العلامة ف. عبدالرحيم وكتابه (معجم الدخيل)

العلامة ف. عبدالرحيم وكتابه

(معجم الدخيل)

أيمن بن أحمد ذو الغنى

عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

لا يفتأ العلامة الهنديُّ د. ف. عبدالرحيم - مديرُ مركز الترجمات بمجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنوَّرة، على ساكنها أفضلُ الصلاة وأتمُّ التسليم - يرفِدُ المكتبةَ العربيَّة بالجديد من بحوثه ودراساته العلميَّة الرصينة في أصول اللغة العربيَّة. ومذ نهضَ إلى دراسة كتاب الإمام أبي منصور الجواليقيِّ (ت 540هـ) الشهير "المعرَّب من الكلام الأعجميِّ على حروف المعجم"([1]) ونال عنها شهادةَ الدكتوراة([2]) من جامعة الأزهر سنة 1973م= وهو يُعنى بتتبُّع الألفاظ الدخيلة في لغتنا العربيَّة الفصحى ودراستها، فاستدرك على الجواليقيِّ قدرًا كبيرًا من الألفاظ، بلغ في كتابه "القول الأصيل فيما في العربيَّة من الدخيل"([3]) خمس مئة (500) كلمة، وفي كتابه "سواء السبيل إلى ما في العربيَّة من الدخيل"([4]) أربع مئة (400) كلمة.

وامتاز عمله بدراسة الألفاظ الدخيلة دراسةً علميَّة غير مسبوقة، اتَّبع فيها النهجَ الذي سلكه في دراسة ألفاظ كتاب "المعرَّب"؛ إذ عزا كلَّ كلمة إلى لغتها الأصليَّة، مُستدركًا ومصحِّحًا ما زلَّت به أقدام اللغويِّين المتقدِّمين في ردِّ الألفاظ الدخيلة إلى لغاتها الأم، ولعل من أهمِّ ما امتازت به دراستُه ذكرَ أصول الكلمات الدخيلة مكتوبةً بحروفها الأصليَّة، مع إيراد المعنى الأصليِّ لكثير من هذه الكلمات، والتنبيه على أغاليط اللغويِّين السابقين في بيانها، وتوضيح التغيُّرات الطارئة على بناء الألفاظ الدخيلة عند تعريبها، وتعليل هذه التغيُّرات من الوجهة الصوتيَّة.

وما كان ليتأتَّى له ما تأتَّى على الوجه الذي أدَّاه به= لولا إحاطتُه بجمٍّ وفير من اللغات العالميَّة الحيَّة والبائدة، وقد أربى ما يُجيده منها ويُتقنه على أربعَ عشرةَ لغة، من أهمِّها: العربيَّة (وله فيها مؤلفات)، والإنكليزية (وله فيها مؤلفات)، والأردية (وله فيها مؤلفات)، والفارسيَّة، والهندية، والتاميليَّة، والفرنسيَّة، والألمانيَّة، واليونانيَّة، والتركيَّة، والعبرية، والإسبرنتو، والسنسكريتيَّة، والآراميَّة (السريانيَّة).

ووظَّف معرفته الجيِّدة باللغات في دراسة ضافية للأصول اللغوية لأسماء الأعلام الواردة في قصص الأنبياء، في كتابه النفيس "الإعلام بأصول الأعلام الواردة في قصص الأنبياء عليهم السلام"([5])، ويشمل الأعلامَ الواردة في القرآن الكريم، والأعلامَ الواردة في كتب السِّيَر والتاريخ والتفسير؛ لأزواج بعض الأنبياء وأولادهم، وللملوك المعاصرين لهم، وللمُوالين والمعاندين لهم، ولرجال صالحين وغيرهم، وذلك لأنه قد وقع في أسماء الكثير منهم تصحيفٌ وتحريف، وتعدَّدَت صيغُ كثير منها.

(معجم الدخيل في اللغة العربية الحديثة ولهجاتها)

ولم تقتصر عنايتُه في هذه البابة على دراسة الألفاظ الدخيلة في اللغة العربيَّة الفصحى، ولكنَّه تجاوزها إلى دراسة الألفاظ الدخيلة في اللغة العربيَّة المعاصرة ولهجاتها المختلفة([6])؛ من شاميَّة ومصرية وسعودية (حجازية ونجدية)؛ فأخرج في عام (1393هـ/ 1973م) كتابَه الماتع "الدخيل في اللغة العربية الحديثة ولهجاتها"، وكنت صوَّرت نسخةً من هذا الكتاب عن نسخة شيخنا العلامة الجليل عبدالرحمن الباني - رحمه الله تعالى - التي أهداها إليه مؤلفُه سنة 1402هـ، حين كان زميلاً له في اللجنة التي وضعت نظام (معهد تعليم اللغة العربية) في أندونيسيا، التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميَّة بالرياض، وكانت اللجنة برئاسة العالم الأديب د. عبدالرحمن رأفت الباشا رحمه الله. وقد اشتمل الكتاب على قرابة (800) كلمة.

وفي زيارة لي للمدينة المنوَّرة عام 1423هـ، جعلت من همِّي التعريجَ على مجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف للقاء ثلاثة من أركانه من الأعلام الذين طالما تطلَّعتُ إلى لقائهم والاتصال بهم؛ وهم: خطَّاط المصحف الشريف المفنُّ المبدع عثمان طه، والعالم اللغويُّ المحقِّق د. أحمد الخرَّاط، وعالمنا الجليل الشيخ د. ف. عبدالرحيم، حفظهم الله وأمتع بهم.

ولقد سعدتُّ حقًّا وأفدتُّ بمجالستهم جميعًا، وكان كتاب د. ف. عبدالرحيم "الدخيل في اللغة العربية الحديثة ولهجاتها" من الموضوعات التي تناولتها مع فضيلته؛ إذ كنت سجَّلتُ له بعض الملاحظات والاستفسارات، فأخبرني أنه قد أجاب عنها كلِّها في الطبعة الجديدة التي أعدَّها للكتاب، وأنها على وَشْك الصدور بإذن الله. ولكنْ شاء المولى بحكمته - لظروف خارجة عن إرادة المؤلف - أن يتأخَّر صدور هذه الطبعة الجديدة إلى أواخر السنة الهجرية المنصرمة قريبًا 1432هـ (أواخر السنة الميلادية الحاليَّة 2011م)، وكنت في إبَّان هذه السنوات أتشوَّف إلى الطبعة الجديدة بما فيها من زيادات وتصحيحات، وما تشرَّفت بزيارة طابة الطيِّبة بعد ذلك إلا وسألتُ أستاذنا عن الكتاب، ورغبتُ إليه في التعجيل بإخراجه.

ولئن تأخَّر صدور الطبعة الجديدة منه كثيرًا؛ إنها صدرت بأبهى حُلَّة وأشرق صورة، عن دار القلم بدمشق؛ لتكون كتابًا جديدًا مستقلاً ناسخًا للطبعة القديمة بعنوان: "معجم الدخيل في اللغة العربية الحديثة ولهجاتها"، وقد تضاعفت فيها الألفاظ المدروسة فبلغت (1600) كلمة؛ مما يرد في العربيَّة الفصحى، وفي لهجات بعض أقطار المشرق العربي.

وقدَّم للكتاب بمقدَّمة مهمَّة تناول فيها ظاهرةَ التقارض بين اللغات؛ على أنها ظاهرةٌ طبيعيَّة وعامَّة في جميع اللُّغَى، وأنها من عوامل إثراء اللغات في مفرداتها، ومن ثَم قيل: (إن نقاء اللغة - أي لغة - من شوائب الدخيل دليلٌ على فقرها). ولم تشذَّ العربيَّة عن مثيلاتها، فأخذت وأعطت؛ غير أنها زهدت في الأخذ وأجزلت في العطاء.

وذكر أن لكلِّ عصر ألفاظًا دخيلة، فنرى أن معظم الدخيل في العصر الجاهليِّ من اللغات الفارسيَّة والآراميَّة (السريانية) واليونانية. وفي بعض العصور الإسلاميَّة كثُرت الكلمات الدخيلة من التركيَّة والفارسيَّة. أما في عصرنا الحاضر فأكثرُ الدخيل من اللغات الأوربيَّة؛ كالإنكليزية والفرنسيَّة والإيطاليَّة، ودخل في لهَجات الخليج كلماتٌ من الأردية.

وهذه الألفاظ الدخيلة؛ منها ما استقرَّ في لغة الكتابة، ومنها ما بقيَ محصورًا في لغة التخاطب دون لغة الكتابة.

وأشار إلى أن ما دخل العربيَّة في عصرنا هذا لم يكن كلُّه مما تدعو الحاجة إليه، ولكنَّه دخل بسبب ما تعيشه الأمَّة من ضعف وهوان وتقليد أعمى للغرب المتقدِّم وانبهار بحضارته وإنجازاته ولغته! على أن عددًا غير قليل من الكلمات الدخيلة وُضعَت لها كلماتٌ عربيَّة بديلة لاقت القَبول في كثير من الأوساط وكُتب لها الذُّيوع والانتشار؛ من مثل: الهاتف بدل التليفون، والحافلة بدل الباص، والشاحنة بدل اللوري، والتأشيرة بدل الفيزا، والناسوخ بدل الفاكس، والحاسوب بدل الكمبيوتر، والقرص المدمج بدل السي دي... وما تزال الحاجة ماسَّة إلى بذل مزيد من الجهد في هذا المضمار، مع ضرورة أن تتولَّى وسائلُ الإعلام إشاعةَ هذه البدائل العربيَّة الأصيلة والمحدَثة ونشرها بين الناطقين بالضَّاد.

ولم يقتصر الكتاب على ذكر الألفاظ الدخيلة في اللغة العربيَّة المعاصرة، وإنما ذُكرت فيه - على ما ألمعتُ - كلماتٌ دخلت العربيَّة قديمًا، ولكنَّه رأى إيرادها في كتابه لذُيوعها في لغة العصر، ولأن كثيرًا منها لم يعالَج في كتب الدخيل القديمة.

أما المنهج الذي انتهجه المؤلف في الكتاب فيتلخَّص فيما يأتي:

1- تتبُّع الألفاظ الدخيلة في الكتب والمعاجم الحديثة، وفي وسائل الإعلام، ومن أفواه أبناء اللهَجات المعتمَدة، وهي: لهَجات بلاد الشام، ومصر والسُّودان، ومناطق المملكة العربيَّة السعودية، وقد عاش المؤلف في مصرَ والسودان، ويقيم منذ سنوات بعيدة في السعودية، وله صلاتٌ وثيقة بأهل بلاد الشام.

2- رُتِّبت الألفاظ في الكتاب ترتيبًا معجميًّا وَفقَ حروف الهجاء، وإذا كان للكلمة مشتقَّات أُدرجَت تحت المدخل الرئيس، وما كان منها مَظِنَّة العُسر في الاهتداء إليه، أُثبتَ في موضعه بحسب رسم الكلمة، مع الإحالة على المدخل الرئيس.

3- ضُبطَت الكلمات جميعًا كتابةً بالحرف؛ دفعًا لأيِّ لَبْس، واتِّقاء لخطأ الطباعة.

4- كثير من الكلمات الدخيلة تُرسَم بصور مختلفة، ولم يستقرَّ إملاؤها، ومما يقع الاختلاف فيه إثبات أحرف العلَّة وحذفها، واختلاف كتابة بعض الأحرف الصحيحة الناشئ عن اختلاف اللهَجات، ومن أمثلة ذلك: كلمة (garage) الفرنسيَّة التي دخلت في اللهجة المصرية بصورة (جراج)، وفي اللهجة الشاميَّة بصورة (كراج)، وفي اللهجة السعودية بصورة (قراج).

5- كُتبَت أصول الألفاظ الدخيلة بحروف لغتها، فإن كان الأصل بالحرف اللاتينيِّ اكتُفيَ به، وإن كان بالحرف اليونانيِّ أو السريليكيِّ أُردف بالحرف اللاتيني، أما إن كان بغيرهما كأن يكونَ بالحرف العبريِّ أو الآراميِّ كُتب نطقه بالحرف العربي. وكُتبَت الأصول التركيَّة بالحرف اللاتيني، إلا أن تكونَ من أصل اللغة العثمانية فتُكتَب بالحرف العربي.

وختم المؤلف مقدَّمته بذكر (مصطلحات الضبط) الواردة في الكتاب، مصطلحات الحروف؛ كالجيم المهموسة، والجيم الفارسيَّة، والجيم اليمانيَّة، والشين المجهورة، والزاي الفارسيَّة، والباء المهموسة، والباء الفارسيَّة... إلخ. ومصطلحات الحركات؛ كإمالة الفتحة، والضمَّة غير المشبعة.

aaa

نماذج من الكتاب:

ودونكم نماذجَ مختارةً من "معجم الدخيل"، حَرَصتُ أن تكونَ من الكلمات الشائعة في لهَجات عدد من البلاد، متجنِّبًا فيها ما يكون من أصول لغات مكتوبة بحروف يصعب كتابتها بغير الرسم اليدوي، وعلَّقت بعض التعليقات جعلتها بين معقوفتين:

- أبلة (بالفتح؛ وتفخَّم لامها في الشام): الأخت الكبيرة، وتطلقها التلميذات على المدرِّسة (بكسر الراء المشددة) أيضًا.

تركي (abla) ومعناه الأخت الكبيرة.

[الكلمة شائعة في مصر، وبعض مناطق الشام، وليست في سوريا، ودخلت السعودية ودول الخليج عن طريق المصريين].

- أبيه (بفتح الهمزة، وإمالة فتحة الباء): كلمة ينادي بها الصغير أخاه الكبير، أو صديقَ أبيه الصغير السنّ (مصر).

تركي (abe)، (abey)، أصله: (آغا بك) (ağabey) بمعنى الأخ الأكبر.

- أتوبيس (بضم الهمزة والتاء): سيارة كبيرة للنقل الجماعي؛ أهل الإسكندرية في مصر يقولون (الأتوبُوس) بالواو في محل الياء. عربيُّه (الحافلة).

فرنسي (autobus) يُنطَق (أوتوبُيس) بكسرة مشمَّة. وهو مركَّب من (auto) بمعنى (تلقائي)، و(bus) وهو المقطع الأخير من الكلمة اللاتينية (omnibus) بمعنى (للجميع). وباللغة الإنكليزية تستعمل كلمة (bus) وحدَها للحافلة.

- أجزخانة: الصيدلية، مخزن الأدوية. [ما تزال مستعملة في مصر كتابة ونطقًا].

تركي (eczahane).

وهذه الكلمة التركية مركبة من كلمتين إحداهما عربية، والأخرى فارسية. أما الكلمة العربية فهي (أجزا)، وهي محرفة من (أجزاء)، وتطلق باللغة التركية على الدواء لأنه يتركب من أجزاء مختلفة. وأما الكلمة الفارسية فهي (خانه) بمعنى الدار.

أما (أَجْزَجي) فهو مركب من (أجزا)، واللاحقة التركية (جي) بمعنى الصاحب. 

- أَجِندة (بفتح الهمزة وكسر الجيم): المفكرة.

فرنسي (agenda)، وأصل معناه باللاتينية (ما يجب أن يُعمَل)، وهو جمع (agendus)، من الفعل (agere) بمعنى: عَمِلَ يعمل. وسميت المفكرة هذه التسمية لأن المرء يسجل فيها ما يجب عليه أن يعمله في أوقات معيَّنة.

[وشاع استعمالها في وسائل الإعلام حديثًا بمعنى: الخُطَّة، والمنهج المتَّبَع في شأن ما، ولها صلة بأصل المعنى، وبعض الإعلاميين ينطِقونها بفتح الجيم].

- أرشِيف (بالفتح): دار حفظ الوثائق. والمكان المخصص لحفظ الوثائق في مؤسسة ما. وقد اشتق منه: (الأرشفة)، وهي حفظ الوثائق بالطريقة المعروفة.

فرنسي (archives)، وهو من الكلمة اليونانية (αρχειoν) (archeion) بمعنى دار الحاكم، وهي بدورها مشتقة من (αρχη) (arche) بمعنى الحكومة.

- إستبنة (بكسر الهمزة والتاء): دولاب السيارة الاحتياطي.

إنكليزي (stepney). يقال إن (Stepney) اسم شارع في مدينة (Lianelly) في مقاطعة ويلز حيث مصنع للدواليب كما في "معجم أكسفورد".

[الدولاب فارسيٌّ معرَّب].

- إستودِيو (بكسر الهمزة والدّال، وضم الياء): له ثلاثة معانٍ، وهي:

(1) محلّ يرسم فيه الرَّسَّام.

(2) وموضع التقاط الصور الشمسية.

(3) وغرفة البثّ الإذاعي أو التصوير التلفازي، أو التسجيل الصوتي.

والجمع إستوديوهات.

عربيُّه: (الْمَرسَم) بالمعنى الأول؛ ويمكننا استعماله بالمعنى الثاني كذلك. أما المعنى الثالث فقد وضعتُ له أنا كلمة (الْمَبَثّ) (بفتح الميم والباء، وتثقيل الثاء المثلثة)، وهي كلمة جميلة جديرة بالرواج. يقال مثلاً: (ننتقل الآن إلى مَبَثِّ الأخبار).

إيطالي (studio) بمعنى الدراسة، والعناية، والاهتمام؛ ثم أطلق على محل الدراسة والعمل.

- أكازيون (بضمّ الهمزة والياء، وكسر الزاي): بيع التصفية، بيع السلع بسعر مخفض خلال مدة معيَّنة للتخلص منها قبل انتهاء الموسم.

فرنسي (occasion)، أصل معناه الفرصة.

[شائعة في بعض المناطق السورية بفتح الهمزة].

- بَقشِيش (بالكسر): ما يعطى خدم الفنادق والمطاعم وغيرهم من نقود. هو (بخشيش) بالخاء في اللهجات الشامية، وهو الأصل.

فارسي (بَخْشِش) معناه العطية، ودخل في التركية بهذه الصورة (بخشِش bahşiş)، ودخل في العربية من التركية. غير أنه بتأثير من الكلمة التركية (باغشش) بمعنى العطاء أبدلت الخاء قافًا عند بعض الناس.

[قوله في ضبط الكلمة: بالكسر، يُفهم منه: بكسر الباء، وهو خلاف الضبط المثبت على الباء، وخلاف الشائع من نطقها، وكان الأَولى أن يقول: بفتح الباء وكسر الشين].

- بكالوريا (بفتح الباء، وضم اللام ضمًّا غير مشبع، وكسر الراء): شهادة الثانويَّة العامة (لبنان).

فرنسي (baccalauréat).

[مستعملة في سوريا، ولكن بتسكين الراء، ويُلاحَظ في الكتاب أن المؤلف يعزو كثيرًا من الألفاظ الشائعة في سوريا ولبنان، إلى لبنان وحدَها، والأَولى العزوُ إلى الأصل!].

- بُلُوزة (بضمتين): ضرب من اللبس النِّسوي.

إيطالي (blusa)، ومنه (blouse) بالفرنسية والإنكليزية.

- بيجامة: ملابس النوم، عربيُّه (المنامة)، قال الجوهري: المنامة: ثوب ينام فيه.

إنكليزي (pyjamas) (وفي إنكليزية الولايات المتحدة الأمريكية pajamas)، من (پايجامه) بالأردية. وهذه الكلمة فارسية الأصل، وأصل معناه الإزار، وهي مركبة من (پاي) بمعنى الرِّجْل (بالكسر)، و(جامه) بمعنى اللباس، فيكون معناها (لباس الرِّجْل). وتطلق هذه الكلمة باللغة الأردية على السروال الخفيف الواسع الذي يلبسه الهنود، وأخذها الإنكليز وأطلقوها على ملابس النوم المكونة من سروال وقميص، وهو إطلاق الجزء على الكلّ. ودخلت من اللغة الإنكليزية في كثير من لغات العالم.

- تسونامي: أمواج البحر العاتية التي يسببها زلزال في قاع البحر على عمق أقلّ عن خمسين كيلومترًا وبقوة أكثر عن 6.5 درجة على مقياس رختر.

راجت هذه الكلمة رواجًا كبيرًا بعد حدوث الأمواج المدمرة التي اجتاحت سواحل بعض البلاد الواقعة في المحيط الهندي كأندونيسية، وسريلنكة، والهند وبلاد أخرى في 26/ 12/ 2004م.

ياباني (津波) (tsunami)، ومعناه الحرفي (أمواج الميناء)، وهو مركب من () (tsu) بمعنى الميناء، و () (nami) بمعنى الموج. وكأنّ اليابانيين عندما أصابهم تسونامي في مدينة آوا (Awa) عام 1703م، ووجدوا الماء يدخل الميناء صاحوا: (أمواج الميناء!)، فصار ذلك اسمه.

- سِيجارة: لفافة دقيقة من التبغ تدخّن؛ الجمع سجائر. وفي اللهجة السورية: سِيكارة.

تركي (سيغاره) (cigara)، من (cigarro) بالإسبانية. ومن هذه الكلمة الإسبانية نفسها (cigarette) بالفرنسية والإنكليزية، وهو تصغير (cigar) على الطريقة الفرنسية.

[في سوريا تُكتَب (سيكارة) وتُنطَق بالكاف المجهورة بصوت (g) الإنكليزية، وقد وضع الشيخ علي الطنطاوي كلمة (الدَّخينة) بديلاً عنها، وهي كلمة لطيفة مأنوسة يحسُن استعمالها وإشاعتها]. 

- شُرَّاب (بضم الشين، وتشديد الراء): الجورب، وجمعه شراريب.

تركي (çarşaf).

[مستعملة بكثرة في السعودية وبعض دول الخليج بهذا اللفظ، وفي مصر بلفظ: (شَرَاب)].

- فَنار (بالفتح): مصباح قوي الضوء ينصب على سارية عالية، أو شبه برج مرتفع لإرشاد السفن في البحار والمحيطات إلى طرق السير، وتجنب مواطن الخطر (مط [المعجم الوسيط] ومعس [المعجم العربي الأساسي]).

جاء في مط أنه (الْمَنار محرَّفًا)، وهذا ليس بصحيح؛ إنما هو دخيل من اليونانية، وأصله (φαναριον) (phanarion)، وهو تصغير (φανος) (phanos) بمعنى المشعل، ومنه (فانوس) بالعربية.

- فوبيا: خوف شديد غير طبعي من شيء، أو كراهية شديدة له.

إنكليزي (phobia)، من (φοβος) باليونانية بمعنى الخوف.

- مِيدالية: الوسام؛ والجمع ميداليات.

إيطالي (medaglia). وهو (médaille) بالفرنسية، و(medal) بالإنكليزية؛ كلها من (metallum) باللاتينية بمعنى المعدن، إذ الميدالية عبارة عن قطعة معدنية على شكل عملة تحفر عليها عبارات أو رسوم، أو كلتاهما.

- مِينِي جيب (بكسر الميم والجيم): فستان قصير جدًّا. يقال أيضًا (ميني جُوب).

فرنسي (minijupe)، وهو مركب من (mini) بمعنى صغير جدًّا، و(jupe) بمعنى الفستان.

والجدير بالذكر أن (jupe) الفرنسية كلمة عربية، أصلها (جُبَّة). وكلمة (mini) تستعمل الآن سابقةً في كثير من الكلمات، وهي اختصار لـ (minimus) باللاتينية بمعنى الأقلّ.

وانيت (بإمالة فتحة النون): سيارة نقل صغيرة، ويكتب كذلك (ونيت) بدون الألف (السعودية).

إنكليزي (vanette)، وهو تصغير([7]) (van)، وهو سيارة نقلٍ مغلقة.

والجدير بالذكر أن (van) مقتطع من اسمه الكامل (caravan)، وكان سابقًا يطلق على سيارة نقل مغلقة، ويطلق الآن على سيارة مهيأة للسكن في أثناء السفر([8]). وهذه الكلمة دخيلة في الإنكليزية من الفارسية، وأصلها (كاروان) بمعنى القافلة.

هذا، وقد أفادني من أثق به أن كلمة (وانيت) أصلها (van-8)، وتكتب هذه العبارة على بعض سيارات هذا النوع، والرقم (8) يشير إلى عدد الركاب، غير أنني لم أرها.

- ورشة (بالفتح): محلّ تصليح السيارات، ومحلّ الخراطة واللحام؛ والجمع وِرَش (بكسر ففتح).

إنكليزي (workshop) بحذف الحرف الأخير من كلّ من المقطعين.

aaa

نبذة من سيرة المؤلف([9])

تلكم كانت كلمات مختارةً من الكتاب تدلُّ على ما وراءها، ولا أرى أن أختمَ هذا التعريفَ بالكتاب دون أن أعرِّفَ بصاحبه؛ بذكر نبذة يسيرة من سيرته:

هو العلامة اللغويُّ المتضلِّع باللغات الشرقيَّة والعالميَّة، المجتهد في دراسة أصول الألفاظ الدخيلة في اللغة العربيَّة وغيرها من اللُّغِين([10])، الشيخ الصالح المتبتِّل في محاريب العربيَّة([11])؛ دراسة وتدريسًا، وتأليفًا وتعليمًا، ذو الخلق الرضيِّ والتواضع الجمِّ، والسَّماحة والبِشر: الشيخ الدكتور ف. عبدالرحيم.

وُلد في الثالث عشر من المحرَّم 1352هـ (7/ 5/ 1933م).

واشتهر باسم (ف. عبدالرحيم) وهو ما يُثبته على أغلفة مصنَّفاته، واسمه الأصلي: (فانيامبادي عبدالرحيم)، وكلمة (فانيامبادي) هي اسمُ عائلته، وهو يقدَّم على اسم الشخص في منطقة الشيخ بجنوبيِّ الهند، وهو نفسه اسم مدينته التي وُلد فيها بولاية (تامل نادو)، ولا يُعرَف معناه، ونطقُه في لهجتهم مخالفٌ لرسمه العربيِّ، و(الفاء) في أوله تُنطَق بالهندية بصوت بين الفاء والواو. ولصعوبة نطق هذا الاسم اختصره الشيخ إلى حرف (ف) فقط.

نال شهادة (ماجستير) في اللغة الإنكليزية وآدابها من جامعة مَدراس، و(ماجستير) في اللغة العربيَّة وآدابها من جامعة عَليكرَه الإسلاميَّة، واللقب الشرقيَّ «أفضل العلماء» في الدراسات الإسلاميَّة واللغة العربيَّة من جامعة مَدراس، ودكتوراه في أصول اللغة من جامعة الأزهر.

عمل محاضرًا في اللغتين العربيَّة والإنكليزية بجامعة مَدراس، وتولَّى رئاسةَ قسم اللغة الإنكليزية بجامعة أم درمان الإسلاميَّة في السودان.

وعمل في شعبة تعليم اللغة العربيَّة للناطقين بغيرها في الجامعة الإسلاميَّة بالمدينة المنوَّرة، ووضع معظمَ مناهجها، وكان مديرَها زمنًا. وفي الوقت نفسه درَّس الأصواتَ واللهَجات العربيَّة بكليَّة اللغة العربيَّة بالجامعة نفسها، وأشرف على عدَّة رسائلَ جامعيَّة، وناقش رسائلَ أخرى. وبلغت مدَّة عمله بالجامعة الإسلاميَّة ستًّا وعشرين 26 سنة (من 1389هـ إلى 1415هـ).

ومنذ سنة 1415هـ وهو مديرٌ لمركز الترجمات بمجمَّع الملك فهد لطباعة المصحَف الشريف بالمدينة المنوَّرة.

بلغت مؤلَّفاته خمسةً وثلاثين كتابًا: منها ثمانيةُ كتب في فقه اللغة، بالعربيَّة والإنكليزية والأردية. وأربعة وعشرون كتابًا في تعليم اللغة العربيَّة للناطقين بغيرها، من أشهرها وأسيَرها كتابه: "دروس اللغة العربيَّة لغير الناطقين بها" (ثلاثة أجزاء)، نشرته الجامعة الإسلاميَّة بالمدينة المنوَّرة. وقد كتب الله له القَبولَ فدُرِّس وما يزال يُدرَّس في جميع أنحاء العالم. وثلاثة كتب في المجال الشرعيِّ الإسلامي.

ونشط في إقامة دورات في تعليم اللغة العربية برعاية الجامعة الإسلاميَّة بالمدينة، في عدَّة بلدان؛ منها: الولايات المتحدة الأمريكيَّة، وبريطانيا، وألمانيا، وكندا، وباكستان، والهند، والفلبِّين.

حاز على جائزة رئيس جمهورية الهند لخدمة اللغة العربيَّة لعام 1996م.

حفظه الله، وبارك في عمره وهمَّته، وجزاه عن العربيَّة وأهلها خير الجزاء.

 aaaa

 

من اليمين: د. محمد أجمل أيوب الإصلاحي، ود. عُزَير شمس، ود. ف. عبدالرحيم

وأيمن بن أحمد ذوالغنى في مدرَّج مدينة المعارض بالرياض

                

([1]) صدرت دراسته لكتاب "المعرَّب" عن دار القلم بدمشق، ط1، 1410هـ/ 1990م.  

([2]) يرى د. عبدالرحيم أن الأَولى كتابتها بالتاء بدل الهاء؛ تعريبًا لها، علمًا أن صيغتها الإنكليزية بالتاء (doctorate)، أما الصيغة الفرنسيَّة فتُكتَب فيها التاء ولا تُقرَأ (doctorat). وقد أخذتُ برأيه هنا تقديرًا له. انظر كتابه "معجم الدخيل" ص105.

([3]) صدر عن مكتبة لينة للنشر والتوزيع، بدمنهور في مصر، ط1، 1411هـ/ 1991م.

([4]) صدر عن دار المآثر بالمدينة النبوية، ط1، 1419هـ/ 1998م.  

([5]) صدر عن دار القلم بدمشق، ط1، 1413هـ/ 1993م.   

([6]) من خير الكتب في هذا الموضوع كتاب العلامة المصريِّ الحاذق الطبيب والمؤرِّخ والأديب الدكتور أحمد عيسى (1293- 1365هـ/ 1876- 1946م): "المحكَم في أصول الكلمات العاميَّة"، الذي صوَّرته دار الآفاق العربيَّة بمصر، عن طبعته الأولى عام (1354هـ/ 1935م)، ولكنَّه خالص للهجة المصرية. وترجمة مؤلفه في "الأعلام" 1/ 191. ومنها كتاب د. مروان المحاسني الرئيس الحالي لمجمع اللغة العربيَّة بدمشق: "الكلمات الإيطاليَّة في لغتنا العاميَّة؛ دراسة تاريخيَّة لغوية"، صدر عن دار العربيَّة ببيروت دون ذكر التاريخ، وقد صوَّرتُ نسخةً عن الكتاب من مكتبة شيخنا الجليل الراحل عبدالرحمن الباني، الذي أرَّخ تملُّكَه لنسخته في صيف عام (1392هـ/ 1972م).   

([7]) قال المصنِّف في الحاشية تعليقًا على هذا الموضع: اللاحقة (ette) علامة التصغير بالفرنسيَّة كما في (cassette) بمعنى الصندوق الصغير، وهو تصغير (case).

([8]) علَّق المصنِّف على هذا الموضع بقوله: وتسمَّى كذلك (house on wheels) أي: بيت ذو عجَل.

([9]) أفدتُّ في إعدادها من شيخنا الأديب البحَّاثة والعالم اللغويِّ المحقِّق رضيِّ النفس كريم السَّجايا الدكتور محمد أجمل أيوب الإصلاحي العضو المراسل بمجمع اللغة العربيَّة بدمشق، وهو صديقٌ حميم للمترجَم له، وبلديُّه.

([10]) قال د. ف. عبدالرحيم في حاشية ص5 من كتابه: تُجمَع (اللغة) على: لغات، ولُغًى، ولُغِين؛ كما تُجمَع (البُرَة) على بُرات، وبُرًى، وبُرين، علمًا بأن (لُغِين) في حالتي النصب والجرِّ، وأنه (لُغُونَ) في حالة الرفع.

([11]) انقطع الشيخ للتحصيل والاشتغال بالعلم فلم يتزوَّج؛ فهو من العلماء العزَّاب الذين آثروا العلم على الزواج.