عن أي عيد تتحدثون؟!

ما تزال في بلدي جثة ..

لا تستوطن المشرحة، بل يغزوها حطام أبنية ..

المدينة المقفرة ..

لا يواريها الورى في المقبرة ..

أجزاؤها متناثرة ..

شلال من دم الشهداء البررة،

وشعب أثقله النفي والتهجير ..

كأنه أعواد نخل متناثرة ..

سنوات عجاف لم يشهدها يوسف

وقومه مذ حبكت زليخة مؤامرة ..

نسوة قطعن أيديهن بسكاكين

قلبت موازين القوى..

من مصر إلى مزدلفة .. إلى الشام وفلسطين.. إلى بلاد الشام كلها ..

وبلاد لم تخف عن الورى ..

عن أي عيد تتحدثون؟! فشلال دم

لم يمزق فحسب قلوبا منشطرة،

بل تجاوزه إلى طائفية منكرة،

ومؤامرة نأمل في أن يغفرها أطفال بعمر براعم زهر منتظرة ..

في بلاد عربية .. مرهقة .. جريحة

من توالي النائبات الكبرى .. سماؤها شديدة الحمرة ..

تتشظى في محنتها لتعزف نشيدا دمويا لملحمة كبرى ..

استبداد لم يشهد عصر الكواكبي نظيرا له، بل حبكته مسرحية عنوانها حكم العالم ومناورة جديدة لحرب ثالثة تشهدها الدول العظمى ..

لنرفع دعاءنا متجهين إلى الله في وقفة عيد الفطر .. عسى أن تحدث معجزة كبرى ..

مؤلم أن تتكرر أعيادنا وما يزال الواقع يرسم نفسه بالوجع ..

وسوم: العدد 1028