تهنيء بتحرير مدينة إدلب مقدمة لتحرير كل سورية

جبهة العمل الوطني لكرد سورية

جبهة العمل الوطني لكرد سورية

تهنيء بتحرير مدينة إدلب

مقدمة لتحرير كل سورية

لقد زفّ المجاهدون والثوار الأبطال بشرى تحرير مدينة إدلب مركز المحافظة الخضراء من رجس العصابة الأسدية الحاكمة وحلفائها الطائفيين شذّاذ الآفاق ظهر اليوم السبت الثامن والعشرين من آذار الخير والانتصارات، وكان المجاهدون والثوار الأبطال قد زفوا قبل نحو أربعة أيام بشرى تحرير مدينة بصرى الشام في درعا الصمود مهد الثورة المباركة.

إننا في هذه الأجواء المفعمة بالفرح والسرور، ونتيجة هذه الانتصارات الباهرة التي سطّرها المجاهدون والثوار بدمائهم القانية الزكية، بعد الأخذ بالأسباب وتوحيد الكلمة ورصّ الصفوف، نتوجه بالتهنئة الحارّة لكل المجاهدين والثوار النشامى، ولكل أبناء شعبنا، في الداخل السوري، المحرر أو الذي ينتظر التحرير القريب، أو في مناطق النزوح أو مخيمات اللجوء، كما نهنىء كل أم أو زوجة أو طفلة فقدت عزيزاً لها، نهنىء أنفسنا وكل سوري غيور على وطنه وشعبه، ونقول لهم جميعاً: أبشروا، فقد أوشك فجر سورية أن يطلع، وذي تباشيرها، وستطوى معه كل الأحزان والمآسي والليالي الأسدية الطائفية الحالكات. أجل ستعود سورية أفضل مما كانت مطهّرة من أرجاس أعداء الإنسانية.

لقد أزفت ساعة خلاص شعبنا ومنطقتنا وأمتنا من الريح الصفراء القادمة من الشرق، حيث المجوسية المتلفّعة بعباءة الإسلام، واقتربت لحظة عودة البسمة إلى شفاه السوريين الذين فقدوها في ظل حكم هذه العصابة المجرمة الخائنة وحلفائها الأغراب سود الوجوه والقلوب والعمائم.

أيها المجاهدون والثوار الأبطال:

بإيمانكم وجهادكم، ووحدة كلمتكم، ومواصلتكم الليل بالنهار، وبإصراركم، وتوكّلكم على ربكم، وضربكم أروع الأمثلة في الاستبسال والفداء والتضحية، قد أحييتم قلوباً كاد اليأس أن يتسرّب إليها، بعدما خذلكم القريب والبعيد، وتجهّم في وجهكم من كان يُظن أهل خير، وتآمر على جهدكم وجهادكم من كان يتبجّح بأنه مع حقوق الإنسان ومع الحرية والديمقراطية ورفض الاستبداد والطغيان، وفاتهم أن ربّ السماء بيده النصر والمدد  وإلقاء الرعب في القلوب الخاوية، حاشاه أن يترك المعتصمين بحبله المبتغين رضاه ونصر المظلوم.

في هذه اللحظات التاريخية الفاصلة من عمر ثورتنا المبارك المديد، نستحضر أرواح المتظاهرين والمعتصمين الأوائل، الذين تحدّوا آلة القتل الأسدية بصدورهم العارية، وقضوا برصاص هذا العدو اللئيم الزنيم، ونستحضر مواقف الثوار الأوائل الذين أخذوا على عاتقهم حماية المتظاهرين وتلقين جلاوزة النظام وشبيحته وحلفائه القادمين من وراء الحدود الدروس التي لن ينسوها، فقدّموا أرواحهم رخيصة في سبيل الله وتخليص سورية، أرضاً وشعباً. نستمطر رحمات رب السماء على أرواح هؤلاء جميعاً، ونسأله سبحانه أن يعوّض أهليهم والثوار خيراً، ويكلل جهود الأحياء السائرين على دربهم بالنصر المؤزر والفتح المبين، ويردّ كيد العصابة الأسدية ومرتزقتها إلى نحورهم.

أيها المجاهدون والثوار الأبطال:

لقد أعاد انتصارُكم في إدلب وبصرى الشام الألق إلى ثورة شعبكم وجهاده، ودقّ مسامير أخرى في نعوش أعدائكم، فبوركتم وبورك مسعاكم وجهادكم وتضحياتكم، وسلمت سواعدكم وزنودكم، كونوا كما أمركم الله إخوة متّحدين متراصّي الصفوف متطلعين إلى ما عنده سبحانه، وكونوا عند حسن ظن أبناء شعبكم وأمتكم بكم، صفاً واحداً وإخوة متعاونين متكاتفين، تحكم روحُ الإيثار تصرفاتكم وعلاقاتكم، واحملوا حملة رجل واحد على عدوكم، فقد خارت قواه ودبّ الرعبُ والخوف في جميع مفاصله، وسادت الفوضى العارمة جميع صفوفه ومفاصله، ولا تتركوا له فرصة التقاط الأنفاس وتجميع الصفوف، واستفيدوا من تجربة تحرير محافظة الرقة، واجتنبوا الأخطاء التي وقعتم فيها، وأعطوا أروع الأمثلة في إدارة شؤون الناس وقضاء حوائجهم، وأروا الله وشعبكم من أنفسكم خيراً.

أيها الشعب السوري البطل، أيها المجاهدون والثوار الأبطال:

مبارك عليكم النصر والتحرير في إدلب الخضراء. وتيقّنوا أن ما بعد هذا التحرير لن يكون مثلما قبله في عموم سورية، سيكون هذا التحرير نقطة فاصلة في تاريخ الثورة المباركة، نقطة انطلاق نحو المناطق السورية الأخرى التي ما زالت رازحة تحت سلطة المجرمين والمحتلين، فكونوا بحجم الآمال المعقودة عليكم، والله الله في ثورتكم وجهادكم وأبناء أمتكم، واطلبوا الموت توهبْ لكم الحياة، "كتب الله لأغلبنّ أنا ورسلي، إن الله قوي عزيز" سورة المجادلة/ الآية 21.

الرحمة للشهداء الأبرار، والشفاء العاجل للجرحى الأعزاء، والنصر المؤزر للمجاهدين والثوار الأبطال، والله أكبر.

جبهة العمل الوطني لكرد سورية

6 جمادى الثانية 1436هـ

28آذار/ مارس 2015م