همسة حب

الشيخ حسن عبد الحميد

رسالة إلى الأخوة الأحباب المعجبين ببعض أرائنا ، أو المنتقدين لها ،

رسالة حب للأخ المنهدس سامي الجبلي 

السلام عليكم ورحمة الله وبعد :

 ونحن في ظروف الحرب ، وعند الحواجز في حلب وغيرها يقال لكل مار هويتك ، وهويتي التي طلبها البعض هي : 

١/  أنا من تلاميذ حسن البنا ومصطفى السباعي ومن جماعتهم وعلى دربهم

 وأفخر بذلك 

٢/ حنفي المذهب ولكني أحترم وأجل كل فقهاء الاسلام 

٣/ احترم وأجل كل العاملين في الحقل الاسلامي ، بكل مشاربهم : الصوفية والسلفية والنورسية والتحريرية ،

 وأنا ولا فخر من أهل السنة والجماعة 

٤/ أؤمن بمقولة الامام مالك رحمه الله : كل إنسان يؤخذ منه ويرد عليه ، الا صاحب هذا القبر ( قبر المصطفى عليه السلام ) ، وقول الامام أبي حنيفة علمنا هذا رأي ، فمن أتى بخير منه قبلناه .

٥/ أرجو من الأخوة المنتقدين ألا يتسرعوا في النقد قبل قراءة الفكرة جيدا ، وقبل حمل القلم للكتابة والغمز واللمز 

تذكروا قول النبي عليه السلام لمن قال عن حفصة رضي الله عنها أنها قصيرة ، لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته ؟؟

٧/ نحن ملزمون بهدي النبي عليه السلام اذكروا محاسن موتاكم ، وملزمون بهدي الاية الكريمة ( ولايجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا ، اعدلوا هو أقرب للتقوى ) المائدة ٨ 

٨/ من هدي النبي الكريم عليه السلام ( لايشكر الله من لا يشكر الناس  ) رواه البخاري عن ابي هريرة ،

واضرب الامثلة : عند باب المسجد الاموي في دمشق الباب الغربي سوق فيه قباقيب ممتازة وهي معمرة على جدار المسجد من الجانب الشرقي ، هدم الرجل المحلات وأبرز جدار المسجد الشرقي ، فلو أثنيت على هذا العمل لا أكون مخطئا ، وليس من حقي أن أبحث عن نية الرجل ، ولا أن أذكر الآن ، وضع خطا تحت كلمة الآن ، هو لايحكم بما أنزل الله ، وهي كلمة حق ، ولكن ذكرها هنا خطأ 

٩/ عندما لجأ إخواننا المشردون الفارون من بطش الطاغية ، فأواهم هذا الطاغوت الآخر ، فهل نلام إذا قلنا له شكرا ، أو نقول بيننا هو لايحكم بما أنزل الله ، نحن نعلم ذلك ، ونعلم مافعل ، هذا الكلام يقال في وقت آخر ، وفي ميدان آخر 

أيها الأخوة الأفاضل الكرام : 

سلاح معركة حنين أخذه نبينا عليه السلام من صفوان بن أمية المشرك ، وأجارت أم هاني اثنين من المشركين ، ماذا قال لها المصطفى عليه السلام : لقد أجرنا من أجرت ياأم هاني 

١٠/ صدام كالحجاج فاسق ، والترحم على المسلم الفاسق جائز ، واسألوا علماء الدنيا إن شئتم ، نعم الكافر لايجوز الترحم عليه ، والرجل ليس كافرا ، مات وهو يهتف الله أكبر 

١١/ يجب أن نفرق في خطابنا هل من نتكلم عنه حي أم ميت ، الحي تقول له اتق الله ، واحكم بما أنزل الله ، أما إذا كان ميتا ، وقد بنى المساجد وفعل الخيرات نقول رحمه الله بنى المسجد الفلاني . 

كان لي صديق شهم وجريء وصادق في الحق ، لكنه قتل نفسا حرم الله قتلها ، ان ظاهر الحكم القرآني أنه في النار ولاتوبة له ، وبعض فقهاء الاسلام قالوا إذا تاب تاب الله عليه ، هذا الرجل أفضى إلى ربه فاذا ذكرته مع الراحلين فلا يحق لصديق أن ينتقد ويقول هو قاتل كيف تثني عليه ، اخواني القضية بين عبد ورب ، ونحن دعاة لاقضاة ، والله قال لنبيه عليه السلام ( وما أنت عليهم بجبار ) و ( لست عليهم بمسيطر ) 

١٢/ أنا ذكرت أفعال المجرم ، وأنا أعلم أنه فاسق فاجر ظالم باطش ، لكن لكل مقام مقال ، ووضعت عنوان خاطرتي ( عدو عدوك صديقك ) فالفلوجة تباد ، فأين الرجل من هذا المد الشيعي ؟؟ واذا قلت لهذا الصديق وقلبي يلعنه ، ألام ؟؟

الاقرع بن حابس صحابي جليل ، وزعيم وراءه مائة ألف ، والنبي عليه السلام يعرفه كذلك ، لما طرق باب النبي عليه السلام رحب به وأدناه وأجلسه إلى جانبه صلى الله عليه وسلم 

هل قرأ أخوتنا الكرام رسائل النبي عليه السلام إلى الملوك والرؤساء ، أعيدوا قراءتها بتأمل ؟؟؟

ياأحبابنا رحم الله من أهدى إليّ عيوبي ، كما قال عمر الفاروق رضي الله عنه ، ويجب أن تعلم الدنيا كلها أننا منصفون ، ذهبت مرة إلى أريحا وكان هناك الوزير عمر بهاء الدين الاميري رحمه الله في جبل الاربعين ، سألته عن النشاط الذي بدأ يظهر على الساحة من الصوفية ، قال ضعوهم في عيونكم فهم الخط الثاني للدفاع عن الاسلام .

اخواني كونوا أصحاب أفق واسع ، وانظروا إلى بعيد ، ولا تتهموا النوايا ، ولا تجعلوا أعراض إخوانكم مضغة في الافواه ، إن عمر الفاروق رضي الله عنه كتب إلى سكير كتابا رقيقا جعله يبكي ، وفيه غافر الذنب وقابل التوب ، وترك الرجل الخمرة 

اتقوا الله ولاتنسوا الفضل بينكم ، قولوا للمحسن أحسنت ، وللمسيء بهمس أخطأت ، ولكن سددوا وقاربوا ،

 ومن لايقبل نصحي أقول له اسكت كما قال أحدهم اسكت ياشيخ ؟؟؟؟ 

أقول له اسكت ومد رجليك على قدر فراشك !!!

وسلامي إلى جميع الأحبة وبالأخص الأخ المهندس سامي الجبلي حفظه الله .

 وتذكروا في صلح الحديبية بين نبينا محمد عليه السلام وسهيل بن عمرو ، طلب سهيل محو بسم الله الرحمن الرحيم ، محاها عليه السلام بيده الشريفة ، وكان عمر من المعترضين على ذلك ، ولكنه عليه السلام كان ينظر إلى البعيد ، 

سدد المولى خطاكم .

والله أكبر والعاقبة للمتقين 

وفرجك ياقدير

وسوم: العدد 670