أخبر العالم عنا

همسة بنت صادق

أم البراء

كالشّهد ، تخطفُ السّنا برقتها وحلاوتها

بمهجةِ ليلكها الساحر

بسموّ مرافئها الوارفة بالعطاء

يغمرها حباً تاقت السحاب لضمِّهِ

وحنَّت له سياج الجنان

المصفوفة بكؤوس الأقحوان

كالغيدق ، تنهمرُ أثيثةً غزيرةً

تعلو كلَّ شطآن الجوى

تلمعُ رغم هشاشتها ، كلمعانِ الندى

على خدودِ الوردِ الحاني بدلال

هي

أرواحنا التي وُلِدت يتيمةً للأحزان

أُرضِعَت ميلاداً يُقاسِمُ كلَّ ألم

كلّ جرحٍ ينزف بالتضحية بالوفاء

سابقتْ المارّين بها ، الذين لم يكترثوا

ليُتمها ، لضعفها ، لسكونها

ظلّت طريدةً ،كشبح الذكريات

كمروجٍ من ينابيع النسيان

مرّت تُلقي التحية على كلّ زاوية

كانت تملكُ مفاتيح قصةٍ حزينة

أبكتْ العالمَ من صمتها الأسير

في زنازين الحياة

مِثلها ،،، هي

نفوسنا التي اشتاقت

لرؤية باريها ، وهي مخبتة ،ذليلة

لربِّ البريّة

فياسائلاً عنا

ونحن في الكَفن

كيف كانت دنيانا

وكيف فيها كنّا

أخبر العالمَ عنا

بأننا كنا في هذا الزمن

أنقياء

لانحملُ بحارَ حقدٍ

قد غرق فيها كثيرٌ من العباد

لانموجُ في متاهاتِ ظلمٍ

قد تاهَ فيها كثيرٌ من الطغاة

كالآلئ كنا

في أصدافنا نُبحر

لاندعُها حتى يرحبَ بنا

شُعاعَ بدر ٍ

أو

نسيمَ وداع

الغيدق : المطر الغزير

الجوى : الحرقة

أثيثة : كثيفة