التاريخ لا يتوقف بل يأخذ هدنه ليواصل من جديد.. الحروب الصليبية الجديدة مثالاً

اعزائي القراء.. 

استغرقت الحروب الصليبية على مصر وبلاد الشام فترة  امتدت من عام ١٠٩٥ م. الى عام  ١٢٩١م.  اي حوالي مائتي  عام ، انتهت بسلسلة هزائم للصليبيين الأوروبيين. 

هذه الهزائم ما كانت لتحصل لولا استعادة الإيمان والوحدة بين مصر والشام ، والعزيمة والتضحيات الجسام ، ولكن المؤسف ان حالة من الاسترخاء  عمت البلاد بعد الانتصار ظنا منهم  ان مطامع الأعداء قد توقفت .!

الا ان ماحصل ومنذ بدايات القرن التاسع عشر  وحتى الان يشير الى ان الفترة بين  عام ١٢٩١ م والمؤرخة لنهاية الحروب الصليبية وبين بدايات الاستعمار الغربي لبلادنا لم تكن سوى هدنه مؤقتة امتدت لقرابة ستة قرون ، حيث عاد الصليبيون من جديد  على شكل استعمار تقاسم نفوذه الفرنسيون والانجليز والطليان  فتم  احتلال شمال افريقيا وتمددوا الى المشرق العربي تحت مسميات مختلفة لم يكن الصليب المظلوم الذي يحملونه غائبا عنها . 

ثم استفاقت الشعوب من جديد ، وبدات حروب تحريرية استطاعت بإصرارها  ان تنهي الموجة الجديدة من الحروب الصليبية والتي اطلق عليها الفترة الاستعمارية ،

لم تسكت الدول الصليبية على هزيمتها ، فلجأت الى حيل جديدة لاستمرار وجودها وإخضاع شعوبها 

فكان اول مكسب رئيسي لهم وهو احتلال فلسطين من اجل تسليمها لليهود ليكونوا راس جسر لهم فعاد الصليبيون الى فلسطين  من جديد وأعادوا احتلال القدس استكمالا لمشروعهم القديم الذي بدأه اجدادهم قبل  الف عام  .

لم يكتف الصليبيون الجدد بهذا الاختراق الكبير فكان لابد من استثمار نجاحاتهم لضمان سيطرتهم على المنطقة العربية فصنعوا حكاماً  ديكتاتوريين مرتبطين بهم ليعينوهم على شعوبهم فخوف الصليبيين  كان من  انتفاضات الشعوب. اذن يجب تقييد هذه الشعوب بحكام طيعين يدينون بالولاء  لهم    

فنجحوا ايضاً مع الاسف ، 

ولكن مؤامرتهم  هذه لم تستمر فثارت  الشعوب من جديد  على حكامها 

 بانتفاضات كبرى لاسقاط  الطغاة  الممثلين لآخر حلقة في مسلسل الحروب الصليبية.

اعزائي القراء ...

 لم يجد الصليبيون الجدد مخططا يحول دون  ازالة عملائهم الحكام الا بإعادة صياغة  تحالفاتهم من  جديد مع كل دولة ونظام يكن الحقد للعرب والمسلمين حتى ولو على حساب تقاسم المكاسب معهم للقضاء على ثورات الشعوب العربية .

لقد كان اهم ما يؤرق  بال الصليبيين الجدد هما الشعبين السوري والعراقي اي  مركزي الخلافة الأموية والعباسية في  دمشق وبغداد ..

فخشية انتهاء خططهم الى الفشل  قرروا زيادة حلفائهم، 

فاتفق  الصليبيون الجدد مع  الفارسيين الجدد ومع بقايا الشيوعيين الجدد ومع الانقلابيين الجدد وخونة  العرب متخذين  من كلمة داعش كلمة السر في القضاء على ثورة الحرية في البلدين .

اخواني... 

من كان يعتقد ان التاريخ ينقطع ليغير مساره فقد  أخطأ.

التاريخ يأخذ هدنه احيانا ً ثم يعيد ما بدأه ولكن بأساليب اخرى تناسب الزمن الذي هو فيه .

فالحروب الصليبية  التي بدات منذ الف عام   

لم يتم مجابهتها  الا بالسيف 

ولم يتم دحرها الا بوحدة شعب بلاد الشام مع  شعب مصر وقاد الشعبين في احدى المراحل الهامة  بطل من العراق هو صلاح الدين الأيوبي   

  شارك في المعارك  المُجاهد مودود الذي هزم الصليبيين في معركة "صنبرة" قرب طبريّة ولكنّه قُتل على يد "الحشاشين" الفرس الذين يقومون بنفس الدور الاجرامي الحاقد هذه الأيام ، ليكمل عماد الدين الزنكي الطريق من بعده بتحرير الرُّها ثم نور الدين زنكي الذي جهّز المنبر الذي سيخطب من فوقه خُطبة النصر في المسجد الأقصى بعد التحرير.

الثورة السورية الكبرى هي اليوم المستهدفة من كل القوى الصليبية الشرقية منها  والغربية والمتحالفة مع ملالي طهران  وانقلابيي مصر وكل له دوره 

واود ان اذكر العرب والمسلمين ان اول صاروخ روسي سقط  على سوريا  كان  مطبوعا بقبلة بطريرك موسكو 

فهل فهم المسلمون والعرب ان  انتهاء الحروب الصليبية  الى الأبد ستُدفن  في بلاد الشام؟ ولكن لن يكون قبل وحدتنا واخلاصنا  

فيا ايها العرب 

المجرم بشار الاسد مع اختراع داعش هما الوسيلتان لمقدمة الحروب الصليبية الجديدة  ضدكم فهل اقتطعتم من وقتكم ساعة واحدة لاعادة دراسة التاريخ وتأكدتم من ان التاريخ لم يتوقف ستمائة عام  الا لياخذ هدنة ثم يواصل من جديد على شكل حروب صليبية بتحالفات جديدة ؟  وهل حان الوقت لتقفوا وقفة شجاعة  مع ثورة الشعب السوري الممثل لخط الدفاع الاول ضد الحروب الصليبية الجديدة ورأس حربتها الاسد وداعش  وجميعنا مستهدف بها .. وتدعموها  بالغالي والرخيص ؟؟..

وسوم: العدد 728