طلقة الغدر

طلقة الغدر

مؤيد طه

طفل يرتمي على قارعة الطريق 

وبدمائه يتخبط كالغريق 

طلقة غدر كان لها لا يطيق 

كانت زفرة في صدره 

ونهاية الشهيق 

رفض الطفل الموت للحظة 

وتمنى أن يكون 

في حضن أمه خليق 

فتسمع ألم قلبه بريء 

ويخطف خده قبلة 

من ثغرها الرقيق 

ولكن الموت آبى 

إلا أن يكون 

بدل ذراعيا أمه 

بجسده يحيق 

صرخ... أبي... أمي... 

لا عيوناً ترمق العشيق 

رحل الطفل 

دون أن يدري 

بأن عيناه على وجه 

أمه لن تستفيق 

صرخ الأب بصوت 

ألمه العميق 

بكت عيون الأم بدمع 

بمثله لن تبكي رفيق 

فيا صبري اصبر 

والصبر من صبري يضيق 

وليس مثل قلب الأم 

في الخلق رقيق 

ماذا سأتذكر لمسمعي 

غير صوتك الطليق 

وعيناك اللتان تشع البريق 

وخطاك الأولى مع الجدران 

والأغاني لغيرك لا تليق 

ماذا سأتذكر 

ورائحتك في صدري 

وعبق عطرك 

ما زال يلبس قميصك الأنيق 

ماذا سأتذكر 

أسورتك أم يدك 

أم حجابك المعلق 

مع طوق العقيق 

أم مبسم ثغرك 

الذي تورد 

على حلمتيا صدري 

يرتشف الحليب 

ويهديني الرحيق 

أم دفء فؤادي 

الذي أشعلت به الحريق 

ماذا سأتذكر يا طفلي 

وقلبي بعد رحيلك 

أصبح كوخاً عتيق