بين غفوة وصحوة

بين غفوة وصحوة

مادونا عسكر

غفوة،

ثمّ صحوة،

ثمّ ومضة...

وينشقّ حجاب الشّعرِ

وتفوح من أرض جديدة قصيدة عطرة

تمهّد للحبيب الآتي على سحابة قلبي

ليحملني إلى جبل عظيمٍ

يبارك نهر الحياة الصّافية...

إنّه الوقت السّحرْ،

لحظة، تطلّ على أمس وحاضر وغدِ

برهة، تظلّل أنفاس الحبّ الأوّلِ...

إنّه الزّمن الدّهرْ،

زمن الحبيب المتجلّي في سرّ الرّيحْ

القائم في المدينة الجديدة

الأمين على بكائر الشّوق المزهرة...

بشائر نوره تطوي صفحة الأفلاكْ

يبكي الرّعد دويَّه الأخير

وينتحب البرق شراراته الختاميّة...

يهيمن صوته على أطراف البحر فيذوب وينجلي،

وتمتدّ يده المقمرة تقول كلمتي الأولى

وتضيع في أنفاسه أنفاسي...

ومضة،

ثمّ صحوة،

ثمّ غفوة...

أسدل العينين على رجاء عظيمْ

على رؤية حبيب متجذّرٍ في روحي

مترامي الأغصان نحو السّماءْ...

من قلبه أمنحه حبّاً وافر العطاءْ

ومن سكناه وطناً ترقد فيه حروف اسمي...

رؤياه عند احتجاب البصر نعمة

وعند انكشاف البصيرة هناء وبهجة...

 ألا خذ نور العينين يا سيّدي الحبيبْ

وامتلك سنا البصيرة،

واحفظهما زيتاً مقدّساً في سراج عينيكْ

واترك لي أجفاناً منسدلة

ترنو إليك ولا تشبعُ....