القيادة الصُّلبة وأحاديث البدوات!!

كتبت منذ شرع الكيان الصهيوني الحرب على لبنان، تحت عنوان الحرب على حزب الله، أنه لو نزل مثل هذا الأمر في زمن سيدنا أبي بكر، لجمع له أهل الشورى من أهل بدر!!

وما زلت أقول...

وتقول العرب عن الأمر الخطير ينزل بالناس، وتترتب عليه أمور؛ هذا أمر له ما بعده. وما زلت أقول..

وعشنا زمانا نتغنى بالحديث عن "القاعدة الصلبة" ومصطلح القاعدة هنا ليس له علاقة بالتنظيم الذي شُهر بهذا الاسم، وإنما معنى "القاعدة" في السياق أي تجمع بشري، يكون جمل المحامل في تحقيق الأهداف..

أقول عشنا زمانا نتغنى بالحديث عن "القاعدة الصلبة" ونتداعى إلى بنائها، فلما جد الجِدُّ، وجدنا أنفسنا بحاجة إلى القيادات الصلبة، أكثر من حاجتنا إلى القاعدة التي ذكرت.

وأعود اليوم إلى ما بدأت به.. منذ بداية الربيع العربي اليتيم، ولاسيما ربيع سورية، الذي كثر أدعياؤه، ثم مع كثرة ما لحق بالمشهد العام من تطورات..

نحن بحاجة إلى القيادة الصلبة الواعية الأمينة القوية الرشيدة…

ويجب أن نصادر ما استطعنا أحاديث البدوات..

ومعنى أحاديث البدوات عند العرب، أن يتكئ الرجل على أريكته، فيقول في الأمر وراء أكمته ما وراءها، ومن وراءها؛ يبدو لي أنّ.. فيرخي الكلمات سهلة متقطعة، يسعّر بها حربا، أو يضيع بها حقا، أو يفرّط فيما لا يُفرّط بمثله..

لا تَحقق ولا حقق ولا استدرك ولا مسح غشاوة عن عينيه ولا استشار ولا استخار…

تبدو لي البدوة في كثير من المواطن، كما تبدو لكثير من أمثالي؛ ثم أمسك عنها فأقول: لعلها ولعلي…

أيها السوريون جميعا.. وأخص بالنداء أولي الأحلام والنهى، ولاسيما من الرجال المطاعين والمتبوعين، كل واحد على خلفيته، لقد نزل بنا جميعا، وبشعبنا وبأمتنا وبوطننا ما ترون..

لقد نزل بنا ما لا نكاد نحيط به، أو نحصيه، ولقد جرت في قنواتنا مياه كثيرة، لا ندري من أين نبعت، ولا أين تصب..

ولقد استرعانا الله جميعا أمر هذا الشعب وهذا الوطن وهذه الأمة..

ردوا آخر هذا الأمر على أوله، واستقبلوا من أمركم ما استدبرتم، ثم أعيدوا حساباتكم بما يحمي ما تبقى، ويصون ما تبدد، ويوقف النزيف، ويرد العجز على الصدر حتى لا يقول قائل من بعد: يا ويلتاه على ما قدمنا..

فهل لأمرنا الفردي من تلاف .. وهل لذناباه من تدارك

وأعوذ بالله من مقولة: هيهات.. هيهات.. فأنا لا زلت أؤمن أن أمتنا فيها رجال.. وأن شامنا فيها رجال.. وأن سوريتنا فيها رجال.

ألا وإن الحرب هي الرأي.. ألا وإن الحرب هي الرأي.. ألا وأن الحرب هي الرأي

الرأي قبل شجاعة الشجعان

هو أول وهي المحل الثانـــــــــي

فإذا هما اجتمعا لنفس حرة

بلغت من العلياء كل مكان

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1102