هذيان الصعاليك

أحمد علي عولقي

[email protected]

أمير الصعاليك

1

أعجبت بصعاليك العرب

في ذلك الزمن القديم

وسرت على نهجهم

بطريقة العصر الحديث

لبست عباءة القمم الشامخة

والتحقت بطلائع النضال

في تحدي للمصاعب

ومجابهة المخاطر

من اجل المبادئ والقيم

وتحرير الوطن

سرت رديفا للموت

مؤمنا بان الأجل في اللوح

فلا خوف بعد الآن

فالمكتوب على الجبين

لا بد ان تشوفه العين

أخذت سيفي ودرعي

وامتطيت صهوة جوادي

سلكت درب الصعاليك

لألحق بهم وسير في ركبهم

واجهت المصاعب والمتاعب

حتى التحقت بهم

خضنا غمار الحروب

عشت معهم ومن ضمنهم

وأصبحت أمير في صفهم

قائد مجموعة من بينهم

تحديت المخاطر

سرت في المقدمة

الخوف لم يكن من صفاتي

واجهت النبال والرماح

2

شرير قاطع طريق

صرصار...

قرصان محترف زنديق

غزا بجيوشه القبيلة

استولى على أرضها

واستحكم بأهلها

نصب نفسه ولي أمرها

أعلن شباب القبيلة الاستنفار

ومقاومة الاستعمار

تكونت الجبهات

في الجبال والوديان

ناضل كل أبناء القبيلة

الشباب والشيبان

الأطفال والنسوان

دوخوا المستعمر الشيطان

قرر القرصان ترك القبيلة

وبنية خبيثة

سلم الحي والقبيلة

لمجموعة رهيبة

أعلنت نفسها

أنها هي وحدها

المتحكمة في أمر القبيلة

على الجميع السمع والطاعة

قامت تلك المجموعة الرهيبة

بحملة واسعة وحصار

مطاردة واعتقال الثوار

حتى استقر حكمها

ومسكت زمام الأمور كلها

دبت الخلافات فيما بينها

تحولت كالنار تأكل بعضها

3

أمير الصعاليك اصيح مطاردا

في البراري مشردا

ومن قبيلته وقريته مبعدا

التقى بشيخ جليل

فواساه بحديث جميل

يا بني لا تيأس

لا تحزن على ما جرى

فكل شيئا بقضاء

فلو كنتم مكانهم

لفعلتم مثلهم

أو أشد منَهم

وقتلتم بعضكم

وأهلكتم شعبكم

4

اعلم يا بني

ان من تسيد على القبيلة

وليس بأهل لها

وبغير إجماع أهلها

فستراق الدماء الكثيرة

في كل حي من أحيائها

سوف تطالة

لعنة القبيلة كلها

وتحرقه بنارها

لن يجد الوقت الكافي

ليقول يا ليتني ما اعتليت عرشها

دموع القلم

مجرد خاطرة أدبية في حله ثورية

سطور مستوحاة من الثورات العربية

ليس لبلد معين ولكنها تحكي واقع مؤلم لثورات العرب

الدارس للثورات العربية لوجد حالة الاقصاء عم وطم بين أبناء البلد الواحد

~  ~

صعلوك محارب قديم تنحى جانبا ترك رمحه وسيفه استبدلهما بالقلم والورق

قديما كان الثوار بعد تحقيق الانتصار يتحاربون من يستأثر بالغنيمة...أما الآن ؟ !