مواساةُ ذاتٍ لذاتْ
مواساةُ ذاتٍ لذاتْ
مصطفى أحمد البيطار
من تراكم الآلام .. وتلال الأحزان ..
وكهوف الأوهام ..
وجمهرة الظلم والظلام..
أبرقُ لك على تلغراف الشرايين ..
ومحطات الأوردة الحمراء..
لأقتحمَ جدار الصمت..
بهمسات الوجد ..ونبض القلب....
لمن نحب....
ونعلنُ الحبَّ الطاهر العفيف..
مع شروق الشمس.. لأصحاب الفضيلة. .
مع ارتعا شات خيوط المطر .. فوق أمواج الخميلة..
أقول : وبصوت غير مجهول..
يا أيها الأمل الساطع... والبرق اللامع ...
على مدى الأفق البعيد الشاسع..
أدعْ أفياء ظلالك وضياء شعاعك..
يستطيلان على مدِّ الجسور ..
فوق صدق الود والحب داخل الصدور..
لأجساد أنهكها جور الليالي ..
واعتراها الوهن والسأم والملل..
من تلاطم أمواج الحياة ..
وزورق الأحباب ..الذي جرفه سيل الدموع..
وربانه الذي مات ..
أبرق عبر السماوات للأحياء لا الأموات..
أن رفات زورقي سيحيا من جديد ...
رغم كل المناورات ..
في عقارب زمن توقفت فيه عجلة الحياة...
و كتمت به الأصوات..
يا أيها القبس السماوي ..
أرو قلوبا عطاشاً ..
قد اشتاطت من شدة اللهب المذيب ..
في صحراء الضياع وهجير الحيرة..
يا أيها الصبر تصبَّر..
وبرهن أنك في الحياة الأجدر..
كاد الصقيعُ يتجمَّر.. والبحر يتصحَّر ..
يا أيها البرق لي فيك أمل ..
تمهلْ عليَّ فلا تعجل..
جعلتُ رياض قلبي مزرعةً..
لبذور حُبٍّ بصدقٍ العفة والإخلاص..
تحتضنها أنداءُ طللْ..