إلى روح إيلان أينما رفرفرت

عبد الرزاق اسطيطو
stitoabderazak@gmail.com

أنا هنا يا أمي على الشط

أنا على الشط لا ألهوياأمي

ولست نائما كما في غرفة نومي

ولا حالما كالنوارس العائمةعلى الموج

ولا هائما بعشق لوطني

المسفوح دمه على الرمل

ولا لاجئا توسد رمل البحر

هربا من ويلات القهر

ولاغريبا يا أمي في انتظار

قارب يخلصه من قسوة الدهر

أنا هنا ياأمي روح عاشقة للطفولة

وللنوارس

وموج البحر

تعبت من المشي ياأمي

ومن الصراخ والجوع والقهر

ومن القتل والحروب والغصب

ومن ظلم ذوي القربى ياأمي

والطعن من الخلف تعبت

ماذنبي أمي إن ولدت عاشقا للحلم

كما الفراشات على الزهر

لكي يصفدوا أحلامي

ويحرموني من التيه في الأرض

ومن لقمة العيش؟

ماذنبي أمي

إن شردتني قبلية العرب

وعشقهم لبراميل النفط؟

ماذنبي أمي

إن حملني اليم حجة على قومي

وصيرني دمعة في العين

وغصة في الحلق

وجرحا في القلب

دليني أمي على قبري

لأنام فيه بالقرب من روحك

قرير العين

وازرعي في ترابه أشجار الياسمين

حتى إذا ما اشتقت إليك

اسقيها بدمعي

واذكريني أمي كلما زرت بلدتنا

وبيتنا وأهلنا وأشجارنا وحرثنا

وبلغي سلامي وحنيني

لأقراني وهم يلعبون تحت القصف

ذكرهم بإيلان وبعشقه للبحر.

وسوم: العدد 632