الملك تشالرز الثالث: وأن أحافظ على قوانين الله

لفت نظري في قسم الملك البريطاني الجديد… "وأن أحافظ على قوانين الله.."

كلمة عامة مفتوحة دالة معبرة تضيء بذاتها..

وقوانين الله في خطوطها العريضة منقوشة في جينات الانسان..

والذين يحاربون قوانين الله هم الذين سيسقطون، مهما امتدت بهم الأيام..

و"قوانين الله" فوق وقبل قوانين الملك والرئيس والحاكم والنواب وشيوخ العشائر، ومن كان فوقا ومن كان تحتا..

وقانون الله الأزلي في

"يا عِبَادِي، إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَمُوا"

وفي إقرار العدل والقسط بين المخلوقات

(لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)

كل قانون الله يدور حول هذا القانون، أن يقوم الناس بالقسط، وكل الشرائع تنبع من هنا وتصب هنا؛ ولعلنا نعي أو نعقل..

(وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ)

والحفاظ على قوانين الله غاية وهدف ووسيلة، لعلنا نعي غايتها وأبعادها ومنحنياتها والطريق إليها، فنكف جميعا، أمما ودولا وحكومات وشعوبا، ومللا ونحلا وأحبارا ورهبانا؛ عن الالتفاف عليها.. بشتى طرق الالتفاف ، وأهمها دعوى الدعوة إلى حرية الإنسان، أو إلى قوانين الرغبة والإشباع..

ويقابل قوانين الله قوانين الهوى (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ)؟؟!!

وما ظننت أن هذه الآية قد جاء تأويلها إلا في هذا العصر، وبين أبناء هذا الزمان..

عندما أعلن المفكر المجنون نيتشة "موت الله" ظلّ يتلوى تحت لسع قوانين الله، فقانون الله بقدر ما في العيش في ظلاله من ود ورحمة ورخاء وسعادة، في الإعراض عنه ضنك وشقاء وتردي وعذاب، ختى وهو يلعب بالملايين، أو يرتقي الأطباق..!!

(وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا) "الرضا" لا يباع ولا يشترى، كذا يقول أهل المقام.

فريدريك نيتشة: ١٨٤٤- ١٩٠٠ : أعلن موت الله، وظل يتلظى فيشكو من عذاب الضمير "يقول" سلطه الله على ظهور المنكرين.. حتى انتهى به المساق إلى مستشفى المجانين الذي كان منتهاه..

وأعود إلى الحديث عن قوانين الله وأقول ما أجملها مظلة حقيقية يلتقي تحتها البشر، قوانين العدل والسواء يشرعها رب العالمين للعالمين!!

والحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين.

هو مالك يومنا أيضا هذا على الحقيقة، وإنما أعطانا الحرية جزء من عملية الابتلاء..فلنحذر السقوط في الاختبار..

قوانين الله كلمة اقتبست من مشكاة!!

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 997