عظمة الحاكم سيّدنا سلميان عليه السّلام من صدق وأمانة مستشاره الهدهد

 

  1. عرض الهدد تقريره لحاكمه سيّدنا سليمان عليه السّلام عن حضارة سبأ، و بلقيس عبر نقطتين أساسيتن، وهما:
  2. الأولى: وصف عظمة الحضارة وبلقيس حين قال: "إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْمِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ"، سورة النمل 23.
  3. "تحكمهم امرأة": لأنّه لأوّل مرّة يرى رأي العين حكم امرأة. ولم ينتقد حكم المرأة، وفضّل الصمت.
  4. "وأوتيت من كلّ شيء": أي حضارتها لاتقتصر على عنصر واحد بل تعتمد على جملة من العناصر ومن كلّ شيء. مايدلّ أّنّها حضارة قوية عظيمة.
  5. "ولها عرش عظيم": وقد وصفه بالعظمة. والهدهد جاء من دولة متحضرة يعرف جيّدا معنى عظيم وعظمة. وعندما وصف عرش بلقيس بأنّه عظيم كان يعي جيّدا مايقول، وهو القادم من حضارة خارقة فاقت قدرات البشر.
  6. الميزة الثانية: "وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَايَهْتَدُونَ".سورة النمل 24. انتقل بعدها الهدهد إلى وصف الجانب الديني لحضارة سبأ، ووصفها بأنّهم أي الملكة ومجتمع سبأ يعبدون الشمس من دون الله. وكأنّه يقول: كيف لهذه الحضارة القوية، والعظيمة يعبد أصحابها مخلوقا ضعيفا كالشمس، وما كان لهم أن يفعلوا ذلك وقد رزقهم الله القوّة والعظمة. مايعني أنّ من مظاهر العظمة والقوّة والحضارة هي: عبادة الله تعالى وحده لاشريك له. وكلّ من كفر بالله تعالى فهو متخلّف، وفي الدرك الأسفل من التخلّف ولو ملك المظاهر المادية للقوّة والحضارة.
  7. كان الهدهد أمينا صادقا في وصف عظمة، وحضارة سبأ لأنّه من ابن حضارة عظيمة قوية خارقة، وهي حضارة سيّدنا سليمان عليه السّلام.
  8. وهو يصف في حضارة سبأ بالعظمة، لم يعب عليهم أن حكمتهم امرأة، رغم أنّه لأوّل مرّة في حياته يرى قوما تحكمهم امرأة. ووصفها بأنّها تملك عرشا عظيما، مايدلّ على قوّتها وعظمتها. وفي الوقت نفسه استنكر عليهم عبادة الشمس وهم الأقوياء العظماء من دون الله تعالى.
  9. لم ينبهر الهدهد من حضارة سبأ لأنّه ببساطة يملك حضارة أعظم وأقوى، ولا يمكن بحال مقارنة الحضارتين. لكنّه أثنى على محاسنها، وانتقد سلبياتها.
  10. أثنى الهدهد على حضارة سبأ من حيث العظمة والقوّة، وفي الوقت نفسه انتقدها من حيث كونها تعبد الشمس من دون الله تعالى.
  11. الهدهد وهو يقدّم تقريره النهائي لحاكمه سيّدنا سليمان عليه السّلام، لم يقارن بين الحضارتين، ولم ينتقص من حضارة سبأ، ولم يقل للحاكم -وهو في حضرته- أنت أقوى منها، ولم يستصغر بلقيس، ولم يقل إنّهم كفارا يستحقون العقاب، إنّما اكتفى بالوصف الدقيق والأمين. والحاكم بعدها يتّخذ مايراه مناسبا، وحسب ماوضعه الهدهد بين يديه.
  12. القرارات التي اتّخذها سيّدنا سليمان عليه السّلام كانت فاعلة،وصائبة، وذات نتائج باهرة. والسبب في ذلك أنّ الهدهد كان مستشارا صادقا، وأمينا، ومخلصا لحاكمه. مايدلّ، أنّه كلّما كان المستشار صادقا مع الحاكم في الوصف، والثناء، والانتقاد كلّما كانت قرارات الحاكم فاعلة صائبة ومثمرة.
  13. تعامل سيّدنا سليمان عليه السّلام بقوّة مع بلقيس، وهدّدها، وعرض أمامها قوّته العسكرية الخارقة، ولم يتهاون معها. والسبب أنّ الهدهد وصف حضارة سبأ وبلقيس بأنّها عظيمة، فتعامل معها سيّدنا سليمان عليه السّلام على أنّها حضارة عظيمة، وامرأة عظيمة.
  14. الحاكم يتّخذ قراراته وفق طبيعة التقرير الذي يصله من مستشاره. وكلّما كان المستشار صادقا في الثناء والانتقاد، كلّما كانت قرارات الحاكمة فاعلة، وحاسمة.

وسوم: العدد 949