شلت يمين من حملت حقيبة الموت

شلت يمينك وشلت شمالك يا من حملت حقيبة الموت لتفجريها في أجساد مجموعة من المدنيين بما فيهم من أطفال ونساء وشيوخ، كانوا يقصدون أعمالهم اليومية آمنين مسالمين، يتسوقون أو يسيحون في هذا الشارع الذي يسكن مدينة اسطنبول آمناً مطمئناً ترتسم ابتسامة الراحة والطمأنينة على أفواه الناس وشفاههم، والسعادة تغمر محياهم، فهم يسيرون في أجمل شوارع اسطنبول، لتغيري يا قاتله هذه الابتسامات إلى عويل وأهات ودموع ودماء.

والمضحك المبكي مسارعة واشنطن إلى إعلان تضامنها مع تركيا في هذا المصاب الجلل؛ وهي التي تحتضن وترعى هذه المجموعات من القتلة والمجرمين وتقدم لهم السلاح والعتاد والمتفجرات والتدريب والمال، فتركيا لا يرضيها بضع كلمات معسولة لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا توقف نزيف الدم الذي يتفجر من أجساد الأبرياء بين الحين والآخر، على يد مجموعة من المجرمين والقتلة، تحتضنهم واشنطن وتحميهم وتدربهم -كما قلنا- وتدعمهم بالسلاح والعتاد والمتفجرات، تركيا تريد موقفاً شجاعاً وصادقاً يثبت ما تدعيه واشنطن بأنها صديقة لتركيا وحليفة لها، ومعروف كيف يكون السبيل إلى ذلك، فالسبيل نفض يدها من هذه المجموعات الإرهابية ووقف أي دعم لها وبكل أشكاله، عندها سترحب تركيا بواشنطن حليفاً وصديقاً.

وننقل ما علق به بعض الأمريكيين على كلام متحدثة باسم البيت الأبيض التي قالت: إن الولايات المتحدة تدين التفجير الذي وقع في مدينة اسطنبول التركية، الأحد، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وأضافت المتحدثة كارين جان بيير على تويتر، أن واشنطن تقف إلى جانب حليفتها تركيا في مكافحة "الإرهاب".

كما أثارت متابعة صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية لتفجير اسطنبول غضب الأتراك على تويتر، جراء تركيزها على الجانب السياحي للمدينة بدلا من التعاطف مع الشعب التركي.

وقالت الصحيفة في تغريدة: "من بين عشرات الملايين من السياح من جميع أنحاء العالم الذين يزورون تركيا كل عام، يقضي الكثيرون منهم وقتا في المنطقة التي وقع فيها تفجير الأحد"، في إشارة إلى شارع الاستقلال بمدينة اسطنبول.

ووصف أحد مستخدمي تويتر، ماركوس موسكوفيديس، تغطية الصحيفة للانفجار بأنها "باردة".

وأضاف: "التركيز على السياحة (والقول ضمنيا إن البلد بأكمله ليس آمنا) بدلاً من التركيز على القتلى والجرحى الأبرياء هو في الحقيقة تغطية مروعة وباردة".

وتابع: "لا أتذكر أنه عندما يكون هناك إطلاق نار في الولايات المتحدة بمناطق مشهورة، يتم ذكر السياحة في عناوين الأخبار"، في إشارة إلى تحيز تغطية الصحيفة.

وقارن مغرد آخر انفجار اسطنبول بهجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 الإرهابية في مدينة نيويورك الأمريكية.

وقال: "تخيلوا أن صحيفة في تركيا تتحدث عن تأثير العمل الإرهابي على صناعة السياحة في أمريكا عندما تم قصف البرجين التوأمين... أنتم حقراء جدا!".

وانتقدت الصحفية نازغول كنزيتاي، تغطية نيويورك تايمز واصفة إياها بأنها "تمييز".

وقالت في تغريدة: "يا له من تمييز! إنها ليست مشكلة سياحية إنها أزمة إنسانية؛ مات أناس هناك بغض النظر عن جنسيتهم. من المهم أن تكون إنسانا قبل أن تصبح صحفيا".

نهاية سعيدة رغم نزيف الدم، فقد تكللت جهود رجال الأمن التركي بعد عشر ساعات من التفجير من إلقاء القبض على من نفذت هذه الجريمة اللئيمة، فقد صرح وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، اليوم الاثنين 14/11/2022: إن قوات الأمن التركية ألقت القبض على سيدة وضعت القنبلة التي تسببت بتفجير شارع الاستقلال باسطنبول أمس الأحد.

وذكر صويلو، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام تركية، أن الشرطة التركية أوقفت 21 شخصا، ولاحقا ألقت القبض على الشخص الذي وضع القنبلة، مشيرا إلى أن القرائن الأولية تشير إلى ضلوع تنظيم بي كي كي/ بي واي دي في تنفيذ التفجير، وهي منظمات كردية تصنفها أنقرة إرهابية.

وأضاف وزير الداخلية التركي: التقديرات الأولية تشير إلى أن أمر التفجير صدر من مدينة عين العرب السورية (كوباني)، كما نعتقد أن منفذ التفجير عبر إلى تركيا عبر منطقة عفرين.

ختاما نوجه التحية والتقدير لرجال الأمن التركي، العين الساهرة التي لا تنام، كي ينام الملايين من أهل تركيا مطمئنين في سربهم وفي مدنهم وبلداتهم وقراهم ساكنين أو متنقلين أو مسافرين، زواراً أو سائحين، فليطمئن الجميع في تركيا فأنهم في أمن وأمان وراحة وسلام.

المصدر

*قناة العربية-14/11/2022

*وكالة الأناضول-14/11/2022

*القاهرة 24-14/11/2022

وسوم: العدد 1006