نداء من جماعة الإخوان المسلمين في ضوء نتائج مؤتمر "جروزني"

تتابع جماعة الإخوان المسلمين ببالغ الأسى والإشفاق على حال الأمة الإسلامية، نتائج المؤتمر الذي انعقد في العاصمة الشيشانية ( جروزني) في المدة من 25 – 27 أغسطس - آب 2016 والتي كان من آثارها إشعال نار الخلاف والشقاق بين أبناء الأمة الإسلامية التي جمعها الله على الشهادتين ( لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ) ثم ما أعقبه من اتساع رقعة الجدال والحرب الكلامية على الساحة الإسلامية والتي تكاد أن تنزلق إلى صراع مسلح يمكن أن تحدثه يد عابثة متآمرة، ليزداد اشتعال النيران المنتشرة على الساحة العربية والإسلامية بعد اتساع حجم  الـتآمر عليها واستسلامها لما يحاك لها من كيد ومكائد..

والجماعة وفي هذه الأيام الحرام من شهر الله الحرام الذي يشهد سعي حجاج بيت الله الحرام إلى قضاء مناسكهم والفريضة الجامعة التي لا تختلف عليها أي فرقة أو طائفة أو مذهب إسلامي، فإنها وإعذارا إلى الله عز وجل تدعو كل الفرقاء إلى ضبط النفس وتذكر الجميع بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ورد في صحيح مسلم " "إن الشيطان يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم"... وفي رواية أخرى " إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه، ولكن قد رضي بما تحقرون من أعمالكم".

وإذا كان في قدر الله عز وجل أن تختلف أمة تجمعها قبلة واحدة على أمور يرى بعضها أن فهم البعض الآخر منها لدينه فيه شبهات، فإننا نذكر بالأمر القرآني الذي جاء في سورة النحل تعقيبا على استعراض مخالفات أمم سابقة، والذي يقول رب العزة فيه ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين).

وإذا كان هذا  الأمر الإلهي لنا يجب أن نتعامل به مع غيرنا، فهل نتجاهله مع من لا يختلف معنا على قرآن ربنا!

زفرة ألم ونداء من القلب نجأر بهما إلى الله سبحانه وتعالى، ونستنهض بهما علماء الأمة وكل مسئول فيها، أن سارعوا إلى إطفاء هذه النيران، وليسع الأمة أن تجتمع على ما اتفقت عليه، ولا بأس من تمحيص الحقائق بالدليل والبرهان في إطار من الأخوة والحب والسلام.

" وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن، إن الشيطان ينزغ بينهم، إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا " .. الإسراء 53

إبراهيم منير           

نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين

7 ذو الحجة 1437 ه – 9 سبتمبر 2016 م

وسوم: العدد 685