جاروشة ستي

ستي بهجة

اسم على مسمى

خادمة الأرض كانت،

وراعية الزرع والضرع

وحضناً دافئاً يجمع الأطفال،

كان الوجه رغيفاً خارجاً من الطابون للتّو.

طابونك لم يبرد يوماً،

لم تعطش زيتوناتك يوماً، حتى في عز الحر.

يا صانعة الفخار،

مطواعاً كان بين يديك الطين

كنت تقولين:

"يا ريت حظي مثل الطين،

كيف ما مال أعدله".

ها أنت تروين حكايات الأيام،

تدور الجاروشة معها

تملأ جو الدار،

تحت الدالية السمراء تديرن الرحى

فتغني الجاروشة لحناً

يملأ أذني

يعلو، يهبط،

لا يذوب، لا ينتهي،

لا يطاله التعب،

يطير من الباب الشمالي

يطربني عند البئر،

جاروشتك يا ستي

ما زالت تطعمنا كل شهي،

جاروشتك كسبيل الماء كانت

لكل نساء الحارة

ووجهك الوضاء مليء بالترحاب.

قلت ابتسمي للصورة يا ستي

فلماذا لم تبتسمي؟

أي همومٍ سرقت تلك البسمة،

أية ذكرى خطرت في البال،

أي غيومٍ عبرت،

مثقلة بأحزان سوداء،

أي غيوم حجبت تلك البسمة؟

كنت البهجة،

ما زلت البهجة،

يا ستي بهجة.

وسوم: العدد 1007