثيرٍ من الخطر الذي يواجهنا من الشرق والغرب، لأنّ أهل السنّة هم الأعداء الأصليون لولاية الفقيه والأئمّة المعصومين، وإنّ سيطرتنا على هذه الدول تعني السيطرة على نصف العالم، ولتنفيذ هذه الخطة الخمسينية، يجب علينا أولاً، أن نُحَسِّن علاقاتنا مع دول الجوار، ويجب أن يكونَ هناك احترام متبادل وعلاقة وثيقة وصداقة بيننا وبينهم.. وإنّ الهدف هو فقط (تصدير الثورة)، وعندئذ نستطيع أن نُظهر قيامنا في جميع الدول، وسنتقدّم إلى عالم الكفر بقوةٍ أكبر، ونزيّن العالم بنور التشيّع، حتى ظهور المهديّ المنتَظَر]!..* (ا هـ).

*     *     *

منذ أن انتصرت الثورة الشيعية الخمينية الصفوية في إيران عام 1979م، صرّح زعماؤها وأولهم مرشد الثورة وزعيمها: الخميني، بأنهم لن يقفوا في ثورتهم عند حدود إيران، بل سيعملون على نشرها في بلدان العالَمَيْن: العربيّ والإسلاميّ، وبخاصةٍ في العراق ودول الخليج العربيّ ولبنان، ورفعوا شعاراً علنياً هو شعار: *(تصدير الثورة)*، وأعلن الخميني ذلك بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لانتصار ثورته، أي بتاريخ 11/2/1980م، إذ قال: *(إننا نعمل على تصدير ثورتنا إلى مختلف أنحاء العالَم)!..* ولتحقيق هذه الغاية، شكّلوا المنظمات الداخلية والخارجية، التي قامت بانتهاكاتٍ وأعمال عنفٍ في بعض البلدان العربية، كالكويت والسعودية ولبنان.

عقيدة (تصدير الثورة) الإيرانية نابعة من أمرين اثنين: النـزعة القومية الفارسية الإيرانية المناكفة للعرب، والعقيدة الشيعية الصفوية الإمامية، التي *(تعتبر أهلَ السنّة (نواصب) كفاراً ينبغي قتالهم وقتلهم، أو تغيير دينهم إلى الشيعة الإمامية)!..* لكنّ وقوع الحرب العراقية الإيرانية التي هُزِمَت فيها إيران، ثم وفاة الخميني.. استدعى إعادةَ النظر في السياسة الثورية الانقلابية الإيرانية، بهدف ترتيب الأوضاع الداخلية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً بعد الهزيمة.. من جهة، وبهدف الاستجابة لمتطلّبات التحوّلات الدولية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وتفرّد الولايات المتحدة الأميركية بالهيمنة على العالَم.. من جهةٍ ثانية.

لذلك كان لا بد من تغيير التكتيك والأسلوب، مع بقاء الهدف الاستراتيجيّ قائماً: (تصدير الثورة)، لكن من غير ضجيجٍ أو إثارة ردود الأفعال السلبية محلياً وإقليمياً ودولياً!.. وهكذا –لتصدير الثورة بالتكتيك الجديد-  رُسِمَت الخطة الخمسينية (أي مدتها خمسون سنة)، التي سُرِّبَت منذ سنين، ونشرها مكتب لندن لرابطة أهل السنة في إيران، وأبرز ما جاء فيها من مَحاوِر:

1- الخطة تستهدف أهل السنّة داخل إيران وخارجها، وهي ذات صبغةٍ قوميةٍ فارسيةٍ ثقافيةٍ اجتماعيةٍ تاريخيةٍ سياسيةٍ اقتصادية دينية.

2- تعتمد الخطة على نقل أعدادٍ من العملاء إلى الدول المستهدَفَة، وتجنيد عملاء مؤيّدين من شعوب هذه الدول المختَرَقة.

3- زيادة النفوذ الشيعيّ في مناطق أهل السنة، عن طريق بناء الحسينيات والجمعيات الخيرية والمراكز الثقافية والمؤسّسات الطبية والصحية، وتغيير التركيبة السكانية، بتشجيع الهجرة الشيعية إلى تلك المناطق، وبتهجير أهل تلك المناطق منها.

4- توزَّع الخطة على خمس مراحل، مدة كل مرحلةٍ عشرُ سنوات:

أ- المرحلة الأولى (مرحلة التأسيس ورعاية الجذور): إيجاد السكن والعمل لأبناء الشيعة المهاجرين إلى الدول المستهدَفَة، ثم إنشاء العلاقة والصداقة مع أصحاب رؤوس الأموال والمسؤلين الإداريين في تلك الدول، ثم محاولة خلخلة التركيبة السكانية عن طريق تشتيت مراكز تجمّعات أهل السنّة وإيجاد تجمّعاتٍ شيعيةٍ في الأماكن الهامة.

ب- المرحلة الثانية (مرحلة البداية): العمل من خلال القانون القائم وعدم محاولة تجاوزه، ومحاولة التسرّب إلى الأجهزة الأمنية والحكومية، والسعي للحصول على الجنسية المحلية للمهاجرين الشيعة.. ثم التركيز على إحداث الوقيعة بين علماء السنة والدولة، من خلال تحريض العلماء على المفاسد القائمة وتوزيع المنشورات باسمهم، وارتكاب أعمالٍ مريبةٍ نيابةً عنهم، وإثارة الاضطرابات.. ثم تحريض الدولة عليهم، وذلك كله، للوصول إلى هدف إثارة أهل السنّة على الحكومات، حتى تقمعَ تلك الحكومات أهلَ السنّة. فيتحقق انعدام الثقة بين الطرفين.

ج- المرحلة الثالثة (مرحلة الانطلاق): ترسيخ العلاقة بين الحكّام والمهاجرين الشيعة العملاء، وتعميق التغلغل في أجهزة الدولة، وتشجيع هجرة رؤوس الأموال السنية إلى إيران، لتحقيق المعاملة بالمثل، ثم ضرب اقتصاديات تلك الدول، بعد السيطرة عليها.

د- المرحلة الرابعة (بداية قطف الثمار): التي تتميّز بالوصول إلى المواقع الحكومية الحسّاسة، وشراء الأراضي والعقارات، وازدياد سخط الشعوب السنيّة على الحكومات بسبب ازدياد نفوذ الأغراب الشيعة.

هـ- المرحلة الخامسة (مرحلة النضج): فيها تقع الاضطرابات الشديدة، وتفقد الدولة عوامل قوّتها (الأمن، والاقتصاد)، وبسبب الاضطرابات يتم اقتراح تأسيس (مجلسٍ شعبيٍ)، يسيطرون عليه ويقدّمون أنفسهم مُخَلِّصين لمساعدة الحكّام على ضبط البلاد، وبذلك يحاولون السيطرة بشكلٍ هادئٍ على مفاصل الدولة العليا، فيحقّقون هدف (تصدير الثورة) بهدوء.. وإن لم يتم ذلك، فإنهم يحرّضون على الثورة الشعبية، ثم يسرقون السلطة من الحكّام.

*     *     *

*إننا شهدنا ونشهد تنفيذ هذه الخطة الخمسينية الخبيثة بكل دقةٍ في بعض بلاد العرب والمسلمين، من مثل: العراق والكويت والبحرين واليمن وسورية ولبنان، وبعض الدول العربية في شماليّ إفريقية.. وغيرها!.. ولعل افتضاح أمرهم وقع بسبب خروجهم عن بعض محاور خطتهم الخمسينية الخبيثة في العراق، وبسبب ممالأتهم للمحتل الأميركي (الشيطان الأكبر) والعدوّ الصهيوني، ضد العرب والمسلمين.. فوقعوا في جرائر أحقادهم، التي دفعتهم لارتكاب أفظع الجرائم وأشدها خسّةً ونذالةً بدءاً من بلاد الرافدين، ما أدى لتعبئة الرأي العام العربي والإسلامي ضدهم بعد انكشاف نواياهم وعقائدهم وخلفيات سلوكهم المشين البشع ضد الشعوب المسلمة.. بينما هم في سورية، ينفّذون خطتهم الخبيثة بكل تفاصيلها، تحت الحماية الكاملة التي قدّمتها لهم العصابة الحاكمة النصيرية، ضد سورية وشعبها.. فوقعت الشام في أحضان أصحاب المشروع الصفويّ الفارسيّ المشبوه.. بالتواطؤ الكامل والتنسيق مع عصابات حافظ وبشار بن حافظ، العدوّان القرداحيان الخائنان*. 

*وهكذا، فإلغاء موقع الإفتاء، وتصنيع (مجلس الأبالسة)، الذي شكّله بشار القرداحي المجرم في مرسومه رقم (28)، هو محاولة مسعورة لتغيير الهوية الإسلامية لسورية والشعب السوري المسلم، إلى هويّةٍ مجوسيةٍ صفويةٍ ممالئةٍ للفرس المجوس، لبلوغ الهدف الأخير الخبيث، لأحفاد زرادشت الملعون.* 

*     *     *

*شكراً للمجلس الإسلاميّ الثوريّ السوريّ، في خطوته الموفّقَة المباركة، بإعادة موقع الإفتاء في سورية إلى حقيقته وأَلَقِهِ الذي كان عليه قبل انقلاب (البعث) ثم انقلاب العصابة القرداحية، وذلك لإنقاذ الهوية الإسلامية السورية، من عبث العابثين، وفجور الفاجرين، ونفاق المنافقين، ووَضَاعة المحتلّين، وعدوان القرداحيين وخياناتهم. نبارك للشعب السوريّ، وللثورة السورية، وللمجلس الإسلاميّ الثوريّ السوريّ، وللمفتي العام الجديد: العلامة بن العلامة، والشيخ بن الشيخ، والمجاهد بن المجاهد: أسامة بن عبد الكريم الرفاعي.. وندعو الله له وللمجلس وللثورة، بالتوفيق والسداد والرشاد، والثبات على الحق، حتى دحر الباطل. واقتلاع الخونة والأعداء والمارقين، من أرض الشام المباركة.

وسوم: العدد 956