أيها الثوار الأحرار خذوا حِذركم

ويسألني كثير من السوريين : ماذا تقصد عندما تقول "موقفنا"، وأقول أقصد موقف كل الذين غمستُ معهم الفول يوما من قصعة واحدة ، وكل الذين شربت الشاي معهم يوما بكاسات المحبة تدور بيننا ، أقصد كل الذين سبقونا إلى وفي تدمر وأخواتها ممن عرفت وممن لم أعرف ، ثم لم يجدوا من يذكر هم أو يذكر موقفهم ، وقد كانوا حفظوني إياه ، واستحفظوني عليه، وأقصد موقف كل الذين أحبهم وأجلهم وأفديهم وأقبل جباههم وأيديهم .. واستأذنهم المقام أن أنوب عنهم ، وأن أكون في هذه المقام المعبر عن تطلعاتهم ومشاعرهم وأمانيهم ..

موقفنا ...

وبتنا أمسنا وقلوبنا متشحة بالأسى والألم على أحد عشر كوكبا من شباب ثورتنا، تسللت إليهم ميليشيات الحقد الأسدي - الروسي في عتمة الشهر فنالت منهم ، أحد عشر كوكبا من جيش النصر المرابط في ريف حماة .. فقدناهم بالأمس عروجا إلى مولاهم ، في حواصل طيور خضر إن شاء الله مستقرهم ومثواهم ...

أحد عشر كوكبا وفوا فقضوا ومضوا ، ومن العبث في السياق الذي نحن فيه، أن نقول نستنكر أو نشجب أو ندين .. لأن مثل هذا المنطق في هذا السياق إدانة لمنطق الثورة ، وإهانة لدم الشهيد ..

أحد عشر كوكبا مضوا .. ونتيجة تسلل خبيث غادر لئيم .. ودرسُنا أن نوصي من خلفهم من إخوانهم بقوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ ) لا تناموا ، وعدوكم ليس بنائم . وود عدوكم لو تغفلون عن أسلحتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة . وإنما شرعت صلاة الخوف لئلا يجد العدو ثغرة يتسلل منها إلى صفوفكم ..

أحد عشر كوكبا والعزاء فيهم لأنفسنا ولقلوبنا ولعقولنا والعزاء موصول إلى إخوة السلاح من إخوانهم ، إلى جملة مشروع سورية العدل والحرية والكرامة الإنسانية ..

أحد عشر كوكبا وأحر مشاعر العزاء والمواساة للأسر المكلومة .. للأم والزوجة للأخت والبنت للأب والأخ والولد ..

( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ )

وإنا لله وإنا إليه راجعون

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 911