وزير الدفاع الأمريكي: الولايات المتحدة مستمرة في دعم شركائها في سورية والعراق!!

وزير الدفاع الأمريكي: الولايات المتحدة مستمرة في دعم شركائها في سورية والعراق!!

فمن هم شركاء الولايات المتحدة هناك؟؟

أعلن وزير الدفاع الأمريكي " لويد أوستن" في مؤتمر حول الشرق الأوسط حضره في المنامة/ البحرين: إن بلاده مستمرة في دعم شركائها في سورية والعراق، لضمان محاربة تنظيم داعش، بشكل نهائي، والقضاء عليه.

وقال: إن بلاده تقدم: التدريب ، والمشورة، والمساعدة للشركاء المحليين في سورية والعراق للمساعدة في تحقيق الاستقرار في المناطق المحررة من سيطرة داعش.

انتبهوا: الاستقرار في المناطق المحررة من سيطرة داعش، وليس من سيطرة الطغاة.

في هذا التصريح المهم لوزير الدفاع الأمريكي نحتاج إلى فك لغزين اثنين ..

الأول من هي أو هو أو هم داعش، في المعجم السياسي الأمريكي ؟؟

هل هم حقيقة التنظيم الذي نحت السوريون اسمه من " الدولة في الشام والعراق" التنظيم ، الذي كانت انطلاقته الأولى، من حيث يعلم الأمريكيون، وتحركه وتنقله وضرباته وجرائمه ومنها أفلامه الهوليودية المصورة كلها بالخبرة الأمريكية " والمساعدة الأمريكية ثلاثية الأبعاد ، أو المقصود بداعش في القاموس السياسي الأمريكي كل مسلم يعيش على الديمغرافيا المقصودة بالاجتثات الديني، في سورية أو في العراق؟؟

 أليست داعش في القاموس العسكري الأمريكي هي هذه الفئة التي يمثلها الرجل السوري السبعيني الذي وجد منذ يومين ملقى على الأرض في العراء، وقد مات من الجوع والبرد ، وهذا يفيد أن ليس بشار الأسد وحده هو الذي يقتل السوريين بالجوع والبرد!! أليس الدواعش في القاموس الأمريكي هم الأطفال " 925 الذين قتلهم طيران التحالف الأمريكي حسب تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان ..

وا اللغز الثاني من هم شركاء الولايات المتحدة في سورية؟؟ وهذا لغز يحتاج إلى شيء من التفصيل. إذ شركاء الولايات المتحدة في سورية والعراق متعددون، وليسوا كما قد يهجم على أذهان البعض أنهم فقط بعض المياومين من دواعش أممين، ودواعش عنصريين !!

فالشريك الأول للولايات المتحدة في سورية هم الروس.. ألا ترونهم قد أحكموا القسمة بينهم في البر والبحر والجو ؟؟!! وبعد عشر سنوات من الشراكة، لم يحدث بينهم أي خطأ عابر، ولو بين طيار وطيار، وصاروخ وصاروخ. كل الأخطاء البشر ية، كانت تقع في الجسم السوري وعلى الجسم السوري، بمن فيهم أجسام الأطفال الغضة، وحين نقول: 925 طفل في عشر سنوات، يعني في كل سنة مائة طفل، ويعني طفلا كل ثلاثة أيام .!! حتى الجو السوري أصبح كارادورات مقسمة مكانا وزمانا بين الشركاء....

ثم ألا ترون وزراء خارجية البلدين في كل مرة يجتمعان فيرسمان الخطوط العريضة لمسار الشراكة ثم يتركان لبقية الشركاء أمر التفاصيل...وكثيرا ما يتشاكس الشركاء عند قسمة التفاصيل!!

والشريك الثاني للولايات المتحدة في سورية هو "الكيان الصهيوني" الذي لا يمر أسبوع إلا ويؤكد حضوره في المشهد وعلى الخارطة السورية، بقصف جوي أو صاروخي أو توغل بري، في الوقت الذي يرى ذلك صاحب القرار الأمريكي ويوجهه ويرعاه. ولم ىحتج ولو مرة واحدة عليه..

والشريك الاستراتيجي الثالث للولايات المتحدة في العراق وسورية ولبنان أيضا هو "دولة الولي الفقيه"، بكل فصائلها وميليشياتها: إيرانيين وأفغانيين وباكستانيين وعراقيين ولبنانينن..وتتعدد الميليشيات والعناوين، ولكن الطِّول بيد وا حدة ،بيد الولي الفقيه، الذي "طِوله" هو أيضا بيد الأمريكان ..

ولا أدل على هذه الشراكة من أنكم تستطيعون مطابقة حديث وزير الدفاع الأمريكي مع حديث حسن نصر الله وبقية ملالي الشيطان: أليسوا كلهم يقولون إنهم جاؤوا إلى سورية لقتال الدواعش والتكفيريين!!

ويبقى للولايات المتحدة شركاء آخرون في سورية لا يعتد بهم كثيرا، وهم أشبه بعمال "المياومة" ومنهم الدواعش الحقيقيون ومنهم أعداؤهم المصًّنعون.

يبقى لي ولكم سؤال: ما حقيقة هذا التناقض الواضح بين وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكتين ، وهذه علة قديمة في السياسة الأمريكية، نستطيع أن نقول فيها "من يوم يومك يا زبيبة" . وتبرز أكثر عندما يكون في المكتب البضاوي رئيس ضعيف أو مريض. قدمه مكسور، وأمعاؤه تنزف!!

وتسألني: وأين مكان بشار الأسد من كل هذا؟ وأجيب: بشار الأسد مع كثرة الأجراء والعملاء أصبح العميل الذي لا محل له من الإعراب، وهو في كل لحظة معرض للحذف، أو لسوء التقدير..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 956