قراءة انطباعية لكتاب غرابيل نقدية (بين الفُصحى والعامية) لمؤلفه الأديب: عادل حبيب القرين

ياسين محمد الحداد

clip_image002_a5203.jpg

لقد جاء قول: "الناقد بصير"، وكذلك أنَّ الناقد يرى ما لا يراه الكاتب نفسه..

وقراءتي لهذا السفر القيم من وجهة نظري ليس من باب النقد الجارح والعاطفي وإنما هو تقيم..

وإعجابي بما سطرته أنامل الأُستاذ (عادل).. حيث أنه وضع يده على مواضع الألم لمجتمعنا الكريم؛ لأن الطبيب الحاذق لابد له من شحذ مبضعه حتى يخلص المريض من وجعه المبرح، وحتى ينعم بالشفاء من دائه العضال..

من هنا سلك الكاتب الموقر مبدأ الصراحة والكشف عن الخبايا دون مواربة أو مجاملة؛ لأن الوضوح والكشف لا يعني التشهير وفضح الآخر على أنَّ الكاتب الأريب لم يذكر أي اسم، وهي في حد ذاتها قمة الأدب والذوق وحفظ كرامة الآخرين..

وكما جاء "أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية"..

ولكن الصراحة أحياناً تقتضي الكشف والتعرية لواقعٍ مريرٍ يعيشه المجتمع وبالتالي انعكاسه السلبي على الأمة بأسرها إذا تُرك هذا الداء ينخر في الأجسام لتتحول بعدها الأجساد إلى جثث هامدة تنتظر من يلحدها في قبورها، ويهيل التراب عليها، ويقرأ على روحها الفاتحة!

وقد تجلى لي من خلال قراءتي لهذا الكتاب الرائع الآتي:

ــ إن الكاتب لديه إحساس مرهف من أيام طفولته بالإضافة إلى العين الفاحصة واختزان التجارب الإنسانية..

علاوة على تربيته الفاضلة بمنزلٍ توفرت فيه مقومات بناء الشخصية الإنسانية من أبٍ مكافحٍ وبقية العناصر الأخرى..

ــ عمق التفكير في القضايا الإنسانية بعيداً عن روح المزايدة والمتاجرة بها كما هو سائد ــ مع شديد الأسف ــ عند بعض أفراد مجتمعنا هذا وغيره..

ــ الصراحة والوضوح في كشف الداء الناجع والناجح، وقد يسبب تناول هذه القضايا بعض المعاناة من مرارة المذاق وغيرها من الأعراض الجانبية..

ولكن ما الحل إذا كان استفحال الحالة المرضية في المجتمع قد وصلت إلى هذا الحد الذي لا يجدي معه نفعاً إلا هذا العلاج الصعب المستصعب.

وأخيراً وليس بآخر سلامة لغة الكاتب من الأخطاء سواء كان في الأسلوب أو من الناحية اللغوية والإملائية بالإضافة إلى سهولة الطرح وعفويته وعمقه من غير تكلفٍ أو تقعرٍ ممجوجٍ في اللغة..

وإنَّ ما أشرت إليه في نهاية مقالي هذا هو ما يتعلق باللغة ذاتها باعتباره مجال تخصصي..

وفق الله أخانا الكاتب إلى المزيد من العطاء في مجال الفكر والأدب والتقدم والسؤدد في  باقي شؤون حياته الكريمة..

وسوم: العدد 865