إهداء.. إلى أمّي الغالية رحمها الله

لطفي بن إبراهيم حتيرة

لطفي بن إبراهيم حتيرة

[email protected]

كانت أكبر من الوجع

على قبرها

لطفي بن إبراهيم حتيرة 

وقفنا على قبرها..

ليتها ترانا.. ليتها تسمعنا..

أخي وأبي وأنا..

أمّاه نحن هنا..

فهل تفرحين..

فهل تبتسمين لنا..

ليتك تنظرين..

ليتك تسمعين ..

نشيجنا..

ودعاءنا..

وكيف ترتعش أيدينا..

وتجري دموعنا..

قال إبني..

يا أبتي من هنا؟..

لو ترينه..

كيف يمشي!..

كيف يجري!.

وينادي..

أمّيمه.. أمّيمه..

هيّا أفيقي,.

لماّذا تنامين هنا؟..

لماذا لاتعودين معنا؟..

ولا تنامين في بيتنا؟..

غدا يا بني..ّ

غدا نذهب..

في غد نرحل..

لنلتقي أمّنا..

أمّاه..

يا أمّاه ما أقربك..

وما أبعدنا وأنت هنا..

ليس بيننا حجاب ولا باب..

غير أنّك أغمضت عينيك,

ونمتي في التراب..

ونحن قربك نبكي,

ولا ندري؟.

أنّنا قريبا سنمضي..

أمّاه..

تركناك هناك..

والشّمس تغيب وراء الضباب..

والريح تجمّع السحاب..

وقطرات المطر تنساب..

أمّاه..

نذكرك ونناديك..

نتذكّرك ونناجيك..

ونقف عند الشبّاك..

كنت هنا..

تجلسين معنا..

تنظرين إلى البّاب..

تقولين..

إنّهم بالباب..

إنّهم أحبابي..

سيأخذ وني إلى مكاني..

لأرى أمّي وأبي أخي وخلاّني..

أمّاه..

سامحيني..

لأنّي بكيتك كثيرا..

كطفل صغير..

وذكرتك  في فجر العيد..

حتّى جفاني  العيد..

لم أتعطّر ولم ألبس الجديد..

أمّاه..

سامحيني..

لأنّي تعثّرت في الطّريق..

وسقطت كالوليد..

و أصبحت كالعاجز..

والغريق..

أمّاه.. يا أمّاه..

ألا تسمعين..

لماذا رحلتي ولم تخبريني؟.

حتّى أقبّل جبينك..

وأقول لك .

أمّاه يا أمّاه سامحيني.. سامحيني..