وأقيمــوا الصلاة

الصلاة فريضة ربانية غالية ، وهي من أجلِّ العبادات وتُؤدَّى في أوقاتها ، تنهى عن الفحشاء والمنكر ، وتكفر السيئات ، وتطهر القلب والسلوك ، وهي نور وبرهان ونجاة يوم القيامة ، وهي عمود الدين ،  ترفع الدرجات ، وتحط الخطايا ، وهي سبب عظيم في دخول الجنة ، برفقة النبي  صلى الله عليه وسلم  لحديث ربيعة بن كعب الأسلمي  رضى الله عنه  قال: كنت أبيتُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم  فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي: ( سَلْ") ، فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: ( أو غير ذلك؟ )  قلت: هو ذاك، قال: (فأعني على نفسك بكثــرة السجـــــــود)  رواه مسلم  أي الصلاة . والأحاديث في شأن الصلاة كثيرة لايجهلها مسلم ، فأهميتها لاتخفى ومكانتها عند الله عالية .

من أجل ذلك  عقدت عدة لقاءات تربوية تعليمية وتدريبية على مدار العام الدراسي ، ومنها كانت هذه الدورة التي تخص الأطفال والصلاة ، ومن أجل كيفية وجوب تأدية الأطفال منذ بلوغهم السن السابعة من العمر ، وكانت البحوث والأطروحات حول الطرق الناجحة لتعليم الأطفال الصلاة ، وزرع حبها في نفوسهم ، ومن المسؤول المباشر عن تعليم الطفل ، وماهي صفاته ، وبماذا يجب أن يتحلَّى ... إلى آخر ذلك من أفكار تربوية وتعليمية في هذا الشأن ، وقد عادت علينا نحن المعلمات بزاد وفير من المعرفة ، والاستفادة من خبرات بعضنا البعض ، ومما عند بعض المدرسين من ثقافة تربوية في هذا المجال بالذات .

وفي نهاية هذه الدورة المباركة ، قدَّم أحـــــد الإخـــوة الأفاضـــل من المدرسين : ( ورقة عمل ) ، وَوُزِّعت على الجميع ، لتتم مناقشتها من قبل كل معلم ومعلمة على حده ، وبالتالي تتم الموافقة من قبل الجميع على أفضل السبل التي يمكن اتباعها لتعليم الصلاة للأطفال ، وغرس محبتها والإقبال عليها في أوقاتها في نفوسهم ، وأحببتُ أن أضع هذا المجهود المتواضع على صفحات الموقع المبارك الغني بقيمه العالية وثقافته الواسعة أعني موقع رابطة أدباء الشام . وهذا نص ورقة الأستاذ الفاضل الذي شارك في هذه الندوة :

((( من بحث تأثير العادات على السلوك (الأديان نموذجا) . تأتي أهمية هذا البحث في الصلاة من كونها الركن الوحيد في الإسلام الذي يستمر من البلوغ حتى الموت بشكل يومي ، ومنتظم والنصوص الشارحة لها تبدأ من تعليمها حتى عقوبة تركها الغليظة والتي قال فيها الكثير من العلماء الأفاضل بأنها خروج من كامل الإسلام ، وهي من المواثيق التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم أثناء احتضاره مما يدل على أهمية الأمر حسب الكثير من أهل العلم ، ولأن تاركها يخرج من الإسلام حسب الكثيرمن العلماء مدعومين بنصوص شرعية مثبتة للأمر وهنا تفصيل كثير وأبحاث كبيرة نريد منها نقطة واحدة وهي الجانب السلوكي بها وأهميته في المحافظة عليها

في رحاب تعريف الصلاة: هي أقوال وأفعال مخصوصة تبدأ بالتكبير وتنتهي بالتسليم  ، نجد من خلال التعريف أن الأقوال والأفعال مناصفة ضمن محتويات الصلاة ونقول أن لكل نصف منها طريقة تعليمه وحجم تأثيره على النصف الآخر.

يمكننا البدء بالأقوال وهي نصوص من القرآن الكريم ،  والسنة الشريفة  في تحديد ما يجب قوله ضمن مراحل الأفعال . وهو أمر يمكن العمل عليه بالتلقين والتكرار وصولا للحفظ  ، حتى يصبح جاهزا للدمج الأخير مع الفعل واكتمال عناصر الصلاة. بالانتقال الى الأفعال وهي النصف الآخر من التعريف:

نجد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم (مروهم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر) جوابا ضمنيا يدور في فلك الحديث السابق عن كيفية تعليم الأطفال وحثهم على ملاحقتها. بين تعريف الصلاة والحديث السابق كتلة كبيرة من السلوكيات التي يجب أن تمهد لنا الطريق للإجابة  على سؤالنا حول اعتبار الصلاة مهارة من الناحية التعليمية أم عقيدة.

من خلال تحليل الحديث إلى أسئلة والإجابة عليها:

لماذا لم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم سن البلوغ لحث المسلمين عليها مثل باقي العبادات واكتفى بتحديد السن الذي يجب الأمر به والسن الذي يجب الضرب به؟

لماذا كانت مرحلة الحث على الصلاة ومرحلة الضرب عليها قبل البلوغ مثل باقي العبادات؟

يمكننا اعتبار جواب السؤالين السابقين هو شيء من زرع السلوك في نفس المسلم حتى لو كان فهمه قاصرا على أبسط ما يقول ويفعل . ربما كانت الصلاة للأطفال هالة قدسية لا يعلمون عنها إلا أن أهلهم ينقطعون عن العالم الخارجي حتى ينتهوا من الصلاة (تصور) وربما يتعلم الطفل كل ما يخص الصلاة و يبدأ بها دون علم منه بالكثير من المعاني التي تمثلها من عظمة الإله وكينونته بالنسبة لطفل يريد تصورا لكل شيء يعامله بمهارة معينة مثل البائع والمسؤول والمعلم والشرطي ويشعر بحاجته إلى معرفة الكيان الذي يملي عليه التزام معين من أي نوع.

وحسب المدرسة الكلاسيكية في علم النفس يميل الإنسان إلى التحدث بالأمور التي يحبها بينما يميل للعمل بالأشياء التي يتقنها وهو الأمر الذي نحبذ بناء تعليم الصلاة من خلاله بأدوات المهارة بنسبة أكبر من العقيدة.

وعلى فرض أننا نستطيع تقويم السلوك فنحن نعلم أنه من الصعوبة بمكان تغيير العادات والذي ينقلنا إلى الحديث النبوي الوحيد الذي حدد الضرب عقوبة لرفض سلوك معين  ، مقارنات تجعلنا نعتقد أنه ليس من الأهمية بمكان أن يحب الطفل ما يفعله خلال الصلاة أو يتقنه إنما تكمن الأهمية كلها بأن يفعله في هذا السن تحديدا لبدء اعتماده ثم تأتي التوضيحات لاحقا بشكل تراكمي بعد أن يبدأ باكتساب السلوك من خلال تعلم مهارة الصلاة وجعلها نموذجا ثابتا في الحياة اليومية للطفل.

ومن خلال الكثير من الدراسات السلوكية النفسية نجد أن السلوك الذي يمر على تعديله ثلاث سنين دون نتيجة تذكر يتم اعتماده عادة من العادات الملازمة للإنسان ويعتبر تغييره من الأشياء اليائسة أو الصعبة للغاية وأصبح جزءًا  من شخصية الإنسان صاحب السلوك الخاطئ  . ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالضرب عند العاشرة فهذا يعني استرجاعا سلوكيا لدى الطفل مما يعني أننا لا نريد إزالة سلوك خاطئ أو معوج إنما نريد فرض سلوك حتى لو كان بالعنف  ، لكي يحدد الشاغر الفارغ في شخصية الطفل عندما تتزاحم الأفكار وتكبر قاعدة المعارف وتصبح أي معلومة جديدة في خانة الإصلاح السلوكي لا في خانة اكتساب سلوكيات جديدة بحال اختلفت المعايير في سفر أو حدث طارئ كالحرب.

وهنا نخرج من اللاسلوك الفطري إلى حصر السلوكيات المكتسبة بين دفتين متتاليتين من الثوابت السلوكية الثابتة من خلال المهارة المقيدة بمواعيد الصلاة الرتيبة في اليوم الواحد ويمكن اعتمادها بتخفيف الضغط النفسي الذي يكاد يكون معدوما في صفوف المسلمين.

أسئلة إضافية ممكنة للتوضيح :

*هل تعتبر الصلاة صحيحة وتامة بحال أداها المسلم بمهارة (أقوال وأفعال) دون مشاعر خشوع والوقوف عند فهم النص المقروء في سلسلة الأفعال المتممة لها؟

نعم تعتبر صحيحة ومجزأة شرعا

*هل يعتبر الفهم الكامل للنصوص ضمن الصلاة ومهارة الأفعال فيها والإلمام بكل تفاصيلها دون القيام بالمهارة بشكل عملي ورتيب على مدار اليوم صحيحا أو يلغي الفهم كونها فرضا؟

لا يصح شرعا ولا يجزئ . 

وفي ضوء الإجابات السابقة نجد أن الالتزام بمواقيتها وتطبيقها يجب أن يكون هو الأولوية وصاحب النسبة الأكبر في التركيز عليه منذ الصغر وربما دائما أيضا.

يأتي السؤال الأكثر أهمية والأكثر جدلا  وهو: هل نبني الصلاة في النفس على أنها مهارة لا أكثر؟

نجيب وبعد الملاحظة على الكثير من العينات أننا نبدأ بها بمهارة مطلقة ثم نمزج العقيدة تدريجيا حتى تتناصف النسب في الطفل المتعلم  ، ويصبح التركيز على الشقين بالتساوي وهنا يكون التعادل دائم في ماهية الصلاة من حيث الحاجات البيولوجية للإنسان مثل النظافة والحركة بالأداء والشق السيكولوجي الذي يمثل الانقطاع عن أي عمل أو وظيفة مهما بلغت من الأهمية لوجود شيء أكثر قداسة يمكننا من إعادة التوازن السيكولوجي للإنسان وإكمال مهمته بضغط نفسي أقل إذا لم يكن معدوما من خلال تلبية الحاجة البيولوجية والسيكولوجية على التساوي.

خاتمة التحليل:

نفترض السن الذي تبدأ به الصلاة هو سن سلوكي وليس لزاما على الطفل أن يتعمق بالروحانيات لسببين

 الأول : أن يتمسك بالصلاة من خلال مهارته دون تأثير آخر حتى يتقنها كمهارة ويحافظ على فعلها بالوقت والشكل الصحيح .

 الثاني : أن لا يتصور أنه أصبح مسؤولا وكبر في العمر فجأة ويبدأ بالخوف من الالتزام النفسي الثقيل .

وبعد اكتمال مهارة الصلاة والالتزام بتطبيقها نبدأ بخلط العقيدة تدريجيا وصولا إلى الخشوع بها من خلال الخشية القادمة من العلم بقدرة الله وعبوديتنا اتجاهه من قوله تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء) وهي آخر مراحل التعليم الشرعي وذروة الثقافة في شعابه الكثيرة.

وفي سؤالنا الأخير والرئيس في هذا البحث ؟

من هو الشخص المخول بالعمل على تقسيم هذه المراحل للطفل وإلزامه بها؟

 ومن خلال الحديث مع عينات كثيرة من الآباء والتربويين من معلمين ومن مربي الأعمار الصغيرة وجدنا ما يلي:

لا يوجد دوائر تأثير محددة لفرض هذا السلوك وتتدخل الكثير من الأمور في اختياره كمسؤول عن فرض السلوك مثل العادات الخاصة بكل عائلة ومدى تماس كل من الأبوين على حده بالطفل والمجتمع الأكبر من العائلة والحي والمدينة بشكل عام فلا نستطيع تحديد الشخص المسؤول حتى نعرف كل المعطيات السابقة.

إنما نستطيع تحديد بعض الصفات المطلوبة للمسؤول عن السلوك:

*أن يكون الشخص المسؤول لديه القدرة على التأثير بشكل ما على الطفل من خلال مزج الخوف والترغيب وغالبا ما يكون الأب هو الأول في هذا المضمار.

*أن يكون صاحب حضور في حياة الطفل ويبني عليه الطفل نموذج القدوة المتبوعة محبة وغالبا تأتي الأم منفردة بهذا المسار والمعلم في حالات استثنائية.

*أن يكون شخص موكل بهذه المهمة من قبل الأهل بناء على معرفته بأصول التربية والتي يكون شكل من خلالها علاقة جيدة ومؤثرة في حياة الطفل وثقته بما يأخذ منه من علوم وتصرفات.

ومن خلال عينة بحث واحدة وجدنا أن التكامل بين الثلاثة أطرا ف هي أكثر الطرق إثمارا . وهي أن يحدد المعلم الخبير بعلم النفس التربوي تقسيم مراحل التدريب بينما تتابع الأم مراحل التنفيذ كونها تعلم عن طفلها كل تصرفاته وهي بالغالب أقرب لقراءة الطفل من الأب ثم يأتي دور الأب في المكافآت والعقوبات إن لزم الأمر   ، وهذا لا نعتبره قاعدة ويمكن أن تكون الأولوية في المسؤولية لأي طرف من هذه الثلاثية في حياة الطفل دون أخذ العمر بعين الاعتبار إلا في حالات النقاش من باب الاحترام . ويجب أن يحدد المسؤول كامل المسؤولية والخطوات ثم يحدد حصته منها مع حصة كل شخص آخـــر  ))) .

*********

هذا النص الكريم في بيانه وعرضه ، وبما فيه من أفكار جليلة في تربية الأطفال ، حيث أجاد الأستاذ الفاضل في إعطاء فكرة ذات أثر إيجابي ــ إن شاء الله ــ على تعديل سلوك الطفل وتربيته ، وبالتالي على حمله لأداء أهم ركن من أركان الإسلام ألا وهو الصلاة التي فرضها الله على المسلمين قولا وعملا .

ففي قوله : (حسب المدرسة الكلاسيكية في علم النفس يميل الإنسان إلى التحدث بالأمور التي يحبها بينما يميل للعمل بالأشياء التي يتقنها وهو الأمر الذي نحبذ بناء تعليم الصلاة من خلاله بأدوات المهارة بنسبة أكبر من العقيدة. ( وتلك أمور حقيقية إذ ينطلق الإنسان في حديثه عن أمور يحبها ، وتألفها نفسُه ، ويستسيغها لسانه . وكذلك فالإنسان يحب الأعمال التي يجيد صنعتها ويبدع في بلورتها . فنقل هاتين الصورتين إلى حيوية الطفل تعطيانه التفوق فيهما وإجادتهما .

وفي قوله : (نجد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم (مروهم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر) جوابا ضمنيا يدور في فلك الحديث السابق عن كيفية تعليم الأطفال وحثهم على ملاحقتها ) . التفاتة رائعة إلى التربية النبوية التي تخص الأطفال ، فتحديد السن ، وبيان الطريقة التي يجب أن يُعامل بها الطفل لها بالغ الأثر في نجاح عملية التربية والتعليم . فالرسل صلى الله عليه وسلم لاينطق عن الهوى ، وإنما هو وحي يُوحَى .

وفي قوله : (ربما كانت الصلاة للأطفال هالة قدسية لا يعلمون عنها إلا أن أهلهم ينقطعون عن العالم الخارجي حتى ينتهوا من الصلاة ) .

فإضفاء حالة من القدسية على ذات الطفل وهو يرى مايفعل والداه أثناء أداء الصلاة من خشوع بل من مغادرة لمشاغل الحياة الدنيا وزينتها ، والإقبال على الله سبحانه وتعالى ، تغرس في نفس الطفل المحبة لهذا الأمر ، المحبة الممزوجة بسلامة القلب والمشاعر من كل العوالق الدنيوية ، ولسوف تكبر هذه القدسية في نفس الطفل عندما يكبر هو يعلم أمام مَن يقف وهو يؤدي الصلاة ، إنه يقف أمام : ( الله ) جلَّ جلاله . أوكما وضحها أستاذنا في قوله : (وهنا يكون التعادل دائم في ماهية الصلاة من حيث الحاجات البيولوجية للإنسان مثل النظافة والحركة بالأداء والشق السيكولوجي الذي يمثل الانقطاع عن أي عمل أو وظيفة مهما بلغت من الأهمية لوجود شيء أكثر قداسة يمكننا من إعادة التوازن السيكولوجي للإنسان وإكمال مهمته بضغط نفسي أقل إذا لم يكن معدوما من خلال تلبية الحاجة البيولوجية والسيكولوجية على التساوي ) .

وفي قوله : (وبعد اكتمال مهارة الصلاة والالتزام بتطبيقها نبدأ بخلط العقيدة تدريجيا وصولا إلى الخشوع بها من خلال الخشية القادمة من العلم بقدرة الله وعبوديتنا اتجاهه ) . إنه منهج منطقي ، وتدرج في سلم التربية والتعليم الذي يشير إليه الأستاذ كاتب النص ــ وفقه الله ــ وهذا مانتذكره عندما كنا صغارا ، ونُؤمر من قِبل أهلنا لأداء الصلاة ، وما نلمسه اليوم بعد هذه السنين الطوال من عمرنا ، وكيف بات بعض الناس يبكون وهم يؤدون الصلاة أو يتلون القرآن الكريم أو يستمعون إلى الوعظ والإرشاد من العلماء الربانيين .

وفي قوله : (نستطيع تحديد بعض الصفات المطلوبة للمسؤول عن السلوك ( .

وفي قوله : (من هو الشخص المخول بالعمل على تقسيم هذه المراحل للطفل وإلزامه بها؟ ) 

إذ لابد أن توجد بعض المزايا في المسؤول عن السلوك ، ثم المخول بالعمل على تقسيم  تلك المراحل بل ووضعه أمام مسؤولية ذات أهمية في تربية الطفل ومتابعة أدائه وتصرفاته . وهنا ــ وكما ذكر الأخ الكاتب لهذا النص ــ (لا يوجد دوائر تأثير محددة لفرض هذا السلوك وتتدخل الكثير من الأمور في اختياره كمسؤول عن فرض السلوك مثل العادات الخاصة بكل عائلة ومدى تماس كل من الأبوين على حده بالطفل والمجتمع الأكبر من العائلة والحي والمدينة بشكل عام فلا نستطيع تحديد الشخص المسؤول حتى نعرف كل المعطيات السابقة. ) . وهذا الأمر واقع ومعلوم لدى الجميع ، وهو يؤثر بشكل واضح على سِير الأبناء والبنات في هذا العصر المليء بالفتن والإغراء ، مع انحسار الأثر الإيجابي في التربية لدى الآباء والمربين بشكل عام . ومع ذلك فقد حدَّد الكاتب بعض الصفات التي لابد منها للمسؤول عن هذه العملية التربوية ومنها : 

*أن يكون الشخص المسؤول لديه القدرة على التأثير ...

* أن يكون صاحب حضور في حياة الطفل ويبني عليه الطفل نموذج القدوة ...

* أن يكون شخص موكل بهذه المهمة من قبل الأهل ...

وأقول : إن هذه المزايا : ( التأثير ـــ  والحضور ـــ وبعلم الأهل ) من الضروريات في هذا المجال التربوي الهام ، ولعلها من أسباب إنقاذ هذا الجيل من أبنائنا وبناتنا من حالات الضياع والانجراف في متاهات الفساد والانحلال ، وحمايتهم ــ بمشيئة الله ـــ من انسلاخهم  ــ لاقدَّر الله ــ عن فطرتهم وعقيدتهم ، وعن بيئة أهاليهم التي لم تزل تكتنفها المآثر وفضائل الأخلاق .

وفي الختام ، فللأستاذ جزيل الشكر والتقدير على هذا الضوء الساطع في محيط لهفتنا للخروج من ظلام العصر الحديث .

وسوم: العدد 945