وداع هريرة

وداع هريرة

د. صباح لخضاري

تعتيم:

ودّع هريرة إن الركب مرتحل *وهل تطيق وداعا أيها الرجل

الأعشى

"ودّع هريرة" اليومَ

كلاّ لن أدفنها ولن أبكي

ولن أقف كالمسمار الصدئ

أنخر دماء الأطلالْ

وأحسو حبات الكثبانْ

وفؤادي جلنّار نارٍ

كحساسية الرمانْ

ولن أغني

"يا فؤادي أين الهوى"

لن أدعو بخصوبة الأمطارْ

ولا بسلامة الأسماء و الأمصارْ

ولن أنعم الإصباح و الأماسي

ولن أبعث برياح الصَّبا

آه ..صبابتي

فالمطر لعبة لنوتات الماء التائهِ

والغاباتُ أجِنَّة في رحم الكونِ

حبلها السريّ سرداب للروحْ.

 يا صاحبي: 

الوداع مخاض كالعقمِ

وجع ، فزع، كاليتمِ

جرح متجدد الحمض

في يوم مكهرب العصف

 يا... صا.... حبــــــي.