سعيد ساجد الكرواني

سعيد ساجد الكرواني

أجراها : محمد صالح حمزة   

هل لكم أن تُقدّموا للقرّاء بطاقتكم الشّخصيّة؟

سعيد الكرواني ابن داود، اللقب الفنّي ساجد تيمّناً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام مسلم: "أقرب ما يكون العبد إلى ربّه وهو ساجد" هذا نوع التّطلع إلى الخير من عند الله تعالى القائل: [ كَلاّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ] (العلق:19).

من مواليد مدينة القنيطرة المغربيّة، صفر الخير 1380 للهجرة الموافق سبتمبر 1959 متزوّج وأب لطفلتين فاطمة الزّهراء وأسماء.

عصامي التّكوين، بعد العمل الوظيفي الإداري لمدّة 14 سنة اشتغل بالصحافة مسؤولاً لتحرير صحيفة الرّاية سابقاً، ورئيس تحرير الدّفاع الثقافي ومنشوراتها حالياً، وعضو هيئة تحرير مجلّة المنعطف لهموم مشتركة مع الناقد والقاص محمد إقبال عروي ولإخراج مجلّة "أسئلة النّقد" بالتّعاون، وربّما تنتقل الدّفاع الثقافي إلى مجلّة بدلاً من صحيفة تعنى بالأدب الإسلامي والبحوث الشّرعيّة انطلاقاً من قوله تعالى: [ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ] (الحج:40).

بعد الصحافة والنّشر تدريس التّفسير والحديث والسّيرة وتاريخ المغرب الأقصى جامع القدس بمدينة تازة التي أتخذها موطنا بعد القنيطرة، والخطابة والوعظ والإرشاد... طوّق أخيراً بعضويّة رابطة الأدب الإسلامي العالمية يرجو الله تعالى أن يكون عند حسن الظّنّ. مستشار جمعية الثقافة والفنّ وجمعية النهضة للمعاقين.

دراستكم: الشّهادة ـ سنة التّخرّج ـ مكان الدّراسة

تخصّص علوم ولكن العبد الفقير مع ذلك مسكون بالأدب والفقه. /الدراسة الشهادة: شهادة أن لا إله إلاّ الله وشهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم بها نموت ونحيا وبها نلقى الله إن شاء الله ربّ العالمين. آمين. مكان الدّراسة: القنيطرة.

إنتاجاتكم: كتب ـ دراسات ـ دواوين شعر ـ مقالات "وفي أيّ الصّحف تنشرون ـ المطبوع منها، والمخطوط

المطبوع من الكتب:

ـ صور من الشّذوذ الفكري ـ في موضوع النّقد الذاتي.

ـ قراءة في شعر أحمد مطر ـ النّقد التّطبيقي في الأدب الإسلامي.

ـ نظرات في ملحمة الإسلام بالبوسنة/الهرسك ـ قراءة في شعر د. حسن الأمراني.

تحت الطّبع

ـ فارس الرّواية الإسلاميّة شاعراً الدكتور نجيب الكيلاني رحمه الله

ـ العالم الشعري عند الأميري رحمه الله انطلاقاً من ألوان طيف.

ـ نحو تجديد علم أصول الفقه.

ـ قراءة في شعر د. محمّد علي الربّاوي بعنوان بين المعنى والتأويل.

ـ مع الدّكتور عماد الدّين خليل.

ـ مع الشّاكر حكمت صالح.

ـ مع الشّاعر محمود مفلح، وغيرهم..

الدّراسات:

ـ قراءة أسلوبيّة في شعر أحمد مطر.

ـ قراءة في الشّعر الفلسطيني: عبد الله ماهر نموذجاً.

ـ قراءة في شعر ياسر إبراهيم الزّعاترة.

ـ مع الدّكتور عبد الله الطنطاوي.

ـ الشّيخ محمّد الغزالي مجدّداً.

ـ الدّكتور يوسف القرضاوي الفقيه والشاعر.

ـ قراءة في "رحلة في المصير" للشاعر د. عماد الدّين خليل.

الشّعر:

ـ ثلاثة دواوين مخطوطة بينها واحد للصّغار تمّ دفع الثاني بعنوان "أمران أمرّهما حلو" للطّبع يلحقه نقد ودراسة..

مكان النّشر:

المجلاّت: المنعطف ـ الأدب الإسلامي ـ المشكاة ـ العالم ـ البيان الإسلامي ـ فلسطين المسلمة ـ الفرقان المغربية ـ الحرس الوطني السّعوديّة.

الصّحف: الرّاية ـ المحجّة ـ المسلمون ـ الدّفاع الثقافي ـ السّبيل ـ المستقلّة.

الإنتاج الذي تعتزّون به أكثر من غيره.. ولماذا؟

نحو تجديد علم أصول الفقه، لأنّه عصارة تجربة كاملة بفضل الله عزّ وجلّ وقد حقّق ولله الحمد دواعي التّأليف من الجدة والجديّة وعدم التّكرار والرّتابة، كما فيه من التيسير والتجديد والترتيب والتبويب إلى غير ذلك من المسائل الضّروريّة لكل عمل نسأل الله التّوفيق وأن لا نسرف في القول ولن يكون إلاّ بعد السؤال، ومن منطلق [ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ] (الضحى:11).

العمل الحالي

الصحافة والنّشر وذلك بعد أن أُقيل من وظيفته لإسلاميّته ليتّجه بكليّته للبحث والتأليف والصحافة والنّشر نسأل الله تعالى أن يُبارك في جهود كلّ العاملين في حقل الدّعوة الإسلاميّة.

آمال عزمتم على تحقيقها: ماذا تحقّق منها، وما الذي لم يتحقّق بعد؟

الآمال والطّموحات عريضة لكنّها تبقّى دائماً أقلّ من الإنجازات، أذكر منها أوّلاً تحسين ظروف الاستقلال في النّشر والتّوزيع ـ روض الصغار أولي وابتدائي ـ إنشاء مكتبة ـ أما ما لم يتحقّق بعد: فالروض والمكتبة، وتحقّقت بداية الطّريق في الصّحافة والنّشر وما زال مجال التّوزيع متعثّراً كثيراً..

الساحة الأدبيّة تعجّ بأدعياء الأدب، ورافعي راية الحداثة، كيف تنظرون إلى هذا الواقع.. وماذا تقولون لهؤلاء؟

أمر طبيعي أن تعجّ الساحة الأدبية بالأدعياء لوفرة منابرهم وعدم حيائهم عند ممارسة إخوانياتهم حيث ينفخ بعضهم في بعض، كما غسلوا أدمغة الجمهور وأفسدوا ذائقته من خلال وسائل الإعلام الممسوخة والتابعة للغرب الصّليبي والصّهيوني والملحد، أما عن جامعاتنا فحدّث ولا حرج وكل ما يُمكن أن يأتي إلى خيالك زد عليه شيئاً آخر من الظلم والاعتساف والانحراف بل التّخصّص في الانحراف والدّعوة إليه، ومعاداة الإسلاميين وممارسة (الديموحراميّة) وحتّى (الديموهراويّة) في أحايين كثيرة..

أما عن رفع لواء الحداثة فإنّ الموقف يتأسّس على التّصور أوّلاً، إذ من خلال المصطلح لا مشاحّة فيها كما تعلّمنا من علمائنا، ولا اعتراض من أجل الاعتراض، لكن حين ننظر إلى الحمولة والظلال الهامشيّة والواقعيّة، نجد أن هناك أكثر من حداثة: ومنها المقبول وكثير منها مرفوض لا من حيث المصطلح كما سلف، ولكن من حيث الفلسفة والمنهاج. إذا كانت الحداثة مطلوبة مثلاً في أمور الدّنيا ببعض التّحفظات، فإنّها مرفوضة رفضاً في الدين الإسلامي الحنيف كما يقول سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيما رواه الشّيخان عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "من أحدث في ديننا ما ليس منه فهو ردّ".

وإذا كانت الحداثة مثلاً في الجانب الشّكلي أو الفنّي تحت مظلّة الحكمة/الضّالة. فمرحباً بها مقطوبة بالقديم لأنّ الحقّ عندنا حقّ مهما كان حديثاً ـ والنّفس البشرية تهفو دائماً للجديد ـ ومهما غار في القدم، وهل يُمكن أن نرد (البيت العتيق) وألاّ نطوّف به لأنّه عتيق؟! أما ما يدعونه بالتّمرد، فإن كان تمرداً على الرّذيلة فنعمّا هو، ولكن الملحوظ أنّه تمرّد على الذّات العليّة خذ على سبيل المثال شعر أدونيس وغيره لكي تبصر كيف يتبجّح المخلوق ولا يتأدّب مع الخالق، ومن الجهة الأخرى كيف يُسارع في الصهاينة من أجل التّطبيع والتضبيع والتّطويع، وكيف أن أنداد هذا لا يقدّرون الله حقّ قدره ولا يخشونه، في حين أنّهم يرتجفون رعباً من الحكام ويُبالغون في المدح والتأليه.

وتحت ستار الموضوعيّة والعلميّة يُحاولون أن يُحاربوا القرآن الكريم بوضعه تحت مجهر الدرس بأدوات غربيّة مبيّتة لليّ أعناق النّصوص كي تسفر عن نتائج مرادة، لكن هيهات أن يصلوا بأذى إلى ما حفظه الله.

هذا واقع بئيس يجعلنا ـ يعلم الله ـ نُشفق على هؤلاء وهم يتحمّلون أوزارهم وأوزار الذين يُضلّونهم، ولا شكّ أنّهم سيندمون عند فوات الأوان... ونقول لهم بادروا بالتّوبة واعلموا أن توبة العلماء والأدباء ليست كالتّوبة المعروفة بأركانها الثلاثة بل تربو عليها بإصلاح الفساد. كما نقول لهم إنّ الشيوعيّة سقطت ميتة وقد كانت في عزّ شبابها، ولم تعمر أكثر من عمر واحدٍ من أمّة سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم  وكان حقّاً عليها أن تعيش بمقياس عمر الحضارات، وهو الأمر الذي يُبيّن أنّها تحمل عناصر فنائها فيها، كذلك كلّ دعوة ظالمة وكلّ دعوة فاسدة مفسدة وكلّ حداثة لاغية إلاّ ما كان من تجديد لدين الأمة الإسلامية مأذون فيه من ربّ العالمين الذي خلق العباد. ويعلم مصالحهم، ونزيدهم وعياً بأنّ الأمّة بلغت مرحلة من النّضج شبّت معها عن الطّوق، وخير لكم ولها أن تخاطبوها بما تعرف وما تعقل، فالأمّة إسلامية وستبقى إن شاء الله مهما بردت جذوة الإيمان فإنّها لن تنطفئ أبداً بإذن الله عزّ وجلّ. والقطار أو السّفينة ولله الحمد على ظاهر السكة ومن أراد أن يستوي على الجودي فليركب على الرحب والسّعة، ومن تنكّر لهوية الأمّة فلن يجد له عاصماً.. وليعتبروا أخيراً بمقولة صمويل هنتغتون اليهودي الأمريكي التي معناها إذا جدّ الجد فإنّ الدين والثقافة هي الحصن الحصين. وعلى الأدعياء الحداثيين أن يُقدّموا استقالتهم نظراً لجرائمهم في حقّ الأمّة حيث كانت خطاباتهم محتضنة لمعايير ظالمة من مثل الشّيوعي العربي واليهودي الفقير ضدّاً على الإمبريالي الصهيوني والعربي، فالمسألة الفيصل مادية إلى آخره من الخواء الذي ثبت بطلانه عند الخاص والعام إلاّ من كان خارج التاريخ...

أعداء الإسلام يتّهمون الإسلاميين باحتكار الحقيقة.. وبالتالي نفي الآخر.. كيف تردّون على هذه الفرية، وما هو حكم الإسلام تجاه الرّأي الآخر؟

أحسنت مشكوراً إذا قلت يتّهمون، وما كل تهمة صحيحة، وقد تلفق التهم بطرائق مختلفة لزعزعة النزاهة، وهذا قديم قِدم طباع يهود ومن تبعهم بإحسان من الفساق الذين يحذّر منهم القرآن الكريم [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ] (الحجرات:6). هذا منهج المسلم التثبت والتريّث، ولا ينتظر من الأعداء إلاّ المكر والكيد.. وكيف يحتكر الإسلاميون الحقيقة؟! وأتكلّم هنا عن الإسلاميين فعلاً فهم يحتكمون للنصوص القرآنية والحديثية والذّهنية الإسلامية على مرّ التاريخ، كيف يُعقل الاحتكار والقرآن الكريم: [ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ] (سـبأ:24). ويقول: [ قُلْ: لا تُسْأَلونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ ] (سـبأ:25)..

إنّ من يتّشح بهذه الآيات المزهرة لا يُمكن بحال أن ينفي الآخر بل لم يعش في التاريخ كلّه رغم اختلاف في العقيدة غير المسلمين مطمئنين آمنين إلاّ تحت راية الحكم الإسلامي. وها نحن نرى العكس في فلسطين ماذا تصنع الصهيونية وفي البوسنة ماذا تصنع الصّليبية وفي الشّيشان ماذا يصنع الإلحاد.. يُحسن بي أن أُذكّر بموقف شيخ الإسلام ابن تيمية وحواره مع قازان التتار والمفاوضات التي كادت تضيع بشرطه الملح وهو يُطالب باسترجاع الأسرى بمن فيهم أهل ذمة نبيّنا صلى الله عليه وسلم  وهو يعلم أنّهم الطابور الخامس ومع ذلك.. ورحم الله الإمام مالك القائل في موطّئه: "إنّ مما أدرك الناس من كلام النّبوّة، إن لم تستحِ فاصنع ما شئت".

أما حكم الإسلام تجاه الرّأي الآخر فهو الموقف المشرّف لكلّ مسلم ينتمي لهذا الدّين العظيم الذي فيه الحريّة والتّحرر في أسمى المعاني: [ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ] (الكهف:29). وقال تعالى: [ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ] (البقرة:256). و [ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ. لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ ] (الغاشية:21-22).. شريطة البيان والتّوضيح حتّى يدخل في دين الله من شاء عن طواعية واختيار لا يمنعه مانع، ولا يحجزه عن الحق حاجز، ومقولة أمير المؤمنين عمر الفاروق رضي الله عنه أشهر من غيرها في هذا الصدد كما وجّه كلماته التي إذا كتبت بماء العيون ما أنصفها ماء العيون.. خذها وأنت ابن الأكرمين.. متى استعبدتم النّاس ـ ولم يقل المسلمين ـ وقد ولدتهم أمّهاتهم أحراراً ـ أما ربعي بن عامر رضي الله عنه فقد قالها لرستم قائد جيش الفرس مدوية لما سأله عن أهداف الدّعوة؟! جئنا أو إنّ الله ابتعثنا لنُخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد، ومن ضيق الدّنيا إلى سعى الدّنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ونخرج من شاء، وليس بالقهر، بل وسيلتنا هي الحوار ثمّ الحوار ثمّ الحوار اللهمّ إلاّ إذا صفعك من صفعك، فإنّه بذلك يُعطيك المشروعيّة لردّ الصفعة إن شئت جزاءً وفاقاً...

الحوار: [ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ...] (آل عمران:64) نحن الدّاعين والسبّاقين.. وإذا كانت الموعظة الحسنة مجدية وكافية بالنسبة إلى دعوة وموعظة المسلمين، فإنّ أهل الكتاب لابدّ لهم من التي هي أحسن وليس الموعظة الحسنة فقط وصدق الله العظيم: [ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ] (النحل:125) هذا للمسلمين ولكن ماذا عن أهل الكتاب: [ وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ] (العنكبوت:46).

مرحباً بالرأي الآخر في الإسلام تحت ظلّ الثوابت الشرعيّة لكيلا تعمّ الفوضى والفساد إذ لا نتخيّل سيارة بغير كابح.

الأمّة العربية والإسلاميّة تمرّ بمرحلة غاية في الدّقة الخطورة.. كيف تنظرون إلى ذلك.. وما هو في رأيكم الدّاء.. وما هو الدّواء؟

لا شكّ أن الجميع يقول بحساسيّة وخطورة هذه المرحلة بل الفترة ـ من الفتور ـ العصيبة، وحتّى نكون واقعيين ومنطقيين وحتى لا نميل كلّ الميل، فإنّ الداء هو البعد عن كتاب الله وهجرانه ونخشى أن يشكونا نبيّ الرّحمة صلى الله عليه وسلم كما جاء في القرآن الكريم: [ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً ] (الفرقان:30). والعياذ بالله. لأنّ الأمر حقيقة بكسبنا فلا ننظر من عدوّنا إلاّ أن يسعى في تفرقتنا لإحكام قبضته علينا وقتل روح الجهاد باللسان والسنان فينا. نعم الأسباب ـ مرة أخرى ـ ذاتية وموضوعيّة، لكنّنا نتفهّم الموضوعية أيّ الخارجيّة، لكن مرة أخرى ماذا عن الذات؟! وجب التنادي للإصلاح والاجتماع والنقد الذاتي، واطّراح العجرفة والتعالي والكبر والتعتيم وأخلاق الكفر والتفسيق السياسي والاقتصادي والاجتماع، ووضع الأنانيات والرجوع إلى الله، القائل: [ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلاّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ] (الأنفال:73) والعلاج هو التعامل مع كتاب الله من خلال حتميّة السنن الربّانية ومعرفة أنها لا تحابي ولا تجامل، إذا كنا غثائيين استحوذ علينا الوهن، فما الحل ما العمل؟! هو أن نحب الموت ونحرص عليه لكي توهب لنا الحياة. هذا ما يخشاه الأعداء ويُخطّطون له عبر المدى القريب والمتوسط والبعيد. أما نحن فقد طبقنا على الحقيقة لا على المجاز نصيحة الرصافي التي تقول:

ناموا ولا تستيقظوا      ما فاز إلاّ النّوّم

وها نحن نرفل في حلل الفوز كما يرى الجميع (إنّا لله وإنّا إليه راجعون). لابدّ أيها الأحبّة من مراجعة الذات ومحاسبة الأنفس على ضوء تعاليم القرآن وتوجيهات الرّسول صلى الله عليه وسلم نسأل الله التوفيق آمين.

ماذا يجول في الخاطر وتودّون أن تقولوه للقارئ؟

أودّ أن أقول للقارئ الكريم: إنّنا نراهن عليكم فأنتم حملة المشعل وأنتم أمل الأمة، واظبوا على القراءة العملية البعيدة عن الترف بكل أنواعه. ولنعلم جميعاً أن الله تعالى لم ينزل أول ما أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اعبد أو اذكر أو صلّ، على قيمة هذه العبادات والغايات الجليلة، ولكن قال له: [ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ] (العلق:1). إذاً، لابدّ من أولوية القراءة باسم الله استعانة ومصاحبة حتّى إذا اكتمل الوعي ونضج فإنّ السلوك لا محالة فاعل، واطلبوا العلم من بطون الكتب ومن أفواه الرجال، طلب لا يضرّ بالعبادة، والعكس صحيح، وفرّقوا، جزاكم الله خيراً، بين الأصول والفروع حتّى إذا كان ضِيْق علمنا ما نقدّم وما نؤخّر والله ولي التّوفيق.

أفراد العائلة: وهل يحمل أحد منكم نفس اهتماماتكم.. وطريقة تفكيركم.. ومنظاركم للحياة بشكل عام؟

(الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله) الزّوجة وشريكة الحياة أمّ الأولاد لها من الآمال والاهتمامات والطّموحات ما نسأل الله تعالى أو يوفقنا للتعاون فيه ابتغاء مرضاة الله سبحانه الهادي إلى صراط مستقيم، فهي تكتب المقالة والقصيدة ونشرت بمجلة العالم اللندنيّة وصحيفة الراية المغربية نسأل الله تعالى الموفقيّة لنا ولكم ولسائر المسلمين وأستغفر الله العظيم وأتوب إليه، سبحانك اللهمّ وبحمدك أشهد إلاّ إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك، وصلّى الله وسلّم وبارك على سيّدنا وقائدنا ونبيّنا ومولانا محمد وآله وصحبه والتابعين والعلماء العاملين وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وجزاكم الله تعالى كلّ خير.