جورجي زيدان بين تزوير القصص التاريخي ، وجنايات الاستثمار التربوي !؟

لم أكن أتصور أن ورثة جرجي زيدان الفكريين يعودون إلى طباعة كتبه ( سلسلة روايات الإسلام التاريخية )بعدما كشف عوارها الأستاذ أنور الجندي في ( مؤلفات في الميزان ) والكتور شوقي ابو خليل والدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي والأستاذ يوسف العظم وغيرهم ؟ !

فيعود هؤلاء الورثة في هذه المرة إلى تقديمها للطلاب من خلال طبعة جديدة ، وقد ألحق بها أسئلة وتمارين تحت مسمى ( الاستثمار التربوي ) ، ونقف هنا عند هذا الاستثمار ،كما في رواية الأمين والمأمون .............

- صف من خلال النص ترف القصورفي العصر العباسي ؟ !

- اكتب مقطعا تصف فيه شغف الأمين بالسهر والغناء ؟    

- تكلم على دور النساء في العصور العباسية ؟

وبالعودة إلى بعض من هذه الروايات لوضعه في الميزان ، أو في القبان يجد القارىء المبصر ان جرجي تناول التاريخ الإسلامي معتمدا على حشد من السلبيات ، والعيوب المنتقاة ،مخفيا كثيرا من الجوانب الإيجانية والمآثر الهامة في محاولة لإفساد الشخصية والبطولة الإسلامية ؟ !

فقام كما ذكر الأستاذ الجندي : بتصوير الخلفاء والتا بعين بصورة الوصوليين الذين يريدون الوصول إلى الحكم بأية وسيلة ؟ ! وزيف النصوص التي نقل منها ، وحولها عن هدفها ؛ فبنى عليها قصصا غرامية باطلة ، كما حرف معظم الأحداث بتفسيرات متعسفة ، متكلفة .

وعلى سبيل المثال لاالحصر ؛ فإنه في (أرمانوسة المصرية ) جعل الحب بينها وبين قائد الحصن السبب في هزيمة الروم وانتصار المسلمين ؟

وفي ( العباسة أخت الرشيد ) اتهم الرشيد بالمجون وشوه شخصية أخته ؟ !

وفي (شارل وعبدالرحمن ) ادعى أن المسلمين كانوا مشغولين بحب فتيات النصارى مما صرفهم عن الفتح ؟ !

وفي (الأمين والمأمون ) ظهر تحامله على العرب ، واتهمهم بسوء معاملة الأجناس الأخرى ؟ !

وفي ( استبداد المماليك ) أغفل موقف المماليك المشرف في معركة عين جالوت ؟ وفي ( الا نقلاب العثماني ) طمس مواقف السلطان عبد الحميد ، وصلا بته في الدفاع عن فلسطين ؟ !

وفي ( شجرة الدر ) صور نساء السلطان الصالح نجم الدين بن أيوب ، بصورة النساء اللا ئي يتاجرن بأعراضهن للحصول على ما يتطلعن إليه ؟ !

لقد مزجت هذه الروايات الحق بالباطل ، وقدمته بأسلوب قصصي ، يعتمد على الحبكة القصصية ، واختراع الحوادث المثيرة على حساب الحقائق التار يخية ، وقد تعمدت طمسها ، وتشويه معالمها ؟ !

وقد خلط زيدان بين مايوزن بالميزان ، وما يحشر في القبان .

فلماذا هذا الإصرار على طبعها ونشرها ؟ و أول من يعلم ما تحتوي من تشويه وتزييف هم ورثة زيدان الفكريون ؟ !

وسوم: العدد 1124