السفينة الناجية
عندما خرق العبد الصالح السفينة بغية حمايتها من قرصان البحار، نجت السفينة ونجا أصحابها المساكين
وعندما أعلن عن نجاة السفينة السورية من الغرق ، في الثامن من شهر كانون الأول من عام 2024 لم أستطيع أن أطلق زغرودة الفرح كما أطلقها المساكين من السوريين في أقبية السجون ، وتحت خيام اللجوء ، وفي متاهات الغربة القسرية . فقد كتمتها هواجس التوجس والقلق ، إذ كنت أوقن في قرارة نفسي أن الجرذ الهارب من السفينة ، لابد أنه تركها مباحة لخليفته من القوارض المختبئة في أقبيتها على مدى نصف قرن من الزمن ، كي تعيث فيها الفساد وتجهز عليها بالمزيد من الثقوب المهلكة... وفعلا كان الانقلاب الفاشل في 16 نيسان ، وكانت أحداث الساحل ، وكان تفجير الكنيسة ، ثم حرائق الجبال ، ثم التحالف ( السويدائي الإسرائيلي) ..انتهاء بأزمة النواطيرمن الوكلاء الواقفين على جنبات ممر داوود .
وفي كل الأزمات كانت الجرذان لا تتوقف عن توسيع ثقب الطائفية والأقليات فهو الثقب الذي من شأنه أن يغرق السفينة ، وهو العذرالكافي وراء صرخة النجدة التي تستنهض به القوارب الغربية ، للنجاة من مصير السفينة الغارقة .
والشيخ حكمت الهجري ونصيره مروان كيوان ، عندما أعلنا خيانة الأرض والجذور، وتقديم الولاء لإسرائيل . قررا بذل دماءهما ودماء أتباعهما في سذاجة مذهلة ل دراكولا العصر نتنياهو، الذي يقتات في منصبه على الدماء ، غدرا من أبناء جلدته ، أوظلما من أصحاب الأرض، أو خداعا من الأغبياء السذج...
فكلما طالت الحرب كلما طالت مدة حكمه..
والدرزي الأكثر تعقلا رامي نخلة قد دعا( في فيديو مسجل له ) العقلاء من قومه إلى الإنضمام إلى طاقم السفينة الناجية ، فبر الأمان يلوح في الأفق حيث مشاريع النماء والبناء ،التي تعد بمستقبل كريم في ظل حكم إسلامي معتدل يمتد من سوريا فتركيا فالسعودية حتى الخليج (على حد تعبيره) .
فبدا بحق أنه السوري الدرزي العاقل الناصح لعشيرته وأهله ..ولكنه وبحسب المثل( خد وعين ) لم ينس أن يلوح محذرا الحكومة الجديدة أن العزة والكرامة خط أحمرللدرزي لاينبغي تجاوزه وإلا...
وإلا فإنه سيضطرإلى استجلاب كرامة مستوردة و إن كان ثمنها خيانة الوطن .
وفي قصص التاريخ يروى أن نابليون بونابرت عندما دخل النمسا فاتحا استقبله الضابط النمساوي الخائن الذي ساعده على دخول النمسا، فرفض نابليون مصافحته وألقى إليه بكيس من المال قائلا أنا لا أصافح الخونة ...فخسر الضابط الوطن والكرامة .
والخيانة لا ترتبط بعقيدة أو مذهب ولا يمكن أن تعمم على طائفة ، وكذلك الولاء والإخلاص للأرض والجذور ، فوليد جنبلاط أدان الاعتداءات الاسرائيلية على سوريا ولبنان ، كما أعلن أن السويداء جزء لايتجزأ من سوريا .
أما والده كمال جنبلاط قائد الفكرالتقدمي الإشتراكي المقاوم لدولة الاحتلال ، فقد دفع حياته ثمنا لمسيرته الوطنية عندما اغتالته أذرع حافظ الأسد في عقر داره في لبنان .
رحلة النبي موسى مع العبد الصالح الذي أوتي علما ورحمة ، ابتدأت ب سفينة مهددة بالغرق ولكنها نجت من قراصنة البحار، ثم عبرت بمرحلة من العنف ، ليقتل الغلام الفاسد الذي أرهق أهله طغيانا وكفرا. ولكنها انتهت إلى بر الأمان حيث البناء والعمار والازدهار في أرض تخبئ الكثير من الكنوز.
*وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما *
والفطين من يدرك الرحلة فيقفز إلى السفينة فيطهرها من القوارض الفتاكة ، ويصلح ثغراتها ، ويسدد بوصلة ربانها ، فالخير القادم لايناله سوى المخلصين العاملين بجد وإخلاص .
وسوم: العدد 1129