قنوات إسرائيلية تبث لقطات لصهاينة فوق منصتها يتلذذون ويتسلون بهلاك أطفال فلسطينيين

قنوات إسرائيلية تبث لقطات لصهاينة فوق منصتها يتلذذون ويتسلون بهلاك أطفال فلسطينيين قضوا جوعا  في قطاع غزة ويسخرون من أمهاتهم الثكالى

دأبت قناة الجزيرة القطرية على بث لقطات لقنوات إسرائيلية تنقل حوارات أو مناقشات الصهاينة فوق منصاتها مع ترجمة كتابية لأقوالهم من اللغة العبرية إلى اللغة العربية كي يطلع المشاهدون العرب في الوطن العربي عما يدور بينهم من أحاديث  سواء ما تعلق منها بما يجري في قطاع غزة  من عدوان وحشي همجي أو بما يجري بينهم داخل فلسطين المحتلة .

 وأمس الأول بثت قناة الجزيرة نقلا عن قناة إسرائيلية  لقطة لصهاينة  بسادية مزمنة وهم يتلذذون ويتسلون  بمشاهدة صبية فلسطينية تلفظ أنفاسها الأخيرة، وهي عبارة عن هيكل عظمي أنهكه الجوع بين أحضان والدتها النائحة نياحا تنفطر له الأكباد والقلوب  في مشهد مثير للشفقة، بينما كانوا هم يشمتون بها ، ويتشفون منها ساخرين مستهزئين ، يقول أحدهم إن  هذه الأم  بجسدها الضخم قد التهمت  حصة ابنتها من الطعام ، ويقول آخر لعلها تقتات  من لحوم  أبنائها أوبناتها... وتتعالى ضحاكاتهم كأنهم يتسلون بمشهد فكاهي مسل من كوميديا ساخرة .

وليست هذه هي المرة الأولى التي  تنشر فيها قناة الجزيرة نقلا عن قتوات  إسرائيلية مشاهد تسلي ، ويتلذذ  الصهاينة مدنيين وعسكريين  بمآسي الفلسطينيين في قطاع غزة وهم يسقطون ضحايا إما عن طريق سلاح الجو أو بواسطة مسيرات توثق كاميراتها مشاهد مؤلمة لأجساد مبتورة الأطراف  أو عن طريق القصف المدفعي والصاروخي أو عن طريق القنص كما  يحدث في الفترة الأخيرة  بالنسبة للجياع الذين يصطفون في طوابير  طويلة من أجل الحصول على ما يسد رمق صغارهم الذين حولت المجاعة أجسادهم إلى هياكل عظمية  لا تطيق النفوس مجرد  النظرة الخاطفة إليها، بينما يتلذذ ويتسلى الصهاينة بالتفرج عليها والتفكه بها  .

وعلى العالم خصوصا الغربي الذي يفاخر بالقيم الإنسانية  والحضارية ،  والذي لا زالت خدعة " معاداة السامية " تنطلي على سواد مواطنيه بسبب الدعاية الإعلامية المضللة ، أن يتصور الطبيعة السادية والوحشية، والدموية للعرق  الصهيوني الذي يتلذذ ويتسلى بمشاهد مؤلمة لضحايا أبرياء من مختلف الأعمار خصوصا  الأطفال . وعليه أيضا أن يتصوروا حجم معاناة  الجياع من هؤلاء الأطفال الذي يموتون الموت البطيء ، وحجم  آلامهم والجوع يقطع أمعاءهم ، وحجم معاناة أمهاتهم وآبائهم وهم يتجرعون آلام  فراق فلذات أكبادهم  أمام أعينهم لحظة احتضارهم  ولا حول ولا قوة لهم لإنقاذهم. ولربما  يعتبر الهلاك السريع لهؤلاء الأطفال عن طريق القصف الوحشي والهمجي أرحم بهم  من هلاكهم  البطيء جوعا .

وعلى  العالم الغربي  المتشدق بالقيم الإنسانية والحضارية والذي تقع  عليه مسؤولية المآسي التي يعاني منها الفلسطينيون، لأنه هو من هجّر من أقطاره المختلفة فلول الصهاينة إلى أرض فلسطين  للتخلص من خبثهم ومكرهم  ، وهو أدرى  وأعلم بطبيعتهم العنصرية التي زرعتها فيهم أساطير عقائدهم التلمودية والتي أوهمتهم بأنهم أرقى عرق بشري على وجه  البسيطة ، بينما باقي الأعراق دونهم إنسانية ، وأنها إنما خلقت لخدمتهم.

إن العالم الغربي الذي يعطي دروس القيم  الإنسانية  والحضارية  لكل ساكنة المعمور من خلال  مشاهد إظهار الرفق الشديد بالحيوان، يتفرج اليوم على الصهاينة المتلذذين والمتسلين بعذاب الأطفال الجياع وهم يموتون بين أحضان أمهاتهم اللواتي يتعرضن بدورهن للسخرية والتشفي دون أن يحرك ساكنا هذا العالم " المتحضر" ادعاء ، والمنحطة قيمه واقعا وحقيقة ، بينما نجده مقابل ذلك وتحت ذريعة " معاداة السامية " يجيش الشرطة وقوات مكافحة الشغب  لمنع وقمع المسيرات الشعبية المليونية  في عقر داره المنددة بالجرائم الصهيونية الوحشية الهمجية التي لم يرتكب مثلها إلا في العصور الغابرة  عند أسلافهم .

ومن سوء حظ الغرب " المتحضر"  أن  التاريخ  ـ وفي زمن تطور تكنولوجيا التوثيق الحي ـ سيقدم للأجيال  القادمة  صور مآسي الشعب الفلسطيني ، وصور جرائم الصهاينة ، و صور سكوت ، وتفرج الغرب العلماني الصليبي على كل ذلك ، وسيخزى أمامها ، وسيحوز العار، والشنار ، والمذمة ، والمعرة .

إنها حضارة  الغرب الخربة قيمها، لأنها تغض الطرف عن جرائم  فظيعة ضد الإنسانية  يرتكبها الصهاينة في حق شعب احتلوا أرضه بالقوة ، وساعدتهم هي على ذلك بشهادة التاريخ ، ولا زالت إلى اليوم تخدع شعوبها بطابو " معاداة السامية " ،وتعتبره جرما فوق كل  ما تقترفه هذه السامية المتوحشة  من فظائع بشعة  في حق شعب أصيل، خلوق، أبي  يناضل من أجل حريته واستقلال وطنه. 

وسوم: العدد 1129