اعترافات منجنيق في الأسر

بن العربي غرابي

ميسور، المغرب

حفظنا وصايا الأجداد

أن نمزق الأغماد

و نشحذ الأسنة بحثا عن الأمجاد

وأن نرحب بالحِداد في أفنية رُبانا.

لا حدود لليل والصبح في خيمتنا

كل الخرائط للمدح  والنهب والادخار

كل النوايا للأرامل فينا ندية

والسبايا ينسين في صحارانا رطانة آبائهن

بسحر ساحر وقدرة قادر.

رسمنا خرابات للإطراء

وقدنا قوافل الصقيع إلى الأصقاع

تهادت بنا خيلنا وشربنا كؤوس النبيذ

على قمم غاصة بالجواري والرخام

أَسَرْنا هرقل وأخصينا كسرى

ونمنا على فرش من حرير ما نسجته أيدينا

ولا جاءت به نوقنا من نجدنا القاحل الرملي الحزين.

يقول المعتمد في الأسر: "أنا منجنيق مكسور

قيودي أرفعها في وجه ابن تاشفين

قيودي أسفار قطعتها على صهوة الفرس

وأسفار سيقرؤها الجيل الناشئ في غبش التاريخ"

يرد يوسف: "المجانيق رسائل حب فاحش

من حبيب عاشق للريح إلى معشوق عليه ثأر ثقيلٌ

 دَيْنًا.

للمجانيق رفاق ملازمون يطربون لغنائها:

سيوف حتوف ورماح ملاح وخيول تجول

تجعل الديار للبوم سريرا"

يقول الحَجاج: "لا صديق لي في دنياكم

سوى جواد يسير بلا عناء

وظلٍّ آوي إليه، أضع فيه فائض الدماء التي تحملني

ومنجنيق يهد المساجد

والكنائس والقبور النفيسة".

أنا المنجنيق ولا فخر

النار مركبي ومَسراي ومَجراي ومُرساي

أعتمد وحدي على الأرض كشيخ قائم الليل والنهار

فانا المضيء الأغبر.

لا يمسني الماء إلا نفطا

وشُهْبا.

بالهواء أصبح لمعا وبرقا

فأرسم في الجو فُرجة للصبايا تُغريهن بلون الذهب

أحب السباحة والسياحة والنياحة والقفز والحفر في الصدور

ولا أصبِّح قوما إلا قلتُ لهم:

عِموا صباحا، ولأطفالكم وأرحامكم وحرثكم كلُّ الخير مني.