حنين لا يصادقه الغناء ..

منيرة سعدة خلخال/ قسنطينة/ الجزائر

[email protected]

في منتهى الفراغ الصائب،

المندّى بعنفوان الفضّة

وأسماء المطر،

رديفة الميلاد ..

 في مبتدأ الحكي

أسطوانة الشعر، تدور

في فلك النسيان ..

وفي متّسع الجفاء الرشيد ..

وفي منقلب الرجاء،

 وفي وفرة هاتيك النبرة،

وفي عزّ الصفاء،

 تمشي وظلّك

متناثري الخطوات العليلة

متعانقي الخيبات البديلة،

مستبشرين بالهدوء المغير،

تنصتان إلى نوبة الصحو ..

كما يجدر بطفلي البياض ..

 تقف الأشجار المصونة بباحة الهتف

متلكئ لسانها،

منصبّ سؤالها على مضض الإكتمال

أمام ما يحمله الصباح

من زبد العجب ..

 أجساد هجينة من منبت السوء

تلفظها الدروب العناكب

مشوّهة من حيث تعلم

ومن حيث يقتصر الفرار ..

تتدافع / غير متراحمة / عند البئر

تراثية المورد،

غير مأمونة اللمّة :

" قلّب حجرة ، تلقى ميات شيطان" ..؟

 والصباح شاعر، مستوثق الحسّ

مغرورقة يداه باحتساب المودّة الهاربة ..

غبار خائن يفتك برئة اليوميات

محزونة الخاطر،

فيما يعود الربيع ربيعا بكرم اللّه،

بساطا من كائنات خرافية

اللّون و " الزئير" ..

 بالكاد، أعرف هذا الصباح ..

المنشق عن قسوته، غنيمة الوقت،

المفدّى بحروب البقاء،

يمتدّ مني إليّ،

في رفعة المطر و هو ينزل آمادا

بمقام الضوء

ينقر الدنيا بمهماز الإبتسامات

خافتة، حنونا في كهرباء الوشم

وهو يطلّ عليّ من أثير الأساطير

المتزاحمة ببال القلب ..

ترهف الشدو في يقظة الهمس

موصولة بغنج النعاس

المفتون بعطر التحية

تتفتّح في دفء السماء الرحيمة

حبيبة الأرض،

تغامر صوب الحلم ..

 ممتلئة بك،

موجا متسلّقا خرافة الشاطئ

منتبدا غواية الراحة، تسلبه النجوى،

ليعود مع جزر القلب

محكوما بمستقرّ الحكاية :

" مسافر عابر سبيل،

وأنت وقّفت الرحيل،

ضيّعت عقلي،

وأنت في العقل الدليل " ..

 من كان المغنّي،

في ذلك الفصل من انكسارات البرد

بأصيل اللّغة ؟

كيف انتهت إليه الصحراء ،

فاغرة هجيرها لأنواء التعب ؟

وكيف تدفّق بالحنان ووهب ..؟

 هل كان يبصر في هدير الصوت

همهمة الشوق

تنزاح دون تودّد إلى غمرة الوجوم

في انفلات المقام من حضور " سيّدة السلام "

بليل المدينة،

لم يعد يأبه للصّبح

حين ارتجى من الشمس عودة

" بعد سنة ، مش قبل سنة " ..؟

 بالكاد ، تسعفني نظّارتي

فألمحك ..

بنصف تبصّر،

موسما للبليري،

يقطفه الصباح المغادر في مطلعك

بأقلّ بكثير من توق

يسافر – عفوا – في مطمحك ..

 مفعمة بك،

ما المسافة،

وقد اعتراها خجل الطريق

فانحازت لصوت فيروز

صديق القلب:

" أنا يا عصفورة الشجن " ...

 هكذا ..

تأخذ منيّ الروح

وتتركني في مهبّ القصيدة

رواحا بغير ذي حال ..

 وبعد،

كيف أقصّ منامي،

يهزّه البياض من جدعه

فيسّاقط ندفا بهيّة

أرصّعها بما يشاء البدء المربك

من احتمالات الحياة ..

ثمّ،

ها أمسك / الحالة / من خصرها

أنظر في عينيها الواضحتين

يتجرجر حدسي حتّى

ينسكب بيدي ملحا

يافعا من يقين الحسرة ..

في الجعبة، تمرين على موت آخر

يصل الدرس بأصل الأمنيات

متبوعا بشرود الفصول

خلف جياد الطبيعة

خبب على نبضه تتراقص

وجهة السرّ المكنون ..

أيّها الخراب الجميل

منفى الفرح وغربة الآه

حين تجفّ ينابيع الشفق

المشعّ بليلي رسولا للتفكّر

مضاءة أسماؤه بتماثيل الأحلام ،

هزء " الجوكوندا " من أسوار التصوّر

تذيبها ابتسامة، إلتفاتة  ونظرة ،

من عزوف السلام عن السلام ..

تلاقي الجمعان : الحزن و الحزن

في حادثة الصمت المفصّلة ..

أهنّئك بعزفك الغريب

على أوتار المساء

إذ يدنو من رشده

وقد تلاطمت أنّاته

واستوى في طموح الضياع

حنينا لا يصادقه الغناء

وفي غمرة الغياب،

تشتقّ الحقيقة لونها

من بوادر الشوق

سقف النهار القرميدي

وجدرانه سليلة الكثبان البارقة

ويصحو البحر في مغيب

تكتحل به عين المرآة

إذ تدعوها : حبيبتي ..

والطريق قدسية المعنى

مترامية التغريد

بين صمت وصمت

تزداد الأرض اتساعا

 وتقترب السماء من

أبجدية الـ  قد ..