في تَشييعِ أمِّ صَديقْ

طريف يوسف آغا

[email protected]

أتَيتُ اليَومَ لأُشَـيِّعَكِ ياخالـةْ

وأقولُ لَكِ لاتَحزَني فَما الحَياةُ

إلا رِحلَةً نَحنُ فيها رَحّالـةْ

مَهما فَعَلنا ومَهما تَوقَّفنا

في يَومٍ مَعلومٍ ...

سَـنُتابِعُ كُلُّنا التِرحـالَ

ومِنْ بُقعَةٍ مَعلومَةٍ في انتِظارِنا

لَنْ نُحمَلَ إلى غَيرِها

مَهما أكثَرنا التِجوالا

حَمَلناكِ ولانَعرفُ مَنْ سَـيَحمِلُنا

ومَلأنا بِكِ جَوفَ الأرضِ

كَما تُملأُ الحَصالَـةْ

إنْ نَمشي فَوقَ التُرابِ خَيلاءً

في الغَدِ نُصبِحُ تَحتَهُ

ويُصبِحُ هوَ فَوقَنا الـمُخـتالا

فإنْ تَركناكِ وَرائَنا وذَهَبنا

لاتَحزَني فكُلُّنا سَـنُترَكُ يوماً

وتُردَمُ فَوقَنا الأوحـالَ

هَذِهِ هِيَ سِـنَّةُ الكَونِ

لايَبقى شَـئٌ على حالِهِ

إلا سُـبحانَهُ مُغَّيرُ الأحـوالَ

وهَذِهِ هِيَ سِـنَّةُ الحَياةِ

نُقَطِّعُ فيها الأيامَ ولانَدري أنَّها

هِيَ التي تُقَطِّعُ مِنّا الأوصـالَ

في كُلُّ يَومٍ يُزرَعُ فينا نَصلٌ

فَلا نَدري إلاّ وقَد امتَلأَتْ

أجسـامُنا جُروحاً وأنصـالا

لكُلِّ أَمْرٍ في الحَياةِ فَتوى

إلا الموتَ أعيا أمرُهُ

الحُكَماءَ كَما الجُهّـالا

ولاأرى الحَياةَ أكثرَ مِنْ

مَحطّاتِ سَـفَرٍ تَغُصُّ

بأجيالٍ توصِلُ أجيالا

فإنْ تَرحَلينَ فَعَزائَكِ أنَّكِ

إنَّما تَرَكتِ وَرائَكِ

أولاداً كِراماً وأفضـالا