أفكار وأحوال

ذات مساء كنت كعادتي، أداعب إحدى مقالاتي الموسومة تحت عنوان (الإسلام يرفض الجمود و الخمول ) أتابع تعليقات زوار صفحتي، استوقفني تعبير ساخر، و تعليقات مثلها.

تحمل في طياتها جهل بحقائق الأفكار و الأحوال .

قال : هههه مع رمز تعبيري ساخر .

قلت : صديقي الفكر الإنساني لا يحقر ، فأساس العلاقات الإنسانية الاحترام المتبادل ، مادامت الأفكار و الآراء لا تحمل تمييزا عنصريا أو انتقاصا من أقدار الآخرين ، في حياتي المتواضعة قرأت لثقافات و أفكار لا أومن بها مع ذلك لا أسيء لمعتقديها ، تقبل مروري

قال : العبرة بالنتائج وليست بالأفكار ... وماتزال البلاد الإسلامية في خمول وجمود تمد يدها للحضارات الأخرى استجداءا لسبل الحياة.

قلت :  من هذا المنطلق كتبت أفكاري و لا أختلف معك في هذا و العيب فينا لأننا ببساطة نرفض التجديد نعيش بالإقصاء .

 قال : العيب في الإسلام وليس فينا .... الشعوب تتقدم بالمعرفة لا بأيديولوجيات دينية اختلف عليها الجميع.

قلت : صديقي المحترم الديانات السماوية تحترم ، و العيب يظل لصيقا بكل من يحمل فكرا عدائيا ، المؤسف أن الإنسان يعادي ما جهل تقبل مروري و احترامي مرة أخرى و سلام .

قال : كفى دفاعا عن أيديولوجيات فشلت في خدمة الانسان

 قلت : من حقك أن تقابل الفكر بالفكر لا بإصدار الأحكام القَضائية هذه الصفحة نافذة لنقاش الأفكار لا إصدار أحكام تديني أو تدينك ، تعلمت أن أدافع عن وجهة نظري دون الحاجة لرمي التهم و في منصتنا قامات أكاديمية و علمية تزن أفكارنا تميز الغث من السمين أستسمحك مرة أخرى .

قال : الأرقام الاحصائية حكم بيني وبينك وبين خدمة الاديان للمجتمعات وبين خدمة القوانين العلمانية للمجتمعات ... هل تعلم أن الدول الإسلامية هي أكبر مستورد للسلاح في العالم مع وجود طبقات من الجائعين لا تحصل على رغيف الخبز الا بسرقته.

 قلت : للأسف مازلنا لا نفرق بين سلوك المجتمعات و المعتقدات الدينية ، الدين لا يقود المجتمعات بالسلاسل للتقدم ، ما نجنيه نحن اليوم هو بسبب منظومات تربوية فاشلة و استبداد سياسي ، و انهيار قيمي و أخلاقي ، الدين بعيد عن تقدمك أو تأخري ، هناك مجتمعات لا دينية في ذيل التأخر و هناك مجتمعات دينية في الصادرة خذ مثلا دول جنوب شرق أسيا مثالا ، فالنهضة سبيلها يقظة مجتمع يكسر الجمود و الخمول ؛ و أما العلوم لا وطن لها. فأينما توفرت البيئة على شروط النهضة ، انطلقت و أثمرت ، المشكلة أننا ندين المعتقدات و لا ندين خمول الانسان . و جموده

قال: ١٥٠٠ سنة ومنظومتك الإسلامية فاشلة

قلت: سل من بنى الكوفة والبصرة والقاهرة وبغداد.

و من أنشأ حضارة الشام والعراق ومصر والأندلس.

سل من شيد بيت الحكمة والمدرسة النظامية وجامعة قرطبة والجامع الأزهر وجامع الزيتونة والقيروان .

سل من عمر المسجد الأموي وقبة الصخرة و «سُرّ من رأى» والزهراء قصر الحمراء ومسجد السلطان أحمد وتاج محل.

سل من علم أهل الأرض الحساب و الجبر و الطب و الهندسة و العمران و الفن.

كان أجدادك الأساتذة وكانوا هم التلاميذ.

لا أقولها تعصبا و حمية: نعم نحن المسلمين!

وسوم: العدد 1014